تعتبر شبة جزيرة سيناء التي تعرف باسم أرض الفيروز نقطة شديدة الاشتعال في هذه الفترة الراهنة، لا سيما وأن الأزمات التي تشهدها خلال تلك الأيام غير مسبوقة على المستويات كافة، خاصة الاجتماعية والأمنية منها.
عزل سيناء عن مصر
يسعى نظام عبد الفتاح السيسي لتنفيذ الاستراتيجية التي كانت تتطلع إليها إسرائيل منذ عدة عقود عبر قرارات سياسية في المقام الأول لكن يتم صبغها بمبررات أمنية، ولعل أبرزها ما اتخذته الحكومة المصرية مؤخرا بتطبيق نظام الكارت الأمني للمرور من نفق الشهيد أحمد حمدي المؤدي إلى سيناء.
وصرح اللواء أحمد طايل، مدير أمن محافظة جنوب سيناء الخميس الماضي أنه تم اتخاذ إجراءات أمنية مشددة لجميع العابرين عبر نفق الشهيد أحمد حمدي الرابط بين شبه جزيرة سيناء والمحافظات الأخرى، موضحا أن هذه الإجراءات تتمثل في أن يحمل الشخص بطاقة هوية الرقم القومي الصادرة من سيناء أو كارنيه الأمن الصادر من جهة العمل إذا كان موظفا في جهة حكومية، والعاملون بشرم الشيخ لا بد أن يكون لديهم كارنيهات البحث الجنائي أو أن يستخرجوا فيش وتشبيه موجها إلى مكان العمل، وبالنسبة للسياحة فلابد أن يُظهر المواطن عقد ملكية أو إيجار شقة أو شاليه أو أن يكون معه حجز الفندق الذى سوف يقيم به.
غضب أهالي العريش
تسود أجواء غاضبة اليوم وسط أبناء العريش الواقعة في شمال سيناء نتيجة سلوكيات وزارة الداخلية المصرية، حيث قتلت 10 من أبناء المنطقة وادعت أنهم إرهابيون تم تصفيتهم في إطار الحملة التي يقودها الرئيس عبد الفتاح السيسي لتطهير سيناء.
وكان اجتمع المئات من شباب وعواقل مدينة العريش مساء أمس السبت داخل أحد دواوين العائلات، وذلك لبحث بيان وزارة الداخلية الصادر الجمعة الماضية، والذي قالت فيه الوزارة إنها قتلت 10 إرهابيين. واتهمت بعض عائلات العريش الوزارة بقتل شباب تم اعتقالهم من منازلهم منذ شهور، ثم الادعاء أنهم إرهابيين من تنظيم “داعش”.
ودعت عائلة آل أيوب جميع العائلات في المدينة للاجتماع داخل ديوانها لمناقشة الأمر، وأسفر مؤتمر أهالي العريش عن عدة توصيات، وهي: رفض لقاء وزير الداخلية باعتباره خصم، ومطالبة نواب العريش بالاستقالة من البرلمان، والتهديد بالعصيان المدني، والمطالبة بالإفراج عن جميع المعتقلين ممن لم يُحاكموا حتى الآن، نظرا لعدم ائتمان الأجهزة الأمنية على حياتهم، ومعرفة مصير جثث الشباب الـ6، ودعوة جميع دواوين العريش ورفح والشيخ زويد لدعم قرارات الاجتماع، مع استمرار فتح ديوان آل أيوب يوميا لحين تنفيذ ما سبق.
صدام خاسر
يعتبر الرئيس السيسي وحكومته الخاسر الأبرز من التطورات الجارية في شبه جزيرة سيناء سواء كان على الصعيد الشعبي، حيث بلغ الغضب حجما كبيرا خلال الأيام الماضية، أو من ناحية الأمن والاضطرابات التي تشهدها سيناء لا سيما في ظل انتشار الجماعات الإرهابية وتنفيذها عدة هجمات قاتلة في شبه جزيرة سيناء، لا سيما التي تستهدف القواعد والأكمنة الأمنية.