تُجري تحولات في سياستها الخارجية .. لهذه الأسباب عينُ البحرين الآن على تركيا
شارك الموضوع:
قال موقع “المونيتور” البريطاني، إنه بعد اللقطات التي صدرت عن تنظيم الدولة الإسلامية يوم الـ 22 من ديسمبر، لحرق اثنين من الجنود الأتراك في شمال سوريا، أدان المسؤولون البحرينيون على الفور هذه الجريمة ووصفوها بأنها “وحشية وإرهابية”، وكان رد المنامة سريعا وأحدث علامة على تنامي التعاون البحريني التركي الذي يهدف إلى صد التهديدات الأمنية الإقليمية المتنامية.
وأضاف الموقع في تقرير ترجمته وطن أنه البحرين وأعضاء مجلس التعاون الخليجي الأخرى يسعون لتعميق العلاقات مع أنقرة، فالمملكة البحرينية التي تعد واحدة من أبرز بؤر التوتر الطائفي في الشرق الأوسط، تعتبر نفسها عرضة بشكل متزايد لظهور الجهاديين السلفيين المتطرفيين وتتخوف من الهيمنة الإيرانية في جميع أنحاء العالم العربي.
ولفت “المونيتور” إلى أن حزب العدالة والتنمية في تركيا وصل إلى السلطة قبل 14 عاما، وتحسنت علاقات أنقرة مع دول مجلس التعاون الخليجي بشكل كبير، وفي هذا العام، برز دعم دول مجلس التعاون الخليجي لحكومة الرئيس رجب طيب أردوغان، وفي أكتوبر الماضي التقى وزير الخارجية التركي “أوغلو” مع نظرائه من دول مجلس التعاون الخليجي في المملكة العربية السعودية وصدر بيان دول مجلس التعاون الخليجي التركي المشترك الذي استنكر الغارات الجوية العشوائية على حلب في سوريا، معربا عن أسفه العميق فيما يتعلق فشل الأمم المتحدة في تحقيق السلام في حلب.
وبحسب الموقع فهناك أبعاد أمنية هامة في علاقة المنامة مع أنقرة، حيث في أغسطس الماضي، كان ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة أول زعيم عربي يزور تركيا منذ الانقلاب الفاشل في شهر يوليو الماضي، وتلقى ترحيبا حارا من أردوغان، ووقع الزعيمان العديد من الاتفاقيات في مجال الطيران والثقافة والتعليم والقطاعات القانونية والرياضية. كما ناقش حمد وأردوغان أيضا العلاقات القوية الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية وآخر التطورات.
وذكر “المونيتور” أنه في وقت سابق من هذا الشهر، دعا زعيم تنظيم الدولة الاسلامية أبو بكر البغدادي أتباعه إلى مهاجمة البحرين في الفترة التي سبقت زيارة وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر للمملكة، وحث أتباعه على ضرب الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية والمواطنين الشيعة في البحرين.
وأضاف الموقع أن أنشطة إيران في جميع أنحاء المنطقة لا سيما في الخليج تقلق السلطات البحرينية. ويؤكد مسؤولون في المنامة مثل نظرائهم في الرياض أن السياسة الخارجية للجمهورية الإيرانية تمثل تهديدا وجوديا لهم، وغالبا ما يستخدم القادة في طهران الخطاب الحاد للتنديد بشرعية عائلة خليفة وإحياء المطالب الإقليمية القديمة معلنا أنهم ما زالوا ينظرون إلى البحرين بأنها المقاطعة ال14 الإيرانية على الرغم من تخلي الشاه عن هذه المطالبات في عام 1970.
وأكد “المونيتور” أن تركيا لا تنظر إلى التهديد الإيراني من خلال عدسة البحرين أو السعودية، فعلى العكس من ذلك عمقت تركيا وإيران السندات الاقتصادية منذ صعود حزب العدالة والتنمية إلى السلطة في عام 2002، فأنقرة تؤيد بقوة الاتفاق النووي الإيراني الذي تم في العام الماضي.
واختتم الموقع البريطاني أنه استشرافا للمستقبل، تلعب تركيا دورا هاما في استراتيجية البحرين لتعزيز التوازن، حيث ما زال النظام الجغرافي السياسي في الشرق الأوسط غير مستقر للغاية، كما تواصل البحرين العمل بشكل وثيق مع تحالفاتها التقليدية في دول مجلس التعاون الخليجي وكذلك حلفاء المملكة الغربيين التقليديين، وعلى رأسها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وفي هذا السياق البحرين تعيد تعريف جدول أعمالها في السياسة الخارجية.