” فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية أثار توقعات عالية بين الدوائر المعينة في إسرائيل وفي الواقع كان ذلك لأسباب مفهومة تماما, فمصادر مقربة من الرئيس الأمريكي المنتخب أغدقت على إسرائيل خلال السنوات الماضية الكثير من الثناء والتعاطف والمشاركة الوجدانية، خاصة رودي جولياني، ونيوت غينغريتش ومايك فانوس وغيرهم الكثير من الذين لديهم علاقات موثقة توثيقا جيدا مع الإسرائيليين. وكان ضمنهم بعض الشخصيات البارزة التي تلتزم بالتحالف طويل الأمد بين إسرائيل والولايات المتحدة، ويوافقون على إزدهار الدولة اليهودية وحماية أمنها”.
وأضاف موقع “ميداه” العبري في تقرير ترجمته وطن أن المتعاطفين في إدارة البيت الأبيض مع إسرائيل، يقدمون على التعبير العلني عن أفكارهم، لذا يمكن توقع حدوث نشاط استيطاني ودعم كبير لتحقيق رؤية إسرائيل الكبرى، والامتثال دون قيد أو شرط مع إسرائيل في حربها ضد الإرهاب.
وأوضح الموقع ” لكن التاريخ يعلمنا أنه يجب أن نكون حذرين من التوقعات المفرطة في هذه القضايا، خاصة وأن جميع الرؤساء الأمريكيين على مر التاريخ ومختلف المسؤولين في الإدارات المتعاقبة كانوا يظهرون التعاطف من حيث المبدأ مع فكرة الصهيونية ومع ذلك عندما وصل الأمر للسياسات العملية كان لديهم تحفظات وكانوا أكثر حذرا من ذلك بكثير “.
ولفت ميداه إلى أنه حتى بعد تعزيز العلاقات، كانت مصالح الولايات المتحدة هي التي تحدد سياساتها تجاه إسرائيل، وفي الوقت نفسه واصل مسؤولو الإدارة ورؤساء الولايات المتحدة تكرار تعاطفهم مع الصهيونية وإسرائيل، حيث قال أيزنهاور في خطابه إلى الأمة في فبراير 1957: إن الشعب في إسرائيل، كالمقيمين في الولايات المتحدة، مشبعا بالإيمان الديني والقيم الأخلاقية. وفي مناسبة أخرى قال: شراكتنا السليمة تعتمد على الاحترام العميق الذي نشعر به تجاه العطاءات من إله إسرائيل. ولكن كل هذا جرى بالتوازي مع التهديد الأمريكي بضرورة الانسحاب من الأراضي المحتلة.
وأشار الموقع إلى أنه ليس هناك سبب للاعتقاد بأن ما حدث خلال عهد ايزنهاور وريغان وبوش الأب والابن، لن يحدث حتى مع دونالد ترامب، حيث تتطلب مسؤوليات أي رئيس أمريكي حماية المصالح العامة للبلد، وإذا كان ترامب قد يعتقد أن المستوطنات هي عقبة في طريق السلام، فإن الملك السعودي، والرئيس المصري والعاهل الأردني جميعهم يعتقدون ذلك، ورغم هذا يتعاونون مع إسرائيل.
وأكد ميداه أنه يمكن القول على وجه اليقين بأن الإدارة الجديدة لن تكون معادية مثل الإدارة السابقة لإسرائيل. كما من المتوقع أن الخلافات الواسعة حول عدد من القضايا والمنافسات بين البلدين سيتم حسمها، وهذا له أهمية كبيرة وسوف ينعكس في جملة أمور عندما سيتعين على إسرائيل التخلي عن موقفها في موضوع ما لاحترام المصالح الأمريكية. وعلاوة على ذلك، فإن إدارة أوباما قد وضعت تحقيق اتفاق سلام مع الفلسطينيين باعتباره واحدا من الأهداف الرئيسية لسياستها الخارجية، لكن حكومة ترامب سيكون لها أهداف أخرى.
وطبقا لموقع ميداه العبري فإن إسرائيل قد لا تكون قادرة على ضم الضفة الغربية، ولكن من المرجح أن بناء المستوطنات في معظم أمريكا لن يواجه أي مقاومة، وبالتأكيد ليس في القدس الشرقية والكتل الكبيرة، وفيما يتعلق بالمسألة الأمنية يمكن افتراض أن الإدارة الجديدة ستكون متعاطفة ومتعاونة عبر المساعدة السخية لإسرائيل.