“نيويورك تايمز”: تفجير الكاتدرائية تاريخ فاصل في علاقة السيسي مع الأقباط
قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن الرئيس عبد الفتاح السيسي حاول يوم أمس الاثنين بذل جهود مثيرة لطمأنة المسيحيين في مصر وهم يدفنون ضحايا تفجير يوم الأحد في الكاتدرائية بالقاهرة، وظهر السيسي يقف جنبا إلى جنب مع البابا تاوضروس الثاني زعيم الكنيسة القبطية، ليحدد أن المتهم شاب يبلغ من العمر 22 عاما فجر حزام ناسف في الكنيسة البطرسية، مما أدى لمقتل نحو 25 شخصا، معظمهم من النساء، لقوا حتفهم في الهجوم الأكثر دموية خلال السنوات الماضية ضد المسيحيين المصريين.
وأشارت الصحيفة في تقرير ترجمته وطن إلى أن سرعة رد الفعل الرسمي تعكس بمعنى أوسع الخطر في مصر بعد ثلاثة تفجيرات وقعت في ثلاثة أيام حطمت عدة أشهر من الهدوء خارج شبه جزيرة سيناء، حيث وقع انفجار عند نقطة تفتيش أمنية في القاهرة يوم الجمعة وأدى لمقتل ستة من رجال الشرطة، وانفجار أصغر وقع في بلدة بشمال كفر الشيخ في وقت لاحق من ذلك اليوم، وأخيرا حادث تفجير الكنيسة.
وأكدت نيويورك تايمز أن السيسي يسعى جاهدا لحشد التأييد له، لا سيما بعد تراجع شعبيته هذا العام بسبب الأزمة الاقتصادية التي أحدثت الاستياء على نطاق واسع، مع ارتفاع التضخم ونقص المواد الغذائية الأساسية مثل السكر. ولفتت الصحيفة إلى أنه تحت قيادة البابا تاوضروس، كانت الكنيسة القبطية من أشد مؤيدي السيسي، معتقدين أنه الجنرال الذي قاد سابقا القوات المسلحة المصرية، ويمكنه حماية المسيحيين من المتشددين.
وذكرت الصحيفة أنه بعد تفجير يوم الأحد، تجمع محتجون غاضبون على أبواب الكاتدرائية، مرددين الشتائم ضد حكومة السيسي، وطالبوا باستقالة وزير الداخلية، لذا يوم الاثنين سعى السيسي للتودد مع زعماء الأقباط وأوضح أن السلطات تمكنت من تحديد هوية الرجل الذي يشتبه في أنه منفذ الهجوم، وأفاد مسؤولون مصريون أن مزيدا من الاعتقالات حدثت في وقت متأخر من يوم أمس الاثنين.
وتأتي هذه التحركات بينما كان كثير من المصريين بما في ذلك الأقباط، يشككون في أن السلطات يمكن أن تكشف النقاب عن المؤامرة بسرعة، وعلى الرغم من أنه لم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الهجوم، ألقى السيسي باللوم على جماعة الإخوان وزعيمها محمد مرسي الذي أطيح به من قبل الجيش في عام 2013، ودون تحديد الإخوان بالاسم، قال السيسي إن التفجير عمل قوى قد أمضت ثلاث سنوات في محاولة زعزعة استقرارنا، في إشارة إلى نفس الفترة التي خاضت حكومته فيها حملة شرسة ضد أنصار جماعة الإخوان المسلمين، والآلاف منهم تعرضوا للسجن.