قال موقع المونيتور إن الرئيس اللبناني ميشال عون سجل نجاحاته السياسية الخارجية الأولى خلال زيارته للسعودية 10 يناير الجاري، إذ تمكن من إعادة الحرارة إلى العلاقات اللبنانية السعودية، بعد الفتور والتوتر الذي ظهر في علاقات البلدين منذ أكثر من عام نتيجة انعكاس الصراع السعودي الإيراني في المنطقة على لبنان.
وأضاف الموقع الأمريكي في تقرير ترجمته وطن أن خطاب السعودية وحلفائها في 14 آذار قد تركز خلال السنوات القليلة الماضية على أن إرادة الدولة اللبنانية مصادرة من جانب حزب الله، الذي اتهموه بانتهاك السيادة اللبنانية بتدخله العسكري في سوريا وتدخله في شؤون الدول الخليجية والعربية، وخصوصا في البحرين واليمن.
ولفت الموقع إلى أن زيارة ميشال عون الذي رافقه وفد وزاري كبير حظيت باهتمام سعودي كبير، خصوصا أنها زيارته الأولى للخارج منذ انتخابه في 31 أكتوبر من عام 2016.
وكان عون تلقى قبل الدعوة السعودية دعوتين من مصر وإيران لزيارتهما، لكنه فضّل تخصيص زيارته الخارجية الأولى إلى السعودية، لما لهذه الدولة من تأثير على لبنان والمنطقة العربية والإسلامية، ولمحاولة رأب الصدع بين بيروت والرياض، بعد الاتهامات المتبادلة بين السعودية وحزب الله، وتجميد الهبة السعودية للبنان والتي كانت مخصصة لتسليح الجيش والقوى الأمنية اللبنانية.
وأشار المونيتور إلى أنه لاستعادة السعودية نفوذها في بلاد الأرز، وافقت على ترشيح زعيم تيار المستقبل سعد الحريري للعماد عون إلى رئاسة الجمهورية، لإنهاء الشغور الرئاسي، رغم كونه خصما سياسيا لسعد الحريري ولها وحليفا لعدوّها حزب الله، كما أنها أرسلت مبعوثا خاصا لتهنئة عون بانتخابه رئيسا ووجهت إليه دعوة لزيارتها.
وذكر الموقع أن عون الذي أجرى محادثات منفردة وموسعة مع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، قال: إن ما جمع بين اللبنانيين والسعوديين من علاقات تاريخية سيستمر، مؤكدا رغبة بلاده في تعزيز علاقات التعاون مع الرياض في مجالات عدة، من بينها مكافحة الإرهاب.
ومن جهته، شدد سلمان بن عبد العزيز على أنه لا بديل من لبنان، والمملكة التي جمعتها بهذا البلد علاقة تاريخية ترغب في الحفاظ عليها وتطويرها، مؤكدا أن الثقة في عون كبيرة إذ قال له: ستقودون لبنان إلى برّ الأمان والاستقرار، رغم الصعوبات التي تواجهونها.
وأوعز إلى المسؤولين السعوديين بدرس المواضيع التي أثارها الرئيس عون اقتصاديا وأمنيا وعسكريا وسياحيا، وتبادل الزيارات مع نظرائهم اللبنانيين، وكذلك المواطنين السعوديين الذين يكنون محبة خاصة للبنان.
ويرى البعض أن الاختبار الأول لعون والحكومة سيكون في مراقبة التعيينات في مراكز مفصلية في الدولة وأجهزة الأمن، ومدى تأثير حزب الله وحلفائه في هذه التعيينات.
وعلى الرغم من الخلاف بين السعودية وحزب الله على قضايا إقليمية وطائفية، يعترف الحزب بأهمية المملكة وتأثيرها الديني والسياسي في لبنان وبدورها الاقتصادي من ناحية السياح والمستثمرين والمساعدات إلى بلاد الأرز.
ولهذا السبب، يرحب حزب الله باطنيا بتضميد العلاقات مع السعودية ولكنه يتوخى الحذر من أي محاولة سعودية لإحداث انقسام بين الحزب والتيار الوطني الحر الذي يقوده عون.
وقد يحاول عون تحقيق توازن بين تحالفه مع حزب الله وحلفائه الإقليميين وتقاربه من دول الخليج لأنه يعرف جيدا المعادلات الإقليمية والمحلية.