نشرت مجلة “نيوزويك” الأمريكية تقريرا عن صعود تنظيم الدولة الاسلامية “داعش”, متسائلة عما إذا ما كانت الولايات المتحدة مسؤولة عن نشوء هذا التنظيم من الأصل، وذلك لفشل إستراتيجيتها في العراق والمنطقة.
وقالت إن الولايات المتحدة لم تنشئ تنظيم الدولة متعمدة، ولكنه ما كان له أن يظهر ويصعد لولا العثرات التي واجهت أميركا أثناء احتلالها العراق عام 2003، وقالت إنه لم يكن هناك قبل ذلك أي جماعات إسلامية مسلحة مثل تنظيم الدولة في العراق.
وأضافت أنه صحيح أن حكم الرئيس العراقي صدام حسين كان رهيبا، ولكن صدام نجح في إبقاء عينيه مفتوحتين لمراقبة تلك الجماعات، لكننا غزونا العراق وأطحنا بصدام من السلطة.
وأشارت إلى أن وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) فشلت في إصدار القرارات المناسبة لحفظ الممتلكات في العراق، مما أدى إلى انتشار الفوضى والنهب والسلب على نطاق واسع في البلاد، بل وإلى انهيار المنظومة الاجتماعية في البلد، في ظل حالة من عدم توفر الحد الأدنى من الأمن.
وأضافت نيوزويك أن سلطة الائتلاف المؤقتة التي كانت مسؤولة عن إدارة العراق سرعان ما اتخذت قرارا بحل الجيش العراقي، الأمر الذي جعل مئات الآلاف من الشباب المدججين بالسلاح يجدون أنفسهم أحرارا بلا هدف ولا عمل يقومون به، وكانوا يهيمون في الشوارع خارج نطاق السيطرة.
وقالت إن الخطوة الخاطئة الأخرى تمثلت في الدور الذي لعبته الهيئة الوطنية العليا لاجتثاث البعث التي عملت على اجتثاث عناصر هذا الحزب، الأمر الذي أدى إلى فقدان الآلاف من الخبراء والمهرة العراقيين لوظائفهم الحكومية.
وأشارت إلى أنه لم يمض وقت طويل حتى شهد العراق انهيارا كاملا للقانون والنظام، مما أدى إلى ظهور سلسلة من حركات التمرد في مختلف أنحاء البلاد، تلتها موجات عارمة من الاعتقالات العشوائية التي طالت الأعداء ومن قد يكونون من الأصدقاء على حد سواء.
كما أشارت إلى انتشار الحواجز العسكرية بأنحاء البلاد التي كان يقوم عليها جنود أميركيون مثارو الأعصاب يطلقون النار على سيارات مدنية مليئة بالأبرياء، كما انتشرت ظاهرة إطلاق النار العشوائي وسادت حالة من سوء المعاملة لدرجة اقتراف المجازر دون رادع أو خوف من عقاب، الأمر الذي زاد من انسكاب الزيت على النار.
وذكرت أنه في مثل هذه الظروف بدأت حركات التمرد في العراق تستقطب المقاتلين الإسلاميين من كل أنحاء العالم للجهاد، وأن ما لم يحدث في عقود من حكم صدام حسين للعراق سرعان ما حدث في غضون أشهر في ظل حكم الولايات المتحدة للبلاد.
وقالت إن تنظيم القاعدة سرعان ما افتتح له مكتبا فرعيا في العراق وسرعان ما أصبح متعطشا للدماء أكثر من أي جماعة أخرى، حتى أنه أخضع أجزاء من غربي العراق لسيطرته، وهي المناطق التي سيطر عليها تنظيم الدولة لاحقا.
وأضافت أن تنظيم القاعدة واجه هزيمة في العراق، لكن أعضاءه مثل أبو بكر البغدادي سرعان ما سعوا إلى إنشاء تنظيم الدولة الإسلامية في الوقت الذي انسحبت فيه القوات الأميركية من العراق.
وقالت إن الجيش العراقي الجديد الذي دربته الولايات المتحدة سرعان ما خسر أسلحته الأميركية أمام تنظيم الدولة، وإن الأميركيين تسببوا في ظهور هذا التنظيم من خلال إستراتيجيتهم الفاشلة في العراق والمنطقة.