الفُرسُ متاع تباع و تشرى
طبائع الغدر صعاليك تجمهرتْ
ترمينا السنان و السيفُ سليلا
جرح في هزيع ليل غدر أصابنا
كاشرة الأسنان لربعنا تهويلا
سود و بيض للخدائع عمائمها
زارعة الفتن بباب اهلٍ و خليلا
ريح الشر بين العباب ساريةٌ
صفراء الآفاق لغريب او دخيلا
و الفُرس متاعٌ تباع و تشرى
بمقتلة خصامها لطيبٌ و نبيلا
نار َساسانْ ترنحاً طوائفها
لهيام ظلمة لا بل أضل سبيلا
و لنار الحرب يد الشيطان مسعرها
أحفاده حولها اهازيج و تهاليلا
غرتكم الدنيا بلاءنا لكم سرور
ومن شرور الأحقاب اهاويلا
و جناح الظلماء انتم لها فاردينا
أن متاع أرض الجلال لكم لقليلا
كيف و نخلاء طيبها امست قحلاء؟
و نضير روضها غرزت قنا و نبالا
ما ارتضى العربي بغير الحق
إن محياه مكارم العيشً لا ذليلا
للمحبة و الوأم للدنيا مشعلا
و لرب الوجود بالشكر جزيلا
بأي ارض نزلت السماء صحفها
بيتاً لآدم و للخليل ملاك نزيلا
بسيل فراتها و خصب عاصيها
دجّلاَهْا لضفاف نيلها السلسبيلا
قلوب الكرام جادت للبعث دأبها
عطاء شبابها شيخها و الجليلا
مهلاً أقحاح العرب الحق جامعنا
بشرى الرسل فاصبروا صبراً جميلا
نرى الدواهي وكم كنا لها مبصرينا
لا حول لنا إلا صارم سيف و قساطلا
تصدعت جدران كسرى و ما بقى
إلا رجع صدى الايام عواء و هديلا
سفلة ساسانْ نحن للمجد صبحهُ
و لكم دجى صفحة التأريخ أصيلا