الناطقة باسم الخارجية الألمانية مسلمة تصوم وتصلي ولا تشرب الكحول

By Published On: 5 ديسمبر، 2016

شارك الموضوع:

بعد قرابة 3 أعوام من تعيينها نائبة للناطق باسم وزير الخارجية الألمانية «فرانك فالتر شتاينماير»، ما زال أمر وصول «سوسن شبلي»، الألمانية-  فلسطينية الأصل، لهذا المنصب الدبلوماسي الرفيع أمرا مثيرا للانتباه في ألمانيا.

 

إذ تواصل الصحافة المحلية التحدّث عن مسيرتها المهنية والظروف التي نشأت فيها، وكان آخرها استضافتها منذ أيام في برنامج حواري شهير على القناة الألمانية الثانية.

 

و«سوسن» هي ابنة زوجين فلسطينيين لاجئين في برلين، لديها 12 من الأخوة (6) ذكور و(6) إناث، وكانت محرومة حتى بلوغها عمر الـ 15 من حمل أية جنسية، وتحمل فقط إقامة سماح بالبقاء في ألمانيا بشكل مؤقت، قبل أن تحصل لاحقاً على الجنسية الألمانية في العام 1993.

 

وكان والداها قد نزحا عن الأراضي الفلسطينية في العام 1948نحو لبنان حيث بقيا في مخيماتها مدة 20عاماً، ورزقا بعدد من الأطفال، قبل أن ينتقلا لبرلين، التي أصبحت مسقط رأس سوسن، في سبعينيات القرن الماضي. حسب تقرير نشرته هافنتغون بوست عربي.

 

مجموعات شبابية إسلامية

وكانت «سوسن» التي أقامت في حي موابيت البرليني قد بدأت بعد إكمالها تعليمها الأساسي، بدراسة العلوم السياسية مختصة في العلاقات الدولية، قبل أن تعمل كمستشارة في البرلمان الألماني، فمديرة لمكتب النائب يوهانيس يونغ من الحزب الأشتراكي الديمقراطي.

 

ثم انتقلت في أواسط العشرينات من عمرها في العام 2010 للعمل كمسؤولة عن حوار الثقافات في حكومة ولاية برلين، حيث أصبحت على تواصل مع مهاجرين آخرين.

 

وعملت مع مجموعة شبابية إسلامية، وأخرى من شباب الجمعية الألمانية للسياسة الخارجية، ما جعلها على تواصل مع موظفي وزارة الخارجية، وعندما جاءت الفرصة للانتقال للعمل هناك، أقدمت على هذه الخطوة، بحسب صحيفة «راينشه بوست».

 

وشرحت خلال حوارها ببرنامج «ماركوس لينز» الظروف الصعبة التي عانت منها عائلتها، وكيف أن والدها فر إلى ألمانيا وحده في البداية وبقيت والدتها وأطفالهما الـ 11 في مخيم اللاجئين بلبنان مدة عامين، قبل أن يلتحقوا بالأب على 3 دفعات‪.

 

وعن عدم ارتدائها الحجاب، مثل والدتها قالت إن الحجاب مرتبط في ألمانيا بعدة أمور، فيخيل لمن يشاهد المحجبة أنها معارضة للنسوية، وغير متعلمة.

 

مبينة أنها تعتقد أنه من الصعب جداً لمرتدية الحجاب في البلاد أن تستطيع تحقيق شيء.

 

وأكدت أن أهم ما في الموضوع هو عدم ارتباط ارتدائها الحجاب بأداء الواجبات الدينية، فهي تعرف الكثير من مرتديات الحجاب، غير ملتزمات دينياً مثلها، فلا يصلين ٥ مرات.

 

وبالنسبة إليها فإن أسباب ارتداء الحجاب مختلفة إذ قد تضطر فتاة لارتدائه فقط لأن كل صديقاتها يرتدينه وتريد أن تكون مثلهن، على الرغم من عدم ارتباطها به، أو بسبب العادات الاجتماعية، وضربت مثالاً بوالدتها التي ارتدته سابقاً في مخيم اللاجئين، لأن النساء حينها كن يلبسنه عادة.

 

وقالت إنها تعتقد أنه إذا قررت سيدة أن تلبس الحجاب، فعليهم تقبله.

 

وبسؤالها عن رأيها في النقاش الدائر منذ وقت طويل في ألمانيا، حول السماح للمسلمة بارتداء الحجاب خلال العمل، جددت تأكيدها على ضرورة تقبل قرار المرأة ارتداءه وأنها لا تظن أن ذلك يضر الطفل بشيء، نافية أن يكون ارتداؤه يعد رمزاً للتدين وعدم التسامح.

 

لاجئون اليوم وأمس

وعقدت «سوسن» 38عاماً مقارنة بين الواقع آنذاك لدى وصول اللاجئين والوضع حالياً، مبينة أن اللاجئين يحصلون الآن على دروس اللغة، ويُفرض عليهم تعلمها، ويتقرر وضع إقامتهم في البلاد أسرع، ويمكن لأطفال اللاجئين التعلم في المدارس. فيما لم تكن وقتها ما يسمى «ثقافة الترحيب» موجودة البتة، وكان يتوجب عليهم كعائلة الذهاب إلى دائرة الأجانب كل 3 أسابيع لتمديد الإقامة، لأنهم كانوا حاصلين على إقامة «دولدونغ» (تسمح لهم بالبقاء مؤقتاً في البلاد)، قبل أن تصبح تلك المدة كل 3 أشهر.

 

وقالت إنهم لم يكونوا يعلمون حينها إن كان سيسمح لهم بالبقاء في البلاد، إذ تم ترحيل والدها 3 مرات من ألمانيا، ونجح في كل مرة في العودة، وكيف كانت تزوره في سجن الترحيل، وعمرها قرابة العشرة أعوام، مبينة أن أشقاءها منعوا من استكمال تعليمهم بعد الصف العاشر، بسبب الإقامة.

 

والدي متديّن

وكانت «شبلي» قد تعرضت للانتقادات عن تصريحات سابقة أدلت بها عن والدها، جراء ما اعتبر تبسيطا لمتطلبات الاندماج، قائلة «والدي مسلم متدين، يتحدث بالكاد الألمانية، لا يستطيع القراءة أو الكتابة، لكنه مندمج أكثر من مسؤولي حزب البديل من أجل ألمانيا»، المناهض للإسلام واللاجئين.

 

وقالت «سوسن» إن ما تعنيه بهذا التصريح وبغيره إن الباحثين يقيسون الاندماج على أساس التعليم، واللغة والعمل، مضيفة أن والدها يتحدث القليل من الألمانية، إلا أنه دافع عن هذه البلاد كما لم يفعل سوى قلة، مشيرة إلى أنها تتذكر كطفلة كيف كانوا يُربون على الانضباط، والترتيب والدقة في المواعيد، ويُقال لهم إنه يتوجب عليهم تعلم الألمانية، مؤكدة أنه لو كان والدها في ظروف طبيعية، لكان في وضع آخر اليوم.

 

وشددت على أنه بالنسبة لها يندرج ضمن الاندماج، بالطبع القدرة على التحدث باللغة الألمانية.

 

مشيرة إلى أن والدتها تقول إنها تتمنى لو أن الدولة أجبرتهم حينها على تعلم اللغة، إذ لكانت اليوم أكثر استقلالية، فما زالت حتى الآن تحتاج لأولادها عندما تزور الطبيب مثلاً، لأنها لا تفهمه جيداً.

 

تجربتها في العمل كمتحدثة باسم الوزارة

وكانت قد قالت منذ 3 أعوام في أول ظهور لها في المؤتمر الصحفي الحكومي الاعتيادي كأول مسلمة تصبح جزءاً من فريق المتحدثين باسم الوزارة «أتمنى أن نصل في وقت ما إلى مرحلة يصبح فيها طبيعياً أن يحصل أحدهم مثلي على مثل هذا المنصب، بدون التركيز على الخلفية الدينية والإثنية».

 

ونفت رداً على سؤال طرح عليها في برنامج «ماركوس لينز» حول سبب تكرارها لعبارة «أنا أعتقد» في تصريحاتها، أن يكون عملهم في وزارة الخارجية قائما على مبدأ «الإيمان والأمل والمحبة» الكاثوليكي.

 

مشيرة إلى أنه يركز على إيجاد وسائل لحل الأزمات والصراعات، موضحة أنه إن قامت خلال عملها بالرد على كل تصريح يدلي به مسؤول أجنبي لكان لديهم أزمات أكثر بألف مرة عما عليه الحال الآن.

 

وأشارت إلى أنها حذرة جداً في المؤتمرات الصحفية الاعتيادية حيال أسئلة الصحفيين عندما يتعلق الأمر بقضايا حساسة كالعلاقة مع تركيا أو روسيا أو الناتو أو «دونالد ترامب» خلال الحملة الانتخابية.

 

مضيفة أنها تفكر جيداً قبل البدء بالرد عليها، لأنها تتحدث نيابة عن الوزارة وعن الوزير شتاينماير لا ما تجده كسوسن شبلي صحيحاً أو خاطئاً، وأن أي خطأ قد يؤدي لحدوث أزمة أو تتحول لقصة إخبارية رئيسية في الصحف الصادرة في اليوم التالي، الأمر الذي لا يرغب فيه رئيسها في العمل.

شارك هذا الموضوع

Leave A Comment