قالت الفنانة اللبنانيّة اليسا إنّها ترفض “زيارة الأراضي الفلسطينيّة المحتلّة” التزامًا منها بمعايير المقاطعة ومناهضة التطبيع مع إسرائيل. وقد حيّت لجنة المقاطعة ومناهضة التطبيع في الداخل الفلسطيني BDS48 قرار الفنانة إليسا، وذلك بعد أنْ أثيرت في الأيام الأخيرة إشاعة بموافقة الفنانة إليسا على إقامة حفل الميلاد في مدينة الناصرة وبدعوة من بلديتها، وأشارت إلى أنّ مواقف غالبية الفنانين والمثقفين العرب مناهضة للتطبيع مع إسرائيل.
ولفتت اللجنة في بيانٍ رسميٍّ إلى أنّ الفنانة إليسا نشرت عبر حسابها في تويتر النص الأتي: لديّ حلم أنْ أزور بيت لحم حيث ولد المسيح وأغني فيها، لكن للأسف هذا غير ممكن اليوم، وتابعت: إلّا أننّي أصلي للعقول المريضة الذين يدفعهم غبائهم إلى توجيه التهم إليّ بمجرد التفكير في الذهاب إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، على حدّ تعبيرها.
هذا وجددت لجنة المقاطعة ومناهضة التطبيع في الداخل BDS48، دعوتها ومناشدتها إلى المؤسسات والشخصيات الفلسطينية في أراضي العام 1948 إلى الالتزام بمعايير المقاطعة ومناهضة التطبيع، اللذين يُعتبران حجر أساس في فضح جرائم نظام الاحتلال والاستعمار-الاستيطانيّ والأبارتهايد الإسرائيليّ وعزله عالميًا وعربيًا حتى تحقيق الحقوق الأساسية لشعبنا الفلسطينيّ في الوطن والشتات، وعلى رأسها إنهاء الاحتلال والفصل العنصري (الأبارتهايد) والاعتراف بحقّ اللاجئين في العودة إلى ديارهم التي شُردوا منها. حسب ما نشر رأي اليوم.
ونبهّت لجنة BDS48 في بيانها من المحاولات الإسرائيليّة المكثفة مؤخرًا، والفاشلة في غالبيتها، لتوريط الفنانين والمثقفين العرب في مشاريع تطبيعية تستخدمها كأوراق توت تغطي بها جرائمها بحق شعبنا وكسلاح تضرب به حركة مقاطعة إسرائيل العالميّة، ذات القيادة الفلسطينيّة، BDS.
ولفت البيان إلى أنّ محاولات تكثيف التطبيع هذه، سواء مع شخصيات أوْ شركاتٍ سعوديّةٍ وإماراتيّةٍ وقطريّةٍ وأردنيّةٍ ومصريّةٍ ومغربيّةٍ وغيرها، تأتي في ضوء تصاعد نمو وتأثير حركة المقاطعة BDS، بالذات في الجانب الثقافيّ، حيث انضمّ في السنوات الأخيرة آلاف الفنانين العالميين من بريطانيا وأيرلندا وكندا وجنوب أفريقيا وأمريكا اللاتينيّة والولايات المتحدة وغيرها، إلى صفوف المؤيدين للمقاطعة الثقافيّة لإسرائيل ومؤسساتها المتواطئة في انتهاك حقوق الفلسطينيين.
يُذكر أنّ حركة المقاطعة BDS حققت في 2016 إنجازات نوعيّة في المجالات الاقتصاديّة والأكاديميّة والثقافية، أهمها: انسحاب شركات عالمية عملاقة متورطة في انتهاكات إسرائيل للقانون الدوليّ، بحجم “أورانج” (Orange) و”جي.فور.إس″ من السوق الإسرائيليّة كليًا أوْ جزئيًا بسبب ضغط حملات المقاطعة ضدها.
علاوة على ذلك، لعبت حركة BDS في الوطن العربيّ، بالذات في الأردن ولبنان ومصر والكويت، دورًا هامًّا في خسارة هذه الشركات المتواطئة وغيرها لعقود كبيرة ممّا أسهم في الضغط عليها لإنهاء أعمالها في الاقتصاد الإسرائيليّ.
ومن اللافت إعلان عشرات المجالس المحلية المنتخبة في أكثر من 60 مدينة وبلدة في إسبانيا نفسها “خالية من الأبارتهايد الإسرائيلي” في خطوةٍ تُذكّر بمقاطعة نظام الأبارتهايد في جنوب أفريقيا.
وأشارت اللجنة أيضًا إلى انضمام الاتحاد الأوروبيّ، رغم تواطؤه في شتى المجالات مع النظام الإسرائيليّ الاستعماريّ والعنصريّ، انضمامه إلى قائمة الجهات التي تُدافع عن الحقّ في مقاطعة إسرائيل كحرية تعبير مكفولة بالمواثيق العالمية والأوروبيّة لحقوق الإنسان.
وجاء هذا الاعتراف الأوروبيّ بالحقّ في مقاطعة إسرائيل بعد ضغطٍ هائلٍ على قيادة الاتحاد من مئات نقابات وأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني الأوروبيّ ومن عشرات أعضاء البرلمان الأوروبيّ. كما جاء بعد اعترافٍ مماثلٍ من حكومة كلٍّ من هولندا وأيرلندا والسويد للحقّ في المقاطعة.