قبيل ذكرى ثورة 25 يناير.. نظام السيسي يغرق سياسيا واقتصاديا ولا يعرف ماذا يفعل

تُحيّ مصر خلال اليومين المقبلين الذكرى السادسة لثورة الخامس والعشرين من يناير التي أسقطت نظام حسني مبارك خلال 18 يوما في مظاهرات حاشدة جرت عام 2011، وعلى الرغم من مرور عدة سنوات على ثورة يناير إلا أن الواقع الراهن الذي تعيشه البلاد تحت قيادة نظام عبد الفتاح السيسي يتشابه إلى حد كبير مع سنوات ما قبل 25 يناير.

 

أزمة سياسية

يعيش نظام عبد الفتاح السيسي اليوم أزمة سياسية بالغة الخطورة، لا سيما وأن القاعدة الشعبية التي كان يتمتع بها في عام 2014 لم تكن كما هي اليوم، خاصة وأن سياسة حكومته على المستوى الداخلي والخارجي أسفرت عن عدة نتائج كارثية.

 

يتعقب نظام السيسي المعارضين في مصر ويعمل على تشويههم بشكل واضح عبر الأبواق الإعلامية التابعة للنظام، والسلطات القضائية التي تضع هذا وذاك على قوائم الإرهاب والمنع من السفر.

 

خطورة السياسة التي تنتهجها حكومة السيسي على المستوى الداخلي أنها تساعد في تعزيز الانقسام المجتمعي وخلق بيئة من الكراهية والتنافس بين التيارات والطوائف المصرية المختلفة، كما أن هذه السياسة تضر بصورة النظام المترهل الذي يدعي تشدقه بالديمقراطية، بينما يتعقب ويشوه معارضيه.

 

فشل خارجي

على المستوى الخارجي، فإن فشل السياسة الدبلوماسية التي يقودها سامح شكري خلال الفترة الراهنة يتضح بشكل جلي في عدة ملفات بدءا من اليمن مرورا بليبيا وصولا إلى إثيوبيا، فلم تنجح دبلوماسية القاهرة في تحقيق أي مكسب بهذه الملفات.

 

في إثيوبيا فشلت مساعي النظام المصري في تحقيق أي تقدم يذكر فيما يتعلق بملف بناء سد النهضة الذي لم يعد حاضرا على أجندة السياسة والدبلوماسية المصرية، وهذا الفشل ذاته يتضح في ليبيا التي سعت القاهرة جاهدة للدفع بالجنرال خليفة حفتر نحو القمة لم يتحقق بعد، كذلك ملف الأزمة اليمنية لم تحسن فيه القاهرة المناورة مع السعودية.

 

خسارة نظام السيسي إلى حلفائه بالخليج خلال الأشهر الأخيرة الماضية يؤكد أنه يعيش أزمة غير مسبوقة، لا سيما وأن المملكة العربية السعودية رفعت يدها عن دعم النظام المصري ودفعت بعض حلفائها بالخليج، خاصة الإمارات إلى اتخاذ الخيار ذاته والمضي قدما في تنفيذه.

 

المأزق الاقتصادي

بخلاف الأزمات السياسية التي يعيشها النظام المصري بقيادة عبد الفتاح السيسي، فإنه غرق خلال الشهور الماضية في مأزق اقتصادي صعب لا يستطيع الخروج منه، بل الأمور تزداد تعقيدا، لا سيما وأن الأسعار ارتفعت بشكل جنوني خلال الأسابيع القليلة الماضية.

 

ما زاد الطين بلة أن صندوق النقد الدولي اعترف قبل أيام أن السياسات الاقتصادية التي تتبعها القاهرة ستؤثر بشكل بالغ الخطورة على الفقراء، معترفا بالخطأ في تقيمات الوضع بالبلاد.

 

لقد عانى المصريون خلال الأشهر القليلة الماضية من الصعوبات الاقتصادية في ظل نقص الكثير من السلع الاستهلاكية، فضلا عن ارتفاع أسعار الأدوية وتكاليف المعيشة، وهو الأمر الذي يعزز من الشعور بالغضب في المجتمع المصري.

 

نهاية قاتمة

يؤكد العديد من المحللين السياسيين أن نهاية نظام السيسي تقترب كل يوم أكثر من أي وقت مضى، لا سيما في ظل تعقد المشهد السياسي وتعاظم الاضطراب الأمني والاقتصادي، مضيفين أن شعور الغضب بين المصريين يتزايد نتيجة سياسات نظام السيسي، ونتائج قراراته الخاطئة التي أثقلت كاهل المواطنين.

قد يهمك أيضاً

تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

تابعنا

الأحدث