ما أجمل رائعة الكاتب الكبير يوسف السباعى رواية أرض النفاق والتى أخرجها فى اطار كوميدى المبدع فطين عبد الوهاب وقام بالأداء العبقرى فؤاد المهندس فكانت تصويرحى ومباشر لما يحدث على ارض الواقع من اهل النفاق وما نراة حاليا على ساحة الاحداث يعد تشابة للواقع الذى نعيشة ,برغم ان كاتب هذة الرواية كتبها حقبة الستينات من القرن الماضى ,
فما افسد النظام الادارى للدولة مثل ما افسدة منافقين الحكومة واصحاب المصالح فالمنافقين يلتفون دائما حوال الكرسى حيثما يكون كما يمسك الاخطبوت بفريستة وكالنباتات المتسلقة التى تتسلق على اكتاف غيرها للوصول الى قمة المنفعة والمصلحة فلا يوجد مسئول فى مصر الا وحولة مجموعة من المنافقين والآفاقين واصحاب المصالح فلا يستطيع المسئول فى مصر ان يعمل و ان يتولى مهام منصبة بدون صحبة المنافقين المتواجدين دائما فى مكتبة للثناء على قراراتة أينما كانت محل خطا او صواب ,
ولا يوجدا مواطن لم يعانى من مثل هؤلاء وسوء ادارتهم انا شخصيا اعرف اشخاص شغلوا مناصب لا تتناسب مع قدراتهم ولا مؤهلاتهم ولا علمهم وانما شغلوها بالنفاق الى اصحاب السلطة فهم يمتلكون لغة النفاق التى لا يجيدها سواهم فالمنافقين يتلونون دايما حسب البيئة المحيطة بهم لتحقيق مصالحهم ونفعهم الدنيوية وللاسف الشديد هم محل تقدير واحترام من قبل المسئولين لانهم يتوافقون دائما مع الاهواء والميول الذاتية لهم ويلعبون على الجانب الانسانى الضعيف فى الاشخاص التى تقابلهم قديما كانوا يلتفون حول الخليفة والسلطان للثناء والتعظيم والمدح لنيل العطايا والرضا والانتفاع من الثمرات ,
كان اهل العلم والحقيقة من الحكام يرفضون مجالسة اهل النفاق والآفاقين واصحاب المصالح لعلمهم بما فى باطنهم وما تخفى انفسهم فهم للباطل والضلال اقرب من الحقيقة والصواب , ولقد عنت مصر كثير من مثل هؤلاء الذين يضرون ويسئون الى مصلحة البلاد ويتعاملون بسفاهة مع المواطنين ولا يمتلكون من المؤهلات ما يوهلهم لشغل مثل هذا المراكز الكبيرة سوى لغة الكلام بالعربى لسان يعنى
يقال ان الخليفة الاموى عبد الملك ابن مروان كان اشد عدائا للمنافقين يبعدهم عن مجلسة وقال ابن عائشة: كان عبد الملك إذا دخل عليه رجل من أفق من الآفاق قال: أعفني من أربع وقل بعدها ما شئت لا تكذبني فإن الكذوب لا رأي له ولا تجبني فيما لا أسألك فإن فيما أسألك عنه شغلا ولا تطرني فإني أعلم بنفسي منك ولا تحملني على الرعية فإني إلى الرفق بهم أحوج.
وأخرج الترمذي عن أبي سعيد الخدري قال: كنا نعرف المنافقين ببغضهم علياً.
وذلك للتقرب من الامويين
اقبل رجل من الاعراب للثناء ومدح امير المؤمنين على رضى الله عنة فما كان فعلة كما نرى فى كتب السير (وأخرج عن علي أنه أتاه رجل فأثنى عليه فأطراه وكان قد بلغه عنه قبل ذلك فقال له علي إني لست كما تقول وأنا فوق ما في نفسك.)
فبطانة السوء لها مساوئها التى تضر بالادارة وبالنظام وكم من المنتفعين افسدوا الحياة السياسية واضروا بمصالح العباد وما كان غرضهم الا انفسهم وزويهم ما اصلحوا بقدر ما اساءوا
وكان سليمان بن عبد الملك الخليفة الاموى لا يسير على نهج خلفاء بنى امية فكان يقرب اصحاب الفضل واهل العلم والعدل ويحسن الى الناس ويقضى حوائجهم فكانت محاسنة اكثر من مساوئة ومن محاسنه أن عمر بن عبد العزيز كان له كالوزير فكان يمتثل أوامره في الخير فعزل عمال الحجاج وأخرج من كان في سجن العراق وأحيا الصلاة لأول مواقيتها وكان بنو أمية أماتوها بالتأخير.
وانتهى مقالى باقوال خامس الخلفاء الراشدين عمر بن عبد العزيز: ما كذبت منذ علمت أن الكذب شين على أهله.