وورلد تريبيون: هكذا مزقت إيران والسعودية الشرق الأوسط !
شارك الموضوع:
” تاريخ مسارات الخصومة بينهما يساعد على شرح تفكك منطقة الشرق الأوسط، خاصة في ظل الطائفية بين السُنة والشيعة على حد سواء، حيث هي الدافع وراء الكثير من الفوضى في الشرق الأوسط لا سيما الحروب في سوريا واليمن، والاضطرابات السياسية في العراق ولبنان والبحرين. فالمملكة العربية السعودية وإيران يشنون الحرب من أجل الهيمنة التي حولت الكثير من الشرق الأوسط إلى ساحة معركة خاصة بهم. فبدلا من القتال مباشرة، فإنهما يمارسان حرب الوكالة وبهذه الطريقة تزداد المنطقة سوءا”.
وأضاف موقع “وورلد تريبيون” في تقرير ترجمته وطن أن الولايات المتحدة لاعب داعم وثابت في تغذية هذا الصراع، وكان آخره من خلال دعم الحرب السعودية في اليمن، والتي قتل فيها مئات المدنيين. وهذه الديناميات تنتهي بمستقبل قاتم من الحروب الأهلية، والمجتمعات المنقسمة والحكومات غير المستقرة.
وأوضح الموقع الأمريكي أن المملكة العربية السعودية دولة أقامت شرعيتها على الدين من خلال تعزيز الإشراف على الأماكن المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وهذا يبرر قبضة العائلة المالكة على السلطة. لكن الثورة الإيرانية في عام 1979، هددت بعدم استمرار هذه الشرعية.
ولكن الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003، بهدف إسقاط الحكومة العراقية التي كانت معادية لكل من المملكة العربية السعودية وإيران، قلبت موازين القوى في المنطقة.
ولفت الموقع إلى أن لبنان تعتبر نموذج الكمال الذي يعيش ديمقراطية واهية ويحاول أن يتعافى من حرب أهلية مريرة عاشها طوال 15 عاما بين الأحزاب والميليشيات المنظمة في المقام الأول على أساس الدين، وليس في ساحات المعارك العسكرية التقليدية، حيث تستغل كل من إيران والمملكة العربية السعودية تلك الديناميات، لشن نوع جديد من المعارك عبر وكيل آخر. فإيران على سبيل المثال بدعم حزب الله تلك الميليشيا الشيعية والحركة السياسية التي قد زرعت في وقت سابق يقابلها مساعي من الرياض للسيطرة عبر الحلفاء السياسيين مثل رئيس الوزراء سعد الحريري.
وعندما أطاح الربيع العربي بالحكومات في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وكثير منهم كانوا حلفاء الجانب السعودي، أصبحت تخشى الرياض أن تعمل إيران على ملء الفراغات، لذلك سارعت إلى مواجهاتها في بعض الأحيان عبر القوة، وأحيانا أخرى عبر تقديم مليارات الدولارات من المساعدات إلى الأردن واليمن ومصر وغيرها، وكانت غالبا ما تحث تلك الحكومات إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد التمدد الإيراني في المنطقة.
وبعد أن ارتفع عدد المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية حتى في البحرين، أرسلت السعودية 1200 جندي لضمان قمع الثورة هناك. وفي مصر المملكة العربية السعودية تدعم ضمنيا الانقلاب العسكري الذي حدث في عام 2013، وترى الجيش حليفا أكثر من الحكومة التي كانت منتخبة بقيادة محمد مرسي. كما سقطت ليبيا في حرب أهلية، وعلى الرغم من أن إيران ليس لديها أي تأثير يذكر في البلدين، فإن خوف المملكة العربية السعودية من فقدان الأرض لصالح إيران جعلها تبدأ جولة منافسة صعبة لمواجهة طهران في المنطقة.
وفي سوريا حليف إيران، حاولت المملكة العربية السعودية والدول السُنية الأخرى الغنية بالنفط توجيه المال والسلاح إلى المتمردين، حتى تواجه تدخل إيران، بينما الأخيرة أرسلت الضباط ومقاتلي حزب الله للقتال نيابة عن الحكومة السورية.
والآن اشتعلت جولة المنافسة بين السعودية وإيران من خلال حرب اليمن، لذا تكافح الولايات المتحدة لاستعادة التوازن في المنطقة ولإيجاد وسيلة فعالة لإقامة نوع من السلام البارد في المنطقة.