تحية المعارف من ربوع الأوطان
رباها عانقت الخيال و الإبداع
فياحسرتي علىّ موطن الجمال
ساساته الذئب بملبس الراعي
آه لو عرفت هموم الشرق ما
هي؟إلا وفرة كلام و قلة إلمسامع
وفقدان باصرة و صوغ لسان
وفرقة اخوة تشرذم و أشياع
فقر جهل و وافر أكوام قمام
و أكثر الناس لذيل الكلب أتباع
و للجيرة دار لأ غل لبابها
مركب دون دفة منتوفة الشراع
والخلق في الشدائد مركبها
هاجرة كسرت الوصايا و الشرائع
فلما نحن لا نسمع عويل الأجيال؟
أو نحس مكاره الزمان و دوائر المراع
كيف لا تحركنا نوائب الوغى؟
ولا دوارج سيل الدما و المدامع
إذا ما داست كبريائنا الأحقاد
كنا زحفا لعالم النفيِّ و الضياع
و غرباء رمت بالاوطان رحائلها
نيوبها تنهش امشاجنا و الأضالع
دون سهو لما مضى بل الرؤا
نحيا عجيب امور مراعب و مفازع
و أعوام مع انفاس الفناء ضاعت
ترينا كفر اللحى و خبل المراجع
أقوام جوار هبت علينا تكاتفا
غربان شؤم و نقيق الضفادع
تحت انجم الليل تكاتفا
فلا زاجر إلا حد السيف و النواطع
أعزل خلانك عن غدر العدى
بعض الوجوه عليها سيماء البراقع
وما النصر إلا ضرب سيوف
و سداد سهام على الجرح الموجع
ألا ذكرت الباقيات للوطن المصان؟
البعبع يتلو الغول يتلوه البعبع
و لصفراء وجه الردى نتلوى لوعة
و نفنى بغدر السيوف النواصع
لغاصب يرقى في دلهم ليل
ثم يزهو بين الأمم نضر بطول الباع
فما دام فؤاد العرب يحوي
الحنين و بالمحبة شمول و اتساع
لمن عاصر حرب الحتوف
و عاش عصر نهضة احقاب البراع
كان أجدى للصمود و التصدي!
كنيتها أم الخدائع أخت المزاعم
تلك سهامها لسماءنا أنوار
لهو و ألعاب مفرقعات و فقاقع
و آياد تسن رؤوس السياط
لسلخ جلودنا و الأمم و قر للمسامع
كلما خرجنا من ورطة معممة
رمتنا عاتياتهم وسط شداد المعامعِ
فلما لا الدنيا على صدورهم جاثمة؟
لقتلاهم القبور و لأجيالهم الفواجع
أخا الحمية و الصمود للعلى
أعلم أنك حر لكن في بوز المدفع
فيا أهل الحكمة و الورع ممن
يخشى دمار غائرات القنابل و التقع
أن حواسم المعارك و نصرها
قبل اختيار المواقع و قبل خروج المدفع