الغضب يتزايد في مصر.. والسيسي يصطدم مع الصحفيين والقضاة

لم يعد الغضب بين المصريين اليوم يقتصر على المستوى الشعبي فقط، بل تمدد حتى أصبح الصدام بين نظام عبد الفتاح السيسي ومؤسسات الدولة أمر شديد التوسع والانتشار، وهو الأمر الذي سينتهي بطبيعة الحال بصدام عنيف يطيح بالسيسي من منصبه.

 

السيسي والصحفيين

على الرغم من رفض نقابة الصحفيين لقانون التنظيم المؤسسي للصحافة والإعلام اعتمد الرئيس السيسي القانون أمس الأثنين، ضاربا بكل الانتقادات التي وجهتها نقابة الصحفيين والمجلس الأعلى للصحافة عرض الحائط.

 

ويعتبر الهدف النهائي من القانون الذي اعتمده السيسي ضمان فرض السيطرة وبسط الهيمنة على وسائل الإعلام المصرية، لا سيما وأن القانون يمنح السيسي الحق في تعيين رئيس وغالبية أعضاء مجلس إدارة المجلس الأعلى للإعلام.

 

رجال الأعمال ذراع السيسي الأيمن

يستخدم السيسي كافة السبل المتاحة لتقليم أظافر المعارضة الإعلامية التي تكشف أخطاء النظام الحاكم وقراراته، ويسعى السيسي لتنفيذ هدفه من خلال جانب قانوني يضمنه التشريع الخاص بالتنظيم المؤسسي للصحافة والإعلام، وكذلك من خلال رجال الأعمال الذين يبسطون سيطرتهم على وسائل الإعلام بهدف إخضاعها للدولة.

 

ويعد رجل الأعمال محمد أبو هشيمة وكذلك نجيب ساويرس أبرز أذرعة السيسي التي يحركها لبسط سيطرته المطلقة على المنصات الإعلامية، وتكبيل أيدي الصحفيين عن نشر الحقائق للجمهور وإيضاح خطورة الوضع الراهن.

 

الاعتقال أداة أخرى

وبخلاف هذه الوسائل السابقة يستخدم السيسي الاعتقال كأداة لتأديب الصحفيين المعارضين لسياساته، حيث يجري اعتقال كل من يحاول المساس بالسيسي ودوائره المقربة، حتى أنه خلال الأسابيع الماضية جرى التحقيق مع نقيب الصحفيين يحي قلاش ورئيس لجنة الحريات خالد البلشي، وكذلك سكرتير النقابة جمال عبد الرحيم في تهم إيواء مطلوبين للعدالة بالنقابة وهو أمر لم يحدث في تاريخ النقابة من قبل، فضلا عن أنه جرى اعتقال الكثير من الصحفيين خلال الفترة الماضية بتهم مختلفة أبرزها نشر أخبار كاذبة وتكدير السلم العام.

 

السيسي يصطدم بالقضاة

دائما ما كان يضرب المثل خلال السنوات الثلاث الماضية بمدى الانسجام بين القضاء والسيسي، لكنه على ما يبدو أن هذا التناغم يلفظ أنفاسه الأخيرة اليوم، بعدما اصطدم السيسي مع القضاة عقب مشروع القانون الذي يسند تعيين رؤساء الهيئات القضائية للسيسي، وهو الأمر الذي أثار غضبا عارما داخل الأوساط القضائية، ويخالف الدستور كونه تدخلا من السلطة التنفيذية في شئون السلطة القضائية.

 

هذا الصدام بين السيسي والقضاة يفقد الأول أداة شديدة الأهمية كان دائما ما يستخدمها في لي أذرع المعارضة والتنكيل بكل خصومه السياسيين بأحكام قضائية قاسية، كما أن القضاء كان أداة هامة استخدمها السيسي في التقرب من حلفائه السياسيين والدوليين كما جرى في قضية التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير لصالح السعودية.

 

مستقبل قاتم ينتظر السيسي

على ضوء الوضع الراهن والخلافات التي تتسع بين السيسي ومؤسسات الدولة، فإن عام 2017 سيحمل العديد من الاضطرابات والصور القاتمة للرئيس السيسي، لا سيما وأن حالة الغضب بين المواطنين تتنامى نتيجة ارتفاع تكاليف المعيشة وغلاء الأسعار، فضلا عن الحوادث الإرهابية التي شهدتها القاهرة مؤخرا واستهدفت المسيحيين في كنيسة البطرسية.

قد يهمك أيضاً

تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

تابعنا

الأحدث