“ناشيونال ريفيو”: سياسة أوباما مع السعودية ترتكز على “الأنا والوهم”
شارك الموضوع:
قالت مجلة “ناشيونال ريفيو” إنه احتجاجا على الانتهاكات التي ينفذها الجيش السعودي في اليمن، أعلن البيت الأبيض تعليق بعض عمليات نقل الأسلحة إلى المملكة، ولكن حقيقة الأمر هذه الخطوة فاترة وتعكس أنا سياسة الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما مع السعودية ترتكز على الأنا والوهم فقط.
وأضافت المجلة الأمريكية في تقرير ترجمته وطن أنه ستواصل الولايات المتحدة دعم بعثات التزود بالوقود للطائرات السعودية التي تضرب أهداف الحوثيين، موضحة أن العلاقة الوثيقة بين الولايات المتحدة والقوات المسلحة السعودية والمخابرات ستستمر. ولكن المشكلة هي أن نهج نصف القلب سوف يضر بالمصالح الأمريكية أكثر من المملكة العربية السعودية.
ولفتت المجلة إلى أن السعوديين سواء المعتدلين أو المتشددين يرفضون الصداقة التي يوجد بها احتقار. ومن ناحية الغرب، هذا التصور وهم، خاصة وأن ما يهم هو أنه في الثقافة السعودية، قرار أوباما يولد ردود فعل سلبية. فأولا من الواضح أن قرار أوباما ليس في الحقيقة يمثل ضدا للمملكة العربية السعودية، بل هو مغازلة إلى الطبقة المانحة والليبراليين والمعتدلين الإيرانيين. كما أن أوباما يعلم أن المنظمات الليبرالية غير الحكومية في الولايات المتحدة قلقة على نحو متزايد من العمليات السعودية في اليمن.
وذكرت ناشيونال ريفيو أنه من خلال حظر بعض إمدادات الأسلحة إلى السعودية، يعرض أوباما نفسه بصورة من الشجاعة بينما هو في الواقع عمل تأخر كثيرا. وفيما يخص الزاوية الإيرانية، يعتقد أوباما أنه يمكن تمكين المعتدلين من خلال إظهار أنه غير مستعد لانتقاد العدو الإيراني وجوديا. وعلى العكس من ذلك يظهر أنه مستعد لتقديم تنازلات، وأنه يرغب بصدق في فتح حقبة جديدة بالعلاقات بين الولايات المتحدة وإيران. وبناء ثقة أكبر بين بلدين بحيث يتم تخفيف الكراهية القوية من المتشددين الإيرانيين.
وأكدت المجلة أنه لسوء الحظ، رغبات أوباما عكس الواقع الحقيقي، فمنذ البداية الجميع يعرف أن السعوديين لا يهتمون بسقوط ضحايا من المدنيين في اليمن، ومن المؤكد أن الجيش السعودي هو أقل همجية من الحرس الثوري الإيراني والمخابرات التي تعربد في إرهاب المدنيين بلبنان.
كما أن العلاقة الأمريكية مع السعودية تتطلب حساب استراتيجي يبدو أن أوباما غير قادر على إيجاده، خاصة وأنه لا يمكن أن يسمح لأسوأ عناصر النظام السعودي بتحديد سياسة واشنطن، وللقيام بذلك يجب ضمان أن آل سعود غارقون في الفوضى، لا سيما وأن الاتجاهات الاقتصادية والديموغرافية السعودية الراهنة لا تبشر بالخير. فالمملكة العربية السعودية هي المملكة الصحراوية التي يسكنها الكثير من الشبان الغاضبين الذين يفتقرون إلى فرص تحقيق التقدم الاجتماعي أو الاقتصادي.
ويعتقد الرجال بالمملكة أن المرأة هي في أحسن الأحوال آفة، لذا فإن المتشددين الوهابيين تهديد حقيقي واقعي للسعودية، ويجب على أمريكا أن تتدخل حتى لا يكون المتطرفين المنتصر الوحيد بالمملكة. كما أن روسيا تحاول تسجيل نجاح عبر الإستراتيجية الروسية الكبرى في الشرق الأوسط التي تسعى لتشريد قوة الولايات المتحدة وصعود إمبراطورية تجارية بحتة من شأنها أن تستوعب الدول النفطية الغنية.