” المستقبل في المنطقة الشمالية بعد القضاء على داعش يبدو مخيفا، فالمنطقة تجمع العديد من القوى العسكرية تحت هدف مشترك، لكنها قد تتحول إلى حمام دم بسبب المصالح المتضاربة، لكن يجب على إسرائيل أن تبقى خارج اللعبة”، هكذا وصفت صحيفة يسرائيل هيوم العبرية المشهد في معركة الموصل العراقية.
وأضافت الصحيفة الإسرائيلية في تقرير ترجمته وطن أن الأكراد يتابعون باهتمام شديد معركة الموصل، والجميع يتساءل ماذا بعد أن تتحرر المدينة من داعش؟، فالوضع هناك معقد وتقريبا كل مشاكل وخلافات الدول في الشرق الأوسط مطوية اليوم من أجل تحرير الموصل بالعراق. لذا فإنه غالبا ما يكون من الصعب العثور في مكان واحد على مزيج من العلاقات والقوات التي يعتبر التمييز بينها أمرا صعبا ولكن هذا الوضع لا يزال يدمر قوة تنظيم الدولة الإسلامية.
واستطردت الصحيفة بأنه أحيانا التحديات التي تواجه التاريخ تستوجب التركيز على عوامل مختلفة تعكس تعزيز الاهتمام من كل دولة ذات مصلحة بالمنطقة. وفي مثل هذه الحالات الواقع يخلق شيئا جديدا، ولكن ليس في كثير من الأحيان فهذا الحدث كان تحديا، وكان هذا هو مصير التعاون بين القوة العظمى الشيوعية ممثلة في الاتحاد السوفياتي والدول الغربية الديمقراطية التي تقودها الولايات المتحدة في الحرب ضد ألمانيا النازية، التي استمرت حتى احتلال ألمانيا. وقد يحدث هذا في الموصل، التي تركزت فيها قوات كثيرة ومختلفة. لذا فإن المستقبل في الشرق الأوسط سيصبح واضحا ويؤكد أن المعركة لحظة حاسمة.
ويوجد في المعركة خمسة جيوش كبيرة تشارك بالقتال، وهي: الجيش العراقي الذي يخضع للحكومة مع تزايد النفوذ الإيراني الشيعي ويتم تدريبه بمساعدة من الولايات المتحدة، وكذلك الميليشيات الشيعية وتعتبر ثاني قوة وتخضع لسلطة إيران لتعزيز مصالحها الفضلى طبقا لحسابات ضيقة شيعة.
وتعتبر البشمركة ثالث قوة عسكرية وهي كردية ومنطقة الموصل قريبة من منطقة الحكم الذاتي لذا يريدون توسعة سيطرتهم، أو على الأقل تكون الموصل تحت تأثيرهم، ورابع القوة العسكرية توجد القوات السُنية وهم مجموعة من القبائل الغربية بالموصل، ويقاتلون لمنع توسع النفوذ الشيعي بالمنطقة. أما الأتراك فهم القوة الخامسة في معركة الموصل ويريدون منع الأكراد من تحقيق حلم الدولة الكردية.
وتتركز كل هذه القوى حول الموصل، ونشرت من أجل القضاء على داعش، والسؤال الأهم الآن ماذا سيحدث في اليوم التالي لهزيمة داعش؟، ويتمثل التحدي الرئيسي في الخوف من فرض السيطرة من قبل الشيعة على المدينة، حيث في هذه الحالة يمكن أن تحدث مذبحة كبيرة، وربما يطرد معظم السكان السُنة من المدينة، لا سيما وأن الموصل بالنسبة لإيران مدينة مهمة للغاية.
ومن شأن ذلك أن يكمل ما أسماه الملك الأردني بالهلال الشيعي، وتصبح ممر لإيران حتى تعترض العالم العربي من طهران مرورا ببغداد ودمشق وبيروت.