ميدل إيست آي: روسيا وإيران تحالفا لدعم الأسد ولكن تطورات اليوم فرقتهما وهذا ما سيجري بينهما

قال موقع “ميدل إيست آي” إن تأمين نظام الأسد والحيلولة دون انهياره جلب كل من روسيا وإيران معا للعمل في سوريا، ولكن اليوم تقسيم المهام بين حلفاء النظام يخلق صراعات واسعة، فمصالحهم المتبادلة يبدو أنها تتباعد تدريجيا مع تحقيق الهدف على المدى القصير في الحفاظ على النظام السوري.

 

وأكد الموقع البريطاني في تقرير ترجمته وطن أن الصراع على النفوذ في مرحلة ما بعد الصراع بين البلدان، والفصل بين المتنافسين على المدى الطويل يبدو أنه أمر لا مفر منه، خاصة وأن تدويل الصراع السوري جعل من حرب الوكالة بين المعسكرات المختلفة تتوسع، وإيجاد حل سيكون أكثر صعوبة بسبب الانقسامات بين نفس التحالفات، كما أن الخلافات بين المؤيدين الرئيسيين للنظام في مرحلة مبكرة، يساعدنا على فهم الاحتمالات والتحديات المقبلة لإنهاء الصراع المستمر منذ ست سنوات.

 

وذكر ميدل إيست أن تدخل إيران في سوريا جاء لأسباب استراتيجية أبرزها المحافظة على نفوذها وتأمين طريق الإمدادات عبر البلاد لوكيلها حزب الله في لبنان، كما أن تدخلها جاء أيضا بسبب بعض الجوانب الأيديولوجية جنبا إلى جنب مع الصراع بين السُنة والشيعة على نطاق أوسع، خاصة وأن افتقار النظام السوري للقوى العاملة جعله يعتمد على الميليشيات المدعومة من إيران ومنح طهران دورا مهيمنا في سوريا.

 

وأوضح الموقع أن إيران أرسلت الآلاف من مقاتلي الميليشيات الشيعية من إيران والعراق ولبنان ومناطق أخرى إلى سوريا، علاوة على الآلاف من الميليشيات المحلية الإيرانية المدربين بشكل جيد، كما أن موسكو تدخلت للحفاظ على نفوذها في سوريا من خلال الحفاظ على النظام ومؤسسات الدولة، ولكن الأهم من ذلك فإنها فعلت ذلك حتى يتم  الاعتراف بها كدولة عظمى، واستخدام ذلك للاستفادة بانتصارها في أوكرانيا.

 

وأشار ميدل إيست إلى أن روسيا دعمت إلى حد كبير النظام السوري سياسيا من خلال الاعتراض على أي قرار مناهض للأسد في مجلس الأمن الدولي، كما أنه في سبتمبر عام 2015 تطور دعمها عبر عملية عسكرية مباشرة للحفاظ على النظام الذي كان على وشك الانهيار، خاصة وأن مصلحة موسكو بعد تأمين النظام، تكمن في إنهاء النزاع السوري في أقرب وقت ممكن لجمع المكافآت والفوز في الحرب والسلام.

 

واستطرد ميدل إيست أن الكرملين حريص على الاستفادة من انتصاره في حلب لنقل دورها في سوريا من الممثل العسكري إلى صانع سلام باعتباره وسيلة للحفاظ على نفوذها بالمدى الطويل، ولكن على عكس روسيا إيران تعتقد أن العملية العسكرية المنتصرة في سوريا يجب أن تستمر لتكون قادرة على إملاء شروط حل يضمن نفوذها ويثير ما بعد الحرب، كما أنه على المدى الطويل هدف موسكو هو استعادة دولة قوية مع المؤسسات العاملة واحتكار توريد السلاح، ولكن على النقيض من ذلك رؤية إيران على المدى الطويل هي الحفاظ على الميليشيات العميلة قوية بسوريا مثلما حدث في لبنان والعراق، على الرغم من أنها قد تأخذ شكلا مختلفا، لحماية مصالحها في سوريا والمنطقة في المدى الطويل.

 

ولفت الموقع إلى أن إيران في عدد من المناسبات الأخيرة وفي كثير من الأحيان أعطت تعليمات للميليشيات المتحالفة معها للتحرك ضد تعليمات روسيا مما يدل على أن مصلحة البلدين متباينة ببطء، خاصة خلال الهجوم الأخير للنظام في شرق حلب.

قد يهمك أيضاً

تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

تابعنا

الأحدث