هكذا عارض عبد الحليم خدام ترشيح الأسد.. وصرخ” لو جاء الحرس الجمهوري كله وقتلني لن اعدل الدستور” !

By Published On: 10 ديسمبر، 2016

شارك الموضوع:

نشرت صحيفة “الديار” اللبنانية الموالية للنظام السوري الذي يديره بشار الأسد تقريراً تحدثت فيه عن سر الخلاف بين عبد الرحيم خدام نائب الرئيس السوري السابق وبشار الأسد رئيس النظام الحالي.

 

وقالت الصحيفة انه في حزيران سنة 2000 توفي حافظ الأسد بنوبة قلبية بينما كان يتكلم مع الرئيس اللبناني اميل لحود على الهاتف، وبقي الهاتف مفتوحا، وبدأ الرئيس اميل لحود يسمع ضجة وصراخ، فأكمل يقول آلو، آلو، ماذا يحصل ولا احد يجيب عليه، وكانت السماعة واقعة على الأرض، والحرس وامين السر والأطباء يحاولون انقاذ حافظ الأسد، لكن حصل ما حصل وقد توفي الرئيس حافظ الأسد.

 

فورا رفعت الأسد اعتبر نفسه الوريث ليحل مكان شقيقه الرئيس الراحل حافظ الأسد لكن الاوامر السورية جاءت الى بيروت والى دمشق اذا حضر بالطائرة رفعت الأسد فيجب اعتقاله. وتبلغ رفعت الأسد هذا الامر وهو في اسبانيا، فلم يتجرأ الى المجيء الى بيروت لان في مطار بيروت كان اللواء رستم غزالي قد اعطى الأوامر باعتقال رفعت الأسد فور نزوله من الطائرة.

 

اما في دمشق فاستمارة الاعتقال موجودة وممنوع على رفعت الأسد ان يقترب من الوراثة.

التفّ الضباط حول بشار الأسد –كما تقول الصحيفة اللبنانية- ولم يكن عمره لحظتها يبلغ الـ 40 عاما كي يصبح رئيسا لسوريا، والدستور السوري يصر على ان يكون عمر رئيس الجمهورية 40 سنة وما فوق، بدأت القيادات تتشاور وظهر عناد لدى عبد الحليم خدام نائب رئيس الجمهورية برفضه تعديل الدستور ورفضه تنصيب بشار الأسد رئيسا للجمهورية.

 

غضب بشار الأسد غضبا شديدا واعتبر نفسه انه هو رئيس لسورية، وهدد عبد الحليم خدام، فقال خدام لو جاء الحرس الجمهوري كله وقتلني فلن اوقّع على تعديل الدستور.

 

ذهب جبران كورية وغازي كنعان وحكمت شهابي، الثلاثة ذهبوا سوية لزيارة عبد الحليم خدام وابلاغه ضرورة الموافقة على تنصيب بشار الأسد رئيسا للجمهورية.

 

وزاد ضغط الجيش العربي السوري على خدام لكن خدام كان وقحا وكان جامدا في موقفه وظل على رفضه ولم يقبل.

 

أخيرا قال له العماد حكمت شهابي، يا أبو جمال دورنا خلص انا وياك مع الرئيس الراحل الأسد، اترك المجال لشبان غيرنا ولنذهب الى بيوتنا فتستقيل واستقيل انا وكل واحد يذهب في طريقه، اصبح عمرنا ليس صغيرا، وبعد جدال بين شهابي وخدام اقنع العماد حكمت شهابي نائب رئيس الجمهورية خدام بالموافقة على تعديل الدستور وانتخاب بشار الأسد امينا عاما لحزب البعث.

 

في هذا الوقت كان التوتر يسود في دمشق، والجيش في استنفار والعميد ماهر الأسد يدير العمليات العسكرية منتبها الى كل الأمور، والجماهير تزحف الى القرداحة، اما الجيش فكان متيقظا للامور، وبعد موافقة خدام جرى اجتماع حزب البعث وانتخب الرئيس بشار الأسد امينا عاما لحزب البعث، وتم تعديل الدستور في مجلس الشعب بالاجماع على ان يكون رئيس الجمهورية تحت سن الـ 40، ثم تم انتخاب الرئيس بشار الأسد رئيسا لسوريا.

 

ومن يومها، افترق حكمت شهابي وعبد الحليم خدام عن بشار الأسد، فالعماد حكمت شهابي كان مريضا بسرطان القولون في مصرانه، لكنه كان رجلا حكيما وعاقلا ولا يتكلم الا اللزوم، وابتعد عن الأجواء وعبثا حاول كثيرون ان يطلبوا منه ان يعود الى أي مركز يريده او ان يكون نائبا لرئيس فرفض اما خدام فرفض كليا ان يلعب أي دور واصر ان يجلس في مكتبه ثم في منزله الى ان انفجرت الازمة، بينه وبين الرئيس بشار الأسد.

 

اما بالنسبة الى رفعت الأسد فهو يتمتع بثروة 9 مليارات دولار يستثمرها في فرنسا واسبانيا ولندن، وهو ليس سياسي بل دوره انه شقيق الرئيس الراحل حافظ الأسد وليس عنده فكر سياسي او استراتيجي او معرفة حقيقية لطبيعة سوريا التاريخية بل يعرف اعمال قيادة قوى عسكرية لمهمات خاصة وهو الذي انشأ سراي الدفاع والقوة الضاربة التي قام الرئيس الراحل حافظ الأسد بحلها قبل وفاته، وقام بترحيل شقيقه رفعت الأسد مع ضباطه الى الخارج بعدما اجتماع الرئيس الراحل الأسد مع رفعت ذلك انه عندما وقع الخلاف بين الأسد ورفعت اتصل به وطلب الرئيس الراحل حافظ الأسد من رفعت الأسد ان يلاقيه عند والدته السيدة انيسة الأسد، فالتقيا هناك وقال الرئيس الراحل حافظ الأسد نحن اخوة، ولا يجب ان نتقاتل، يا رفعت انا افتح لك المجال كي تسافر باحترام من سوريا وتذهب انت وضباطك الى الخارج ولديك أموال من الملك عبدالله ما يكفيك لتعيش مئات لسنين فارحل قبل ان تحصل مشكلة كبرى وأضطر لاتخاذ قرار بشأنك.

 

فتطلع رفعت بوالدته السيدة انيسة التي قالت له اسمع كلمة اخوك انه عاقل وحكيم وهو الافهم بين كل اشقائه وشقيقاته، وهو قائد كبير، وبالفعل، نفذ رفعت الامر وسافر الى الخارج.

شارك هذا الموضوع

Leave A Comment