نشرت الكاتبة والمعارضة المصرية البارزة آيات عرابي ملخصا صغيرا عن رئيس أركان الجيش المصري في عهد الملك فاروق “عزيز المصري” مشيرة فيه إلى أن هذا الرجل كان أحد أهم صانعي تاريخ مصر في النصف الاول من القرن العشرين بل هو أحد المشاركين في صناعة تاريخ المسلمين في الربع الأول من القرن العشرين حين شارك بقواته في الانقلاب على السلطان عبد الحميد (خليفة المسلمين الذي رفض تسليم فلسطين لليهود).
ونشرت عرابي صورة لعزيز المصري برفقة مجموعة من الضباط في المحفل الماسوني, لافتة إلى أنه كان عضواً في جمعية الاتحاد والترقي الماسونية ومنها انبثقت عدة جمعيات أخرى تنادي بالقومية العربية قام هو بانشاءها مع مجموعة من الضباط العرب في الجيش العثماني مثل الجمعية القحطانية وجمعية العهد.
وأضافت في بوست نشرته على صفحتها عبر موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”, رصدته وطن تحت عنوان ” رئيس أركان الجيش .. مندوب الماسونية في مصر” قائلة.. “فيما بعد اصبح بعض الضباط من أعضاء هاتين الجمعيتين قادة انفصاليين في أقاليم اسلامية مثل نوري السعيد الذي ساهم في انشاء ما يسمى بالمملكة العراقية”.
وتابعت في سرد تاريخ هذا الرجل حسب رصدها قائلة ” تم نقله إلى عدة أقاليم اسلامية لنشر الفكر القومي الانفصالي قبل الغاء الخلافة الاسلامية (مثل اليمن وليبيا) وفي ليبيا تلقى رشوة من الذهب من القائد الايطالي ولكنه نفى ذلك في حوار مع كاتب سيرته الذاتية”.
كان زميلاً في الكلية الحربية في اسطنبول لكمال اتاتورك الذي الغى الخلافة وكان زميلاً له في الحرب ضد ايطاليا في ليبيا وزميلاً له في الانقلاب على السلطان عبد الحميد وجمعية الاتحاد والترقي الماسونية العلمانية.
وصل إلى مصر بعد حملة دعاية بارعة (اتهم فيها بالخيانة وحكم عليه بالاعدام في اسطنبول) وتوسط له المندوب السامي البريطاني لدى السلطان العثماني فعاد إلى مصر وبدأت الصحف تنشر أنه على عداء مع الاحتلال البريطاني حتى استقبله البعض في الميناء بهتافات (يا عزيز يا عزيز كبة تاخد الانجليز) !!
ورغم ما قيل عن عداءه المزعوم مع بريطانيا, فقد اختاره المندوب السامي البريطاني ليعمل رئيساً لأركان العبيط حسين لقيادة ما يسمى بالثورة العربية الكبرى ضد الخلافة العثمانية في الحجاز وكان يعمل تحت إشراف موظفي المخابرات البريطانية !
وأسهبت في مقتطفاتها ” تم تعيينه مفتشاً عاماً للجيش الذي تتحكم بريطانيا في مفاصله ! وبعدها تم تعيينه رئيساً لأركان جيش بريطانيا في مصر وذلك بعد معاهدة 1936 !
وبعد تعيينه مفتشاً عاماً للجيش(الذي انشأه الاحتلال البريطاني بحتة ورقة وقعها اللورد دافرين سنة 1886 والذي تديره بريطانيا وتتحكم فيه), بدأ في القاء محاضرات اسبوعية بالكلية الحربية وهنا قالت ” يبدو لي أن السبب في هذا كان انتقاء الضباط الذين يصلحون للانقلاب “.
وأضافت ” وتلى تعيينه مفتشاً عاماً للجيش في مصر بدأ قبول أول دفعة من الضباط والتي ضمت المقبور عبد الناصر والسادات وباقي ضباط انقلاب يوليو ! “, معلقة على الأمر بالقول (صدفة ام أن من يعتقد أنها صدفة هو مجرد ابله ؟)
في كتابه الكوميدي, البحث عن الذات يعترف السادات أنه كان تلميذه ويظهر له الكثير من الاحترام وفي كتاب (عزيز المصري وصحبه) تقول مديرة منزله أن ضباط انقلاب يوليو كانوا يجتمعون في بيته وأنهم كانوا في مجتمعين مع فجر يوم الانقلاب قبل أن ينطلقوا بعدها بساعات لتنفيذ الانقلاب فعلياً.
لم يكن عزيز المصري ماسونياً قومياً انفصالياً فقط, بل كانت المخابرات البريطانية تنسق معه لترتيب الأوضاع في العراق فسافر إلى العراق مع (زوجته الأمريكية) بعد أن التقى بضابط مخابرات بريطاني في القاهرة. وفق كلام عرابي.
وأضافت ” كان الجواد الأسود الذي يمتطونه لتقسيم المنطقة وترتيب أوضاعها على الرغم من الدعاية الساذجة عبر الصحف الرسمية التي كانت تقول للجميع أنه يعادي بريطانيا”.. وأثناء زيارته للعراق سافر إلى إيران ليلتقي رئيس وزراءها في زيارة سريعة لا يعرف أحد ماذا دار بها.. وتابعت ” هنا تلمح ارتباطاً لكل ما يجري في المنطقة بإيران وربما يدفعك هذا للتساؤل, من اختار للمقبور عبد الناصر زوجته الشيعية حفيدة المرجع الشيعي الايراني كاظم رشتي ؟ وهو سؤال لم أجد له اجابة مترابطة تجيب عنه حتى الآن فكل القصص متناقضة “.
كان عزيز المصري متزوجاً من امريكية وانجب منها ابناً (عمر) صار فيما بعد كولونيل بالجيش الأمريكي.
وعلى الرغم من زواجه من أمريكية, فقد كان يشجع على الاتجاه للاتحاد السوفييتي !!.. وأضافت ” هذا يكشف لك أن الشيوعية في مصر لم تكن سوى اللون السياسي الذي اختاره لها من دبروا انقلاب يوليو قبل نصف قرن كامل من الانقلاب”.
واقتبست الناشطة المصرية من كاتب سيرته الذاتية قوله إن عزيز كان يحذر ضباط الانقلاب من الإخوان المسلمين, مشيرة إلى أنه بعد انقلاب يوليو 52 (الذي وجه له بن جوريون التهنئة في خطاب بالكنيست والذي أمر حاخام اليهود المصريين بجمع التبرعات له), عينه المقبور عبد الناصر سفيراً في الاتحاد السوفييتي.
وتابعت القول ” المقبور عبد الناصر كان هو شخصياً الأستاذ الأعظم الفخري لمحفل الشرق الأكبر في مصر.
واسهبت قائلة ” أنور السادات هو الآخر كان ماسونياً تمت ترقيته في دمشق إلى درجة أستاذ اعظم شرفي للمحفل الماسوني السوري وذلك يوم 12\2\1958 مع آخرين منهم معظم أعضاء مجلس قيادة انقلاب يوليو وضباط سوريون مشاهير وذلك مع ترقية جمال عبد الناصر وشكري القوتلي (رئيس سوريا) إلى درجة قطب اعظم شرفي “.
وتضيف عرابي ” (من تمت ترقيته إلى رتبة استاذ اعظم : عبد الحكيم عامر – صلاح سالم – اكرم الحوراني – عبد الحميد السراج) كما تمت ترقية (علي صبري – محمود فوزي وزير خارجية عبد الناصر) إلى رتبة نواب للمحفل الماسوني السوري”.
وأضافت هنا ” هذه هي قصة الاعداد لانقلاب يوليو 1952 قبلها باربعين سنة.. حتى تصبح مصر تحت سيطرة مجموعة من الضباط الماسونيين يضمنون للكيان الصهيوني الأمن قبل انشاءه (ولا مانع من إخراج بعض الحروب الصغيرة لإدخال السرور والبهجة على شعب المستعمرة التي تحكمها الماسونية)
وأرفقت عرابي ثلاث صور في بوستها على الفيسبوك الذي تابعته وطن موضحة..” السهم يشير لعزيز المصري رئيس أركان ما يسمى بالجيش المصري ومعه مجموعة من الضباط في المحفل الماسوني وهم يرتدون شارة الماسونية وعلى يمين ويسار الصورة شيخان ازهريان احدهما علي عبد الرازق مؤلف كتاب (الاسلام وأصول الحكم) الذي ادعى أنه لا توجد خلافة في الاسلام ودعى لفصل الدين عن الدولة ومازال الحمقى وانصاف المتعلمين يستشهدون بكتابه هذا.
والصورة الثانية للمقبور عبد الناصر- حسب قولها- يتقلد شارة الماسونية من زهير جرانة رئيس الروتاري (منظمة ماسونية) ووالد وزير السياحة في عهد المخلوع وصورة للمقبور عبد الناصر- وفق ما اسمته- من دائرة المعارف الماسونية تفيد بأنه كان الرئيس الفخري للمحفل الماسوني المسمى الشرق الأكبر المصري.
واختتمت عرابي تدوينته بالاشارة إلى مصادر معلوماتها التي قالت إنها كتب (عزيز المصري وصحبه – سيرة ذاتية لعزيز المصري) – (عزيز المصري أبو الثائرين) – (البحث عن الذات) – (دائرة المعارف الماسونية للماسوني حنا أبي راشد).