“ذا اتلانتيك”: هذه أول الحروب القادمة التي سيخوضها ترامب وتلك نقطة البداية

” في خريف عام 1990 وصلت القوات الأمريكية إلى المملكة العربية السعودية، وهو ما أثار حفيظة أسامة بن لادن، وطبقا للمؤرخ برنارد لويس دق جرس الإنذار في المحيط الأطلسي حول اختمار العداء للولايات المتحدة في العالم الإسلامي، بمزاج وحركة تفوق مستوى قضايا وسياسات تسعى الحكومات إلى تحقيقها، وكان هذا ليس أقل من صراع بين الحضارات، ومن هنا كان التوسع الأمريكي في جميع أنحاء العالم على حد سواء”.

 

وأضافت مجلة “ذا اتلانتيك” في تقرير ترجمته وطن أن أمريكا ما بعد 11 سبتمبر في عهدي الرئيس جورج دبليو بوش وباراك أوباما تحاول التوازن بين مكافحة الإرهاب وتجنب الانطباع بأن العالمين الغربي والإسلامي يوجد بينهما صِدام حضاري.

 

أما الرئيس المنتخب مؤخرا دونالد ترامب فقد يوجه قريبا الحكومة نحو اتجاه مختلف. وقد جادل العديد من المعينين في فريق الأمن القومي للرئيس المنتخب ترامب بأن الولايات المتحدة في حالة حرب مع الإرهاب المتطرف، أو الإسلام الراديكالي، أو شيء أوسع من ذلك مثل الإسلام. وقد وصفوا أن هذه الحرب في المقام الأول صراع أيديولوجي للحفاظ على الحضارة الغربية، مثل الحروب ضد النازية والشيوعية. كما لا تقتصر الحرب على المسلمين المتطرفين السنة أو المتطرفين الشيعة، وينظر إلى الدولة الإسلامية وجمهورية إيران الإسلامية على أنهما وجهين لعملة واحدة.

 

واستطردت المجلة الأمريكية أن الرئيس السابق بوش وصف حربه على الإرهاب بطرق أثارت اشتباك حضاري، وتأليب الحرية ضد خلفاء الشمولية النازيين والشيوعيين. وقال أيضا في عام 2005 إن الحرب ستشمل الجهادية المتشددة لكنه شدد على أن الإسلام ليس واحدا منها وأن الإرهابيين غير ملتزمين بالتعاليم السلمية للإسلام وأيا كان يطلق على المتطرفين من مسميات فإن هذه العقيدة مختلفة جدا عن دين الإسلام.

 

ولفتت ذا اتلانتيك إلى أن باراك أوباما أيضا خفض من سعة حرب بوش، وكان العدو فقط الإرهاب وجماعات إرهابية محددة فهو يرفض فكرة صراع الحضارات، على حد سواء لأنه يعتقد أنه لا يجب المغالاة في تهديد الإرهاب للولايات المتحدة، ولأنه لا يريد أن يؤكد بأن الجهاديين نتيجة صراع بين الإسلام والكفار في الغرب. وأضاف أوباما: عندما يستخدم الرئيس الأمريكي لغة فضفاضة تظهر الصراع الحضاري بين الغرب والإسلام، أو العالم الحديث والإسلام فإنه يجعل الأمر أكثر صعوبة وليس أسهل لأصدقائنا وحلفائنا والناس العاديين لمقاومة ودحر دوافع التطرف داخل العالم الإسلامي.

 

وطبقا للمجلة الأمريكية فقد أنتجت مقاربة أوباما رد فعل عنيف في صياغة سياسة إدارة ترامب، فمنذ سنوات وحتى الآن يدُين الجمهوريون تجنب أوباما ذكر مصطلح “الإسلام الراديكالي”، معتبرين أنه يمثل فشل للرئيس في تقييم ومعالجة التهديد بشكل صحيح، ومصطلح الإسلام الراديكالي كما يراه منتقدو أوباما يعني أن التطرف متجذر في دين الإسلام. وبينما يرى أوباما أن هناك اشتباك داخل الحضارة الإسلامية بين فصيل صغير من المتعصبين والغالبية العظمى من المسلمين ينتقدون ذلك، يرى الجمهوريون أن الاشتباك بين الحضارة الغربية وجزء كبير من العالم الإسلامي، وبخلاف أوباما الذي يرى الإرهاب عدو ضعيف منتقديه يرون أنه العدو القوي الذي تزداد قوته.

 

وقد ذهب ترامب مع العديد من القادة الجمهوريين الآخرين في انتقاد أوباما، ليس فقط في السياسات المقترحة مثل حظر أو تقييد هجرة المسلمين إلى الولايات المتحدة، ولكن أيضا في خطابه. وذكر أعتقد أن الإسلام يكرهنا، وأضاف ترامب في وقت سابق من هذا العام ردا على سؤال حول مصطلح الإسلام الراديكالي، فأجاب: إنه جذري، ولكن من الصعب جدا تحديد هويته. ووصف عدد من أعضاء فريق ترامب أن التهديد يتزايد بشكل صارخ،

 

وأضافوا: نحن في حرب عالمية ضد حركة جماهيرية تبشيرية من أهل الشر، ومعظمه مستوحى من أيديولوجية شمولية مثل الإسلام الراديكالي.

قد يهمك أيضاً

تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

تابعنا

الأحدث