المونيتور: السيسي وحكومته يفقدون دعم الأقباط المطلق.. والاضطرابات قادمة لا محالة
“اعتبر صفوت ورفاقه الغاضبون أن خللا في تأمين الكنيسة كان السبب الرئيسي وراء نجاح العملية الإرهابية، وحملوا وزير الداخلية مجدي عبد الغفار المسؤولية، مطالبين بإقالته. وقال صفوت أثناء مشاركته في التظاهرات إن الأمن لم يطور أبدا أداءه في مجال تأمين دور العبادة المسيحية، على الرغم من تعدد حالات استهدافها منذ 30 يونيو 2013 وحتى الآن”.
وأضاف موقع المونيتور في تقرير ترجمته وطن أنه حسبما وثق موقع “ويكي ثورة”، فإن 83 دار عبادة مسيحي في 17 محافظة، تعرض إلى الاعتداء في الفترة بين 14 و19 أغسطس 2013 عقب فض اعتصام أنصار الرئيس الأسبق محمد مرسي في ميداني رابعة والنهضة، بخلاف 40 واقعة اعتداء منفصلة على ممتلكات عامة وخاصة للأقباط في الفترة نفسها.
وأوضح صفوت أن تصاعد غضب المتظاهرين وصل لهتافات تطالب برحيل نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي مما يعكس وجود شرخ كبير في ما وصفه بجدار الثقة بين الأقباط من جهة والرئيس ورجال حكومته خصوصا الأمن من جهة أخرى.
ويرى صفوت أن تعامل السيسي الجيد مع الأقباط ومشاركته لهم في الاحتفالات الدينية لن ينجحا في إزالة خوفهم المستمر، بسبب فشل إدارته في الحرب على الإرهاب.
واستطرد الموقع البريطاني أن سامح حنين، وهو صحفي وناشط سياسي قبطي، وصف حوادث الاعتداء على دور العبادة المسيحية والممتلكات الخاصة بالأقباط، بأنها كانت عقابا شنيعا من بعض مؤيدي التيار الإسلامي، لمشاركة الأقباط بنسب كبيرة في تظاهرات 30 يونيو، مضيفا أن الأقباط منذ هذا الوقت دعموا السيسي بشكل مطلق لمجرد وعده بترسيخ جهود الدولة لحفظ الأمن والقضاء على الإرهاب.
ويؤكد حنين أن هذا الدعم المطلق تزعزع مع مرور الوقت، وسط تعاظم شعور الأقباط بأن إدارة السيسي لا تقدم لهم أي نجاح على المستويات كافة، وأهمها الأمني والاقتصادي.
وقال حنين: نجاح الانفجار في استهداف الكنيسة البطرسية الملاصقة لمقر الكاتدرائية فجر غضبا عارما لدى الأقباط، مضيفا أن حدة هذا الغضب ستزيد طالما النظام ينكر وجود تقصير من جانبه.
ويصف حنين منع المتظاهرين المذيع في قناة صدى البلد أحمد موسى وريهام سعيد في قناة النهار ولميس الحديدي في قناة سي بي سي من تغطية المظاهرات وطردهم من محيط الكاتدرائية، بأنه أكبر دليل على زعزعة دعم الأقباط المطلق لإدارة السيسي، إذ يرى أن هؤلاء الإعلاميين معروفون بتأييدهم للإدارة الحالية وأنهم نزلوا لتغطية التظاهرات لنقل رسالة من الأقباط مفادها استمرار تأييدهم للنظام ودعمه، وهو ما فهمه المتظاهرون ومنعوه بالقوة.
ويؤكد حنين أن ما وصفه بسعي السيسي إلى تخطي غضب المتظاهرين، واكتفائه بحضور جنازة الضحايا وإعلان اسم منفذ العملية من هناك، من دون تحديد إجراءات واضحة لتلاشي وقوع مثل هذه الحوادث مستقبلا يرسخ تخوف الأقباط من عدم قدرة الدولة على حمايتهم، على الرغم من كونهم أكبر الفئات الداعمة لها.
ويقول أستاذ علم الاجتماع السياسي في الجامعة الأمريكية في القاهرة سعيد صادق إن غضب الأقباط لم يكن لحظيا، فقد جاء بعد أسابيع قليلة من مقتل القبطي مجدي مكين يوم 15 نوفمبر الماضي على يد بعض رجال الأمن، مؤكدا أن واقعة مقتل مكين استفزت الأقباط وضاعفت غضبهم بعد حادث البطرسية، وأضاف أن الأقباط كغيرهم من المصريين يشعرون منذ مدة بالصدمة من أداء السيسي، بسبب الأوضاع الأمنية والاقتصادية الصعبة التي تعيشها البلاد.
ويرى صادق أن غضب شباب الأقباط كان شديدا، بسبب نوعية الحادثة واستهدافها نساء وأطفالا، وعكست الصدمة اللحظية التي أصابت الجمهور القبطي، ويؤكد صادق أن نظرة الأقباط إلى السيسي وإدارته تغيرت كثيرا، وأن الرئيس بالفعل فقد دعمهم المطلق، وقال إن السيسي يعتمد على محاربة الإرهاب كركن أساسي لترسيخ شعبيته، والأقباط كانوا ضمن الملايين الذين دعموا السيسي في حربه المزعومة على الإرهاب في يوليو 2013، وعلى الرغم من مرور 41 شهرا على هذه التظاهرات، انتقلت أهداف الإرهاب من سيناء إلى وسط القاهرة.