مجلة معازف المتخصصة بالموسيقى العربية تخصص ملفاً للأغاني الخادشة للحياء

By Published On: 27 نوفمبر، 2016

شارك الموضوع:

خصّصت مجلة “معازف” المهتمة بالموسيقى العربية بشكل خاص، والعالمية عموماً, ملفاً لتسليط الضوء على الأغاني العربية التي مُنعت من التداول باعتبارها خادشة للحياء منذ بدايات القرن الماضي وحتى اليوم.

 

ولفتت المجلة في افتتاحية ملفها إلى عدد من حالات المنع بحق فنانين وكتاب وأعمال فنية التي تؤشر إلى أزمة العلاقة بين الأخلاق والممارسة الفنية، ففي مصر مثلاً سجن الكاتب أحمد ناجي “حمايةً للأخلاق والأدب مما يفسدهما”، وفي الأردن مُنعت حفلة موسيقية لـ مشروع ليلى بحجة مخالفتها لـ”القيم والعادات والتقاليد”.

 

وانطلاقاً من هذه القرارات القمعية خصصت “معازف” ملفها الذي  يتطرّق إلى عبارة خدش الحياء، ويغوص في الخدش والحياء مفهوماً وممارسةً. وتناولت بعض مقالاته ماهية السلطة التي تحدّد معنى الرذالة والفجور باحثة عن مكمن السياسة في الممارسة الموسيقية الخادشة وعن ارتباط هذه الممارسة بالسياق السياسي القمعي،ومن مقالات الملف الذي حررته” زينة الحلبي” وصمّمت غلافه” جنى طرابلسي” “القول السياسي في زبوبية الكافي”لين كوربر” والهلع من رؤية الذات الخليعة في عيون الآخر” لزينة الحلبي و”خدش الحياء كمواجهة للرومانسية في الأغنية اللبنانية السائدة” و”قائمة من الأغاني التي خدشت الحياء” لهيكل الحزقي إضافة إلى نصّ لحامد سنّو يفكك فيه مفهوم الحياء في ممارسته الفنية.

وتضمن الملف 12 أغنية محرّمة ومنها ” شبيك متغشش يا صرمي | المنصف عبلة” إيه ده يا أفندي اختشي عايز تبوسني في الشارع | فريدة مخيش تعالي يا شاطر نروح القناطر | نعيمة المصرية اشمعنى يا كوخ الكوكايين كخ | منيرة المهدية أمرة يا أمورة | عبد الحي حلمي الله الله يا بدوي | بهية المحلاوية لابس جبة وقفطان وعملي بتاع نسوان | سيد مكاوي

 

واستعرض الملف جوانب من حياة فناني وفنانات الشوارع الخلفية في مصر ومنهم “فاطمة سري” التي اشتهرت بكونها من العوالم في العشرينيات من مصر وبدأت مع فرقة الجزايرلي وهي -بحسب  خادش للحياء- أول مطربة مصرية غنت أوبرا كاملة في شمشون ودليلة. تعال نشوي أبو فروة لا تستحق الكثير من الإمعان لفهم الإيحاءت فيها. وأشار كاتب المقال إلى أن فاطمة سري دعيت سنة ١٩٢٢ إلى حفل أقامته هدى شعراوي وغنت هذه الأغنية، وهو ما جعل محمد شعراوي (إبن هدى شعراوي) يتيم بها ويحاول الزواج منها رغم معارضة أمه التي هددت بتلفيق ملف في شرطة الآداب يتهم فاطمة بالدعارة. (هدى الشعراوي التي عرفت كناشطة نسوية!).

 

ومن الأغاني التي وصفت بخدشها للحياء “إيه ده يا أفندي اختشي عايز تبوسني في الشارع” للمطربة فريدة مخيش اشتهرت في مصر خلال العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي. ويصفها البعض بعالمة الأفراح المتصيتة.

 

أما “زينب محمد إدريس” المعروفة باسم “نعيمة المصرية” فبدأت حياتها كمغنية أفراح وصالونات قبل أن يحتضنها سيد درويش ليلقنها أصول الغناء. وُعرفت بأغنيتها “تعالي يا شاطر نروح القناطر- ذات الدلالات الإباحية هي من الحان ” زكريا أحمد وكلمات محمد يونس القاضي رائد الأغاني الخليعة الذي أصبح فيما بعد-للمفارقة- مسؤولاً عن الرقابة في الغناء واشتهر بواقعته مع سيد درويش في أغنية روح أسكر  وتعالى عالبهلي وتقول كلمات “تعالي يا شاطر” :”هات القزازة و أقعد لاعبني..دي المزة طارت و الحال عجبني..هنيني بخفتك و اسقني بذمتك”

وعرّج الملف على أغنية منيرة المهدية “اشمعنى يا كوخ الكوكايين كخ ” التي تبدأ كلماتها بـ كوكايين، shut up، donkey، تررم بيررم، يا فندي البيجي بيجي بيجي، تربيت تيتي تيتي ويُعد نص الأغنية معجما شوارعياً بامتياز، مليئاً بالمفردات التي تألفها الأذن في شوارع القاهرة الليلية وعوالم المجون فيها. والأغنية من ألحان سيد درويش الذي اشتُهر بتعاطيه للمخدرات في أوج شهرته، أما النص فهو من نظم بديع خيري

 

وتوقف ملف “معازف” عند تجربة الفنانة ” مها عبد الوهاب” مع الغناء الإباحي ومنها أغنيتها “عشفافي مرمغ شنباتك” وعرفت هذه المطربة السورية وهي من مدينة حماة المحافظة في تلفزيون الستينيات بلبنان، ومن ثم في ملاهي بيروت خلال السبعينيات بمطربة الجنس، نظرا لحركاتها الإغرائية وغزارة انتاجها الغنائي الإباحي.ومنها “تعملي أحلى مساج على جسمي الحساس“، التي تعجّ بالإشارات الجنسية الصريحة دون إيحاء أو ترميز.

 

وعُرف “عبد الحي حلمي” بحياة العربدة والمجون، ولم يمتنع عن أداء الأغاني الخليعة التي اشتهرت بها العوالم، فغنى أمرة يا أمورة يا محنية ديل العصفورة. التي عارضها الفنان التونسي صالح الخميسي، مغيّراً بعض كلماتها لتصبح: “خمرة يا خمرة يا مسكرة حتى العصفورة”.

 

وحفل الملف بمقالات أخرى ومنها “عن الطشت الذي يقول أستحمّي” لنسرين منصور و”صورة مي دي يا مصريين” لـ” زينة الحلبي” و”الأغنية اللبنانية السائدة- خدش الحياء في مواجهة الرومانسية” لخالد صاغية، و”كتابة أم بلع؟” لحامد سنو.

شارك هذا الموضوع

Leave A Comment