قال موقع ميدل إيست آي إن وسائل الإعلام المصرية انتقدت المملكة العربية السعودية بسبب زيارة وفد سعودي رفيع المستوى إلى سد النهضة خلال زيارة قصيرة إلى إثيوبيا الجمعة الماضية. وقال الخبراء إن قرار الزيارة رد انتقامي ضد مصر ويعكس تفاقم التوتر بين البلدين.
وأوضح الموقع البريطاني أن أحمد الخطيب، مستشار كبير في المجلس الملكي السعودي زار الموقع والتقى رئيس الوزراء الإثيوبي هايله مريم ديسالين ومسؤولين آخرين. وجاءت زيارة الخطيب بعد زيارة وزير الزراعة السعودي إلى إثيوبيا الأسبوع الماضي، مما يجعلها الزيارة الثانية التي يقوم بها مسؤول سعودي بارز إلى أديس أبابا في أقل من أسبوع.
واستطرد ميدل إيست أن الإعلاميين في مصر شنوا هجوما حادا ضد السعودية، وفي يوم السبت، دعا بعضهم الرياض إلى مراجعة سياساتها قبل أن تلوم نفسها فقط على ما تستتبعه، معتبرين أن مصر ليست مضطرة لمواصلة احتواء ردود الفعل تجاه المملكة العربية السعودية، وأن أي تدخل من المملكة في المشروع الإثيوبي يعني تهديدا مباشرا للأمن القومي المصري.
وانضم للشخصيات الإعلامية المصرية في إدانتها لزيارة السعودية العديد من الأكاديميين الذين أعربوا عن انتقادات قوية ضد الدولة الخليجية لسياستها حيال سد النهضة.
“ستسمعون قريبا أن مصر لديها القدرة على التدخل في شؤون منطقة الخليج وتقديم الدعم للأفراد العائلة المالكة الذين يعارضون السياسات السعودية الحالية” هكذا قال طارق فهمي، وهو محاضر في الجامعة الأمريكية في القاهرة يوم السبت الماضي. وحذر فهمي المملكة العربية السعودية من أن صبر مصر يتضاءل وأن القاهرة لم تعد تقبل الأعمال التي تهدد أمنها القومي.
وفي الوقت نفسه، قال أستاذ العلوم السياسية المصري حسن نافعة يوم الأحد إن الزيارة كانت رسالة غير مباشرة من المملكة العربية السعودية أنها يمكن أن تنحاز مع أي شخص إذا كانت مصر لا تتوافق مع السياسة الخارجية السعودية. وأضاف نافعة أن الزيارة تزيد من حدة التوتر في العلاقات المصرية السعودية.
وذكر الموقع البريطاني أن العلاقات بين القاهرة والرياض توترت منذ أن صوتت مصر لصالح مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي من قبل روسيا بشأن الحرب الأهلية السورية، حيث اتخذت مصر موقفا ضد المملكة العربية السعودية عن طريق اختيار دعم الحكومة السورية والجيش ضد المتمردين ووصف المبعوث السعودي لدى الأمم المتحدة تصويت مصر بأنه خيانة مؤلمة.