ديلي بيست: الأوضاع تزداد سوءا في “أم الدنيا” و “20” مليون مصري يعانون الجوع
شارك الموضوع:
” كل يوم جمال البالغ 48 عاما يطوف قريته جنوب القاهرة ليطرح القيام بأي عمل مقابل أجر زهيد في ظل الأزمة الاقتصادية المتفاقمة في مصر، وقال إنه كان عاطل عن العمل لأكثر من سنة ولديه خمسة أطفال ويعيش عامل البناء السابق من الصدقات القادمة من الجمعيات الخيرية والطرود الغذائية الحكومية التي وزعت من قبل الجيش”.
وأضاف موقع ذا ديلي بيست في تقرير ترجمته وطن أن الأسعار تضاعفت بين عشية وضحاها، كما اتخذ البنك المركزي المصري خطوة صادمة في وقت سابق من هذا الشهر عبر تعويم الجنيه وخفض دعم الطاقة، مما جعل على الجميع من المستحيل البقاء على قيد الحياة.
وأوضح جمال: استيقظت على واقع حيث لا يمكن لي ولأطفالي توفير ثمن الغذاء مصر منذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي انتهت والحكومة لا تعرف ماذا تفعل؟، وليس من الصحيح أن يستمر هذا، ينبغي أن تعطينا وسيلة لتوفير رزق لي ولا أولادي.
وأشار الموقع الأمريكي أنه في مصر 91 مليون شخص يستعدون لمزيد من رفع الأسعار وخفض الدعم كما أن الحكومة المصرية قد طبقت مؤخرا سلسلة من تدابير التقشف، بما في ذلك تعويم الجنيه، للحصول على 12 مليار دولار كقرض من صندوق النقد الدولي. وتضاعفت أسعار السكر والزيت وعدد من السلع الاستهلاكية، حتى أصبح هذا البلد الذي يعتبر واحد من أهم حلفاء الولايات المتحدة في العالم العربي والذي يستفيد بنحو 1.3 مليار دولار مساعدات عسكرية أمريكية يعاني من أوضاع صعبة للغاية.
ومع ذلك، فإنه يبدو أن هناك شيء ما يجمع السيسي ودونالد ترامب، حيث في سبتمبر الماضي كان السيسي واحدا من بين عدد قليل من القادة الدوليين الذين اعتبروا أن المرشح الجمهوري آنذاك ترامب سيفوز في الانتخابات. كما أن ترامب أطلق على السيسي لقب رجل رائع وحليف طبيعي في المنطقة خلال الاجتماع الذي جرى على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. وفي حديثه لشبكة فوكس نيوز بعد بضعة أيام أشاد ترامب بالسيسي لتولي الحكم عام 2013. وتحت إدارة ترامب، كما قال المرشح الجمهوري آنذاك، الولايات المتحدة الأمريكية سوف تكون صديقا وفيا، وليس مجرد حليف، ويمكن لمصر الاعتماد عليها في الأيام والسنوات المقبلة.
وفي يوم السبت الماضي، أكد السيسي مرة أخرى على الثناء بفوز ترامب في مقابلة مع وكالة الأنباء البرتغالية لوسا. وقال إنه يتوقع منه أن يكون أكثر شراكة مع المنطقة وعلى وجه الخصوص أن يدعم مصر. وقال الرئيس المنتخب ترامب أظهر فهما عميقا وكبيرا لما يجري في المنطقة ككل وما يحدث في مصر، لذا إنني أتوقع المزيد من الدعم والمزيد من تعزيز علاقاتنا الثنائية.
ولفت ديلي بيست إلى أنه بالفعل لعدة سنوات سعت مصر جاهدة للحفاظ على وضعها الاقتصادي في محاولة لدعم الجنيه، لكن الاحتياطيات الأجنبية تراجعت بشكل حاد حتى بلغت 19 مليار دولار في الشهر الماضي، أي نصف ما كانت عليه قبل الثورة. وتفاقم نقص الدولار مما اضطر البنوك لفرض قيود خانقة على الحصول على العملات الأجنبية، التي أوقفت بدورها الواردات من بعض السلع والمواد الخام، مما أحدث نقصا هائلا وأدى لتوقف الإنتاج. ووسط تراجع أسعار النفط العالمية، وفي ظل الخلاف المتصاعد بين المملكة العربية السعودية ومصر تراجع دعمها للقاهرة بسبب تقرب الأخيرة المتزايد من روسيا وسياساتها في الصراعات الإقليمية مثل سوريا.
وتواجه مصر اليوم ضغوطا متزايدة من صندوق النقد الدولي وقطاع الأعمال، والبنك المركزي مما اضطرها لتحرير سعر صرف العملة فجأة بهدف جذب رأس المال، كما خفضت دعم الطاقة مما رفع سعر البنزين بنسبة 40 في المئة. وفي ظل هذا الوضع المتدني يعاني نحو 23 مليون مصري تحت خط الفقر وأصبحوا أكثر عرضة للجوع.