هل تعلم ان الفرس أحرقوا حلب للمرة الثالثة؟.. اقرأ التاريخ

By Published On: 13 ديسمبر، 2016

شارك الموضوع:

تعدُّ مدينة حلب أكبر مدينة في سوريا، كما أنها واحدة من أقدم المدن التي سكنها البشر في التاريخ، إذ أعلنت منظمة اليونسكو المدينة القديمة جزءاً من التراث العالمي في العام 1986.

 

وعلى مدار تاريخها، توالى على حكم حلب العديد من القوى الحاكمة متمثلةً في عشرات الامبراطوريات، والدول العالمية، والإقليمية.

 

كانت حلب أو “بيرويا” ضمن امبراطورية الإسكندر الأكبر التي تركها بعد وفاته في العام 323 قبل الميلاد، قبل أن يحدث صراع على السلطة انتهى بضم سوريا إلى الامبراطورية السلوقية بقيادة لاوميدون؛ أحد جنرالات الإسكندر الأكبر، وكان هذا في العصر الهيلينستي (الفترة التاريخية بعد وفاة الإسكندر الأكبر)، وقد استمر حكم السلوقيين للمدينة حوالي 300 عام.

 

انتهى الحكم السلوقي عام 88 قبل الميلاد، بعدما أصبحت حلب أو بيرويا جزءاً من الدولة الأرمنية بقيادة الملك ديكرانوس الثاني، واستمر هذا الحكم 24 عاماً، وقد استطاع القائد الروماني بومبيوس الكبير الاستيلاء على المدينة عام 64 قبل الميلاد، لتصبح بذلك مقاطعة رومانية.

 

ووفق موقع “هافينغتون بوست” ازدهرت المدينة في العصر الروماني، فكانت ثالث أكبر مدينة في العالم الروماني، وتعتبر فترة حكم الامبراطورية الرومانية أطول فترات الحكم لمدينة حلب حيث استمرت لأكثر من 3 قرون، ثم بدأت الامبراطورية البيزنطية كامتداد للامبراطورية الرومانية عام 476 ميلادية.

 

يذكر أنه في العام 540، قام الفرس بإحراق حلب بقيادة الملك كسرى الأول فيلسوف الدولة الساسانية، وذلك بعد نقضه لمعاهدة السلام الأبدية مع الامبراطورية البيزنطية عام 532 ميلادية.

 

وقد استطاعت الامبراطورية البيزنطية استعادة المدينة مرة أخرى، قبل أن يتجدد اعتداء الفرس عليها مرة أخرى عام 608 ميلادية؛ لتستمر بذلك الدولة الساسانية حتى عام 622 ميلادية عندما أعادتها الدولة البيزنطية تحت إمرتها مرة ثالثة.

 

وبدأت الثورة السورية في فبراير/شباط من العام 2011 ضمن موجة ثورات “الربيع العربي”، مطالبةً بمجموعة من الإصلاحات السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية. وكغيرها من الثورات تمت مواجهتها بالقمع من قِبل عناصر الأمن النظامي ممّا آل إلى مقتل مجموعة من الثوار، فتغيَّرت مطالبهم إلى إسقاط نظام بشار الأسد.

 

ورغم تأخر حلب نسبياً في الالتحاق بركب الثورة، فإنها تحولت لاحقاً إلى ركيزةٍ كبيرةٍ في الثورة السورية، سيما بعدما نجح المعارضون السوريون في السيطرة على ريفها وأجزاءٍ واسعةٍ من المدينة نفسها في يوليو/تموز 2012.

 

وبعد مناوشات ومعارك ضارية، استقرّ جيش النظام السوري والمليشياته المساندة له في منطقة غرب حلب، بينما تمترس المعارضون في الجزء الشرقي منها منذ العام 2013.

 

وفي العام 2014، كان التدمير قد حلَّ بحلب ومبانيها التاريخية، وبينما كان الوضع مُتأزماً، تم إجراء “انتخابات رئاسية” فاز فيها بشار الأسد بنسبة تعدَّت 88% من أصوات الناخبين.

 

ثم بدأت “معركة حلب الكبرى” في نهاية يوليو/تموز 2016، حيث سيطرت قوات المعارضة على غالب حلب لفترة، ولكن ما إن استقرت أحوالها حتى بدأت أسهم النظام في الصعود.

 

وفي 13 ديسمبر/كانون الأول 2016، سيطر الجيش على مدينة حلب بأكملها، بينما الوضع الإنساني لا تسأل عنه خبراً!

شارك هذا الموضوع

Leave A Comment