حاوره: عبد الحليم الجريري – من تونس – لطفي بوشناق هو مغنّ وعازف عود تونسي مولود يوم 18 يناير 1954، وهو من أبناء المدرسة الرشيدية وسفير الأمم المتحدة للنوايا الحسنة منذ سنة 2004.
راوح خلال مسيرته الفنية الطويلة بين الأغنية الحديثة والموروث الشعبي التونسي، فشارك في تهذيب التراث الشعبي التونسي في “النوبة” وخاض تجربة “الحضرة” مع “فاضل الجزيري” لجمع الغناء الصوفي التونسي القديم، كما قدّم “المالوف التونسي” والابتهالات الدينية بالإضافة إلى أنّه لم يتغافل عن القضايا العالمية والعربية فغنّى عن ساراييفو وعن العراق وعن أطفال الحجارة وعن ثورة سوريا.
كما أنتهج رؤية جديدة في الأغنية التونسية رفقة الشاعر “آدم فتحي” فمزج بين العاطفي والسياسي وبين الموسيقى الأصيلة والاجتهادات المجددة.
ولم تقل مساهماته في الأغنية العربية حتّى في بلاده، إذ لا تخلو حفلاته من المواويل العراقية والأغاني الخليجية أو المصرية والقدود الحلبية فاكتسب شهرة عربية واسعة قل أن يكتسبها فنان لم يخض غمار الأغنية السوقية التي انتشرت في أيامه.
غنى لعديد الشعراء القدماء منهم “عمر بن الفارض” الذي غنى قصيدته المشهورة “تواضعت ذلا.”
صحيفة وطن التقت بالفنّان الكبير لطفي بوشناق في حوار حصريّ وشامل قال لها فيه إنّ أغنيته الإسلاميّة الأخيرة التي لحّنها بألحان “الهارد روك” لم تلق أيّ استهجان بل إنّ كلّ ما قيل فيها هو محض زوبعة في فنجان، كما أضاف أنّ كبار رجال الدّين مثل الأستاذ “كمال عمران” قال إنّ هذه الأغنية هي أبلغ رسالة للتسامح وبإمكانها إظهار صورة جميلة عن الإسلام.
وأشار بوشناق إلى أنّ الحالة العربية مزرية لأنّ الثّقافة غائبة وفق تعبيره، كما أكّد أنّه في كلّ لقاءاته الإعلاميّة يقول إنّ الحلّ لهذه الأمّة هو الثّقافة، ودائما ما يريد من خلالها تبليغ الرسالة وتلميع الصّورة وتثبيت الهويّة وتدعيم الإقتصاد أيضا، مضيفا أنّه علينا أن نهتمّ بالثّقافة لأنّها من أهمّ القوائم التي بقيت لنا كعرب وأنّنا مفلسون تكنولوجيّا وصناعيّا وفي شتّى المجالات الأخرى وليس لدينا سوى ثقّافتنا لتحفظ عزّتنا.
وتكلّم لطفي بوشناق في السياسة الدّولية فقال عمّا يحدث في مصر “إنّ كلّ ما بني على غلط مآله الزّوال، وكلّ ما بني على ظلم أو قهر أو استبداد مآله أيضا الزوال”، وأنّ هذا هو حديث المنطق بالنسبة له.
وفي ما يلي نصّ الحوار كاملا:
-حدّثنا عن مشاركتك في برنامج “البردة 2017” مع الفنان الفلسطيني محمّد عسّاف.
–طبعا عمل يشرفني وأنا لا أبدأ عادة في عمل إلا إذا كنت متأكّدا من أنّه سيضيف لي وأضيف له، وإلا فلا سبيل إلى المشاركة فيه، عمل على مستوى الفكرة وعلى مستوى اللحن والكلمة ممتاز جدّا، والبردة هي نمط فنّي جديد كما أنّ المشاركين فيها ليسوا أناسا من أيّ مستوى، ولهذا فإنّه من الضروريّ أن أكون مشاركا فيه وهذا شرف نالني.
-آخر أغانيك كانت أغنية إسلاميّة بأنغام موسيقى الهارد الرّوك، هذه الأغنية أثارت استهجان الكثيرين على مواقع التواصل الاجتماعي حسب ما لاحظناه، لكنّك قلت إنّها تحمل بعد نظرٍ وذكاء وجرأة، ألا ترى أن ثوابت الإسلام تتضارب جوهريّا مع مضمون رسالة ألحان الرّوك؟
–أنا بقيت في روحانيّتي من خلال هذا العمل، وأصحاب لحن الرّوك هم الذين طرؤوا على ميداني ولست أنا من ذهبت إلى ميدانهم، وأنا لم أضع “خرسا” في أنفي ولا وشما على كتفي ولم ألبس بنطلونا ممزّقا مع احترامي للذين يتزيّون بهذا الزّي، كما أنني لم أرقص ولم أقم بأي حركة من حركات فنّاني الرّوك، أنا ظللت في ملكوتي واستدعيت هذا النوع من الموسيقى إليه، ربّما هي فرصة لمحبّي الرّوك لكي ينصتوا بانتباه إلى ما قلت في الأغنية، وهي فرصة لنشر عقليّة التسامح “وحوار الموسيقات”، أنا ظللت في روحانيّتي وفي درجتي الثانية (my second state)، وهي تعبير على أنّ أغنية الرّوك يمكن أن تكون شيئا آخر خلافا “للشيطانيات” ويمكن أن تكون مقرّبة لله عوض ذلك.
-ولكن سيّد لطفي هنالك موجة من الإستهجان حاقت بهذه الأغنية؟
–ليس استهجانا بل كان زوبعة في فنجان، فعندما تكلّم كبار رجال الدّين مثل الأستاذ كمال عمران أكبر علمائنا في تونس قال إنّ هذه أبلغ رسالة للتسامح وبإمكانها إظهار صورة جميلة عن الإسلام، كما أنني لم أغنّ قرآنا في هذه الأغنية ولا أحاديث نبويّة، بل غنّيت ابتهالات إلى الله وأدعية نابعة من القلب.
-وهل لقيت هذه الأغنية رواجا؟
–لاحظ بنفسك وستعرف.
-ماذا بقي من المايسترو “علي السريتي” في فكر لطفي بوشناق ووجدانهِ؟
–سيظلّ موجودا في ذاكرتي كما هو شأن كلّ الأساتذة الذين تعلّمت منهم ومازلت أتعلّم، وفضل هذا الرّجل كبير عليّ وسأظلّ أقول إلى آخر يوم في حياتي إنّي تلميذ لعلي السريتي وفتحي زغندة وصالح المهدي وخالد سديري وكلّ الأساتذة والمغنّين الذين سبقونا والذين تعلّمنا منهم الكثير، سأظلّ تلميذا مجتهدا لدى هؤلاء إلى آخر لحظة في حياتي
-زرت العالم أجمع، وغنّيت في أرقى المسارح والمهرجانات، وشدوت بأفضل الألحان وأحلى الكلمات، فهل تراك حقّقت ما كنت تطمح إليه، على الأقل في مستوى تبليغ الرسالة التي تحمل في داخلك من أجل عالم أفضل ووطن عربي حر؟؟
–بقدر الإمكان نعم، ولكن ما يعرفه عنّي الجمهور العربي لا يتجاوز العشرين بالمائة من الأشياء التي أنجزتها للأسف.
-وإلى ما تعزو ذلك؟
–العلّامة ابن خلدون قال: “تصل الشّعوب إلى أسفل الدّرجات بوصول فنّانيها إلى أسفل الدّرجات، وترقى وتسمو إلى أعلى الدّرجات بوصول ورقيّ فنّانيها ومبدعيها”، أنظر إلى الحالة العربية كيف هي، لأنّ الثّقافة غائبة، وأنا أقول في كلّ لقاءاتي إنّ الحلّ لهذه الأمّة هو الثّقافة، ومن خلالها أبلّغ الرسالة وألمّع الصّورة وأثبّت الهويّة وأدعّم الإقتصاد أيضا، علينا أن نهتمّ بالثّقافة، فهي من أهمّ الأعمدة التي بقيت لنا كعرب، فنحن مفلسون تكنولوجيّا وصناعيّا وفي شتّى المجالات الأخرى، فماذا بقي لنا سوى ثقّافتنا، فإذا كانت ثقّافتنا هي التي تمثّل الجسر بيننا وبين الشّعوب الأخرى وتبلّغ عنّا وتثبّت هويّتنا فعلينا أن نعمل في هذا الميدان ونرعاه وننمّيه لأنّ في نموّه نماء لاقتصادنا ونهوضا به، وانظر كيف يعتمد الإقتصاد الأمريكي على الأفلام الهوليوديّة وستفهم.
-ألا ترى معي، وهذا ما أفكّر فيه أحيانا، أنّك لو وُجدت في عصر العمالقة من جيل عبد الوهاب وزكريا أحمد والقصبجي، لكان لك شأن آخر، خاصة وباعتراف الجميع أنّك تمتلك صوتًا من أجمل الأصوات اليوم في الساحة العربيّة؟
–في النهاية سيكون لي الشّرف لو وجدت في ذلك العهد، ولكنّني أقول إنني امتداد لهذا العصر، لأنني ببساطة تعلّمت من هؤلاء كثيرا وهم جميعهم أساتذتي دون استثناء، لكن وبكلّ صدق أحسّ أنّ مكانتي موجودة في السّاحة الرّاهنة، وعندما أتجوّل في السّاحة العربيّة أتأكّد من هذا.
-نعم، لكنّ شأنك كان سيختلف لو كنت في حقبة هؤلاء، ألا ترى معي هذا؟
–وما تشاؤون إلّا أن يشاء الله، هذا هو نصيبي، وربّما بعد وفاتي سوف يكتشف الكثير مكانتي، ولو لي شيء يذكر فسوف يتولّى التاريخ ذكره، وعلى العموم أنا الآن أحمد الله على مكانتي وعلى الحظوة التي لديّ عند جمهوري من المصريين والخليجيين والعالم العربي ككلّ، ويكفيني شرفا أنني الفنّان الوحيد الذي استعملت مواويله في مهرجان “دجي دجي” في نيفادا الذي يحضر فيه مليوني متفرّج.
-يعني تكتفي بما أنت عليه اليوم؟
— لا، لا أكتفي وأنا أسعى دائما إلى السموّ إلى مناصب أعلى
-هنالك موجة من الانتقادات مسّت تجربتك مع التمثيل، هل ترى أنّك نجحت في أداء دورك في مسلسل “مكتوب” مع المخرج سامي الفهري؟؟
–أدّيت الدّور كما يجب أن يؤدّى، ومشاركتي في هذا المسلسل كانت تحمل مغزى في الحقيقة، حيث كنت أودّ الزواج من جميلة (شخصيّة في المسلسل) لأنتزع نظرة الإحتقار التي مازال بعض البورجوازيّة يحملونها ضدّ الفنّانين ويعتبرونهم بوهيميين لا مستقبل لهم، وكنت أتمنّى من خلال جزء رابع من مسلسل “مكتوب” أن أبيّن كيف يستطيع الفنّان كشف حقيقة هذا النوع من العائلات الأرستقراطيّة.
-هل تنوي التمثيل مجدّدا؟؟
–إذا كان هنالك دور أجد فيه نفسي لما لا، وبالمناسبة أنا لم أدّع يوما أنني ممثّل.
ـ لطفي بوشناق “ولد الربط”، إبن منطقة “باب سويقة” حيث وُلد يوم 18 جانفي 1954 -وبالمناسبة عيد ميلاد سعيد-، ماذا بقي فيه من عبق المدينة العتيقة ومن عبق التّاريخ الذي تحمل؟؟
–كلّه بقي فيّ، أنا انتقلت لأعيش في مكان آخر، ولكن ذكريات منطقة باب سويقة لا تغادرني، بأزقّتها وشوارعها ستظلّ صورا بداخلي.
-ما هو رأيك في نجاح فنّ الرّاپ في استقطاب شريحة هامّة من المستمعين في تونس؟؟
–أنا أحترم كلّ عمل يستحقّ الإحترام، والرّاب وسيلة تعبير كما الوتري كما أي نوع آخر من الموسيقى التي فيها الجيّد والرّديء.
-ما هو تقييمك مثلا لأداء المغنّية منال عمارة والمغنّية نرمين صفر وغيرهما من المغنّيين الذين ينتهجون هذا النهج من الفنّ؟؟
–لا أحبّ أن أجيب على هذا السّؤال، ولست هنا لأقيّم أحدا.
-ولكن بالنظر إلى مسيرتك بإمكانك تقييم فنّانين آخرين.
–أرجو ألّا تحدّثني إلّا على نفسي، ولكنني أقول على أيّة حال: ما بني على الصحّ مآله البقاء وما بني على الباطل مآله الزوال، ولا يصحّ إلّا الصّحيح. هنالك غربلة يقوم بها التاريخ و”لا يبقى في الواد إلا حجره”.
-هنالك من يعتبر نقيب الفنانين مقداد السهيلي مناضلا من أجل حقوق الفنانين، ما هو تقييمك له كشخص ولأدائه وتصريحاته بصفة عامّة؟
–أدعو له بالتوفيق والنّجاح، مهمّته ليس سهلة بالمرّة وأتمنّى له سداد الخطى وفقط.
ـ مثّلت مع “آدم فتحي” ثنائيا قدّم بعضا من الابداعات، هل تعتبر أنّ هذا الثنائي أضاف للطفي بوشناق؟ وهل أثّر على دورك كفنّان مهمّتُهُ الأساسية إدخال البهجة على النفوس وتشنيف الأسماع باللّحن الجميل والصوت الشجي ؟
–آدم فتحي كان له دور كبير في حياتي الفنيّة، والذي قمت به مع آدم فتحي عمل كبير لم يسمع الجمهور منه إلا القليل، وأنا مدين له بالنقلة النوعيّة التي حصلت لي في حياتي بفضله.
-سياسيّا، وأنت من المبحرين في عالم السياسة، ما هو تقييمك لفترة حكم الترويكا في تونس؟؟
–سأجيز وأقول لك إنّ تاريخ الثورات في العالم لم يقس بسنتين أو ثلاث سنوات أو أربع، هذه الثورة -إن صحّ تسميتها بالثورة أو الانتفاضة أو الإنقلاب أو ما شئت- فسحت لنا المجال لكي نعرف كلّ شخص ونطّلع على حقيقته، فقد أسقطت عن الجميع ورقة التوت وعرّفتنا بمعدن الذين نتعامل معهم ويتعاملون معنا.
هذه الثورة هي مولود جديد مازال يحبو ولا يمكن تقييم أي فترة حكم منذ الآن، ولا بدّ من تهيئة المناخ المناسب لهذه الثورة لكي تنجح، ولا تنسى أن ثورة كالثورة الفرنسية استهلكت 25 مليونا من الأرواح و100 سنة من الوقت لكي تؤتي أكلها.
-يعني لا يمكنك وصف فترة الترويكا بالرديئة ولا بالجيّدة؟
–كلّنا مسؤولون عمّا حصل، أنا لا أحمّل الترويكا ولا غيرها المسؤولية، فنحن كلّنا مسؤولون على ذلك الوضع الذي وصلنا إليه، فالترويكا لم تأت من السّماء، بل انتخبها الشّعب.
-ما رأيك في سياسة التوافق التي انتهجها حزبا النهضة والنّداء؟؟
–أنا أريد ألّا يقتصر التوافق على النهضة والنّداء بل أريده أن يكون على مستوى كلّ الشّعب وكلّ الأحزاب في خطّة واضحة المعالم قوامها الصّدق والعمل والإنضباط والإلتفات إلى المصلحة العامّة قبل المصلحة الخاصّة، أنا أحبّ أن يكون هذا التوافق على جميع المستويات.
-هل تجرؤ على التصريح باسم المرشّح الذي اخترته في الدورة الأخيرة من الانتخابات الرئاسيّة؟؟
–أنا لم أنتخب أحدا من المرشّحين.
-لرفضك للأسماء المترشّحة أو لأسباب أخرى؟.
–لأنني لا أدعم من لم أر أداءه بعد، أنا لا أدعم إلا من أراه يعمل، ولا أؤمن بالشعارات والكلام الفضفاض، فالحزب الذي يقول لي سوف أفعل وسأصنع وسأغيّر لا أصدّقه، بل أسانده فقط عندما أراه يعمل.
-وفي الانتخابات التشريعيّة؟؟
–نفس الشيء، لم أنتخب.
-عالميّا، ماذا تعتبر الحركة التي قام بها المشير عبد الفتاح السيسي تجاه الرئيس المعزول محمّد مرسي؟؟ هل تعتبرها تصحيحا للمسار الثوري أم انقلابا؟؟
–أنا لا أسمح لنفسي ولا لأحد بأن يتكلّم عن سياسة بلد مثل مصر، فمصر فيها من البلغاء والفصحاء والمحنّكين في السياسة والفكر ما هو كفيل بإنهاء كلّ مشاكلها، وأهل مكّة أدرى بشعابها.
-يعني ليست لك تسمية للحركة التي قام بها السيسي ضدّ محمّد مرسي ؟
–لكي تحكم على حركة كهذه يجب أن تكون ملمّا بكلّ ما حاق بها من حيثيّات، أنا لم أعايش الواقعة كما يجب ولا أعرف الأمور هناك بالتدقيق، بل أنا أراقب عن بعد ولا يمكنني الحكم على شيء.
مصر بتاريخها وشعبها وعدد مثقّفيها هي من تقرّر مصيرها، ولكني أقول إنّ كلّ ما بني على غلط مآله الزّوال، وكلّ ما بني على ظلم أو قهر أو استبداد مآله أيضا الزوال، وهذا هو حديث المنطق، وأنا قلتها في أغنيتي سابقا: في شوارع المدينة تتكلّم عينينا.. تحكي علّي ظاهر وتخبّي حقيقتها علينا، فين اللي يقدر يلمس الحقيقة وهي مرّة جمرة ومرّة حريقة.
-وفي سوريا، ما هو تقييمك للأوضاع هناك؟؟
–كلّ ما أتمنّاه في سوريا هو الوفاق ووقف حمّام الدّم.
-الوفاق موجود لكن هنالك من يريد إقصاء نظام بشّار الأسد منه.
–يا صديقي مجلس الأمم المتحدة يسعى منذ ستّ سنوات لإيجاد حلّ ولم يجده، وعليه فلن تجده عندي. أنا كإنسان وفنّان يؤلمني ويبكيني حال الذين لا ناقة لهم ولا جمل في ما يحصل في سوريا، وأسفي كبير على حضارة سحقت بطمّ طميمها جرّاء حسابات أكبر منّا.
-وتوجّه إصبع الإتّهام إلى من تحديدا؟
— كلّنا مسؤولون من المحيط إلى الخليج ومن الشرق إلى الغرب وما يحصل في هذه المنطقة وصمة عار على جبيننا.
-وجّهت صرخَةً الى العالم من احدى الاذاعات التونسية المعروفة، وقلت “يكفي، خلينا نعيش، خلّي كلّ الناس إخوة”، هل تحدد لنا من الذي تعتبرهُ معتديًا ومن الذي تعتبره معتدًى عليه؟
–المعتدون هم أصحاب القرار ويعرفون أنفسهم، هؤلاء الذين يستغلّون الحروب لإنعاش تجارتهم الحربيّة والإستحواذ على الثروات، وأصل كلامي “يكفي خلونا نعيش يكفي ملّينا الدّمار، ما يهمّ لونك ولا دينك لا يسارك لا يمينك خلّوا كلّ النّاس إخوة بالتسامح والإخاء”، وأنا كمسلم أقول لك “قتل الإنسان ما أكفره”، فهو سبب كلّ بلاء على هذه الأرض.
ـ هل حياة الفنّان الذي يحمل همّ الفنّ على كتفيه سعيدة، أو ليس مع كلّ سعادة أو نجاح هناك أشياء في حياتنا تنكسر ؟
–بالنسبة لي أنا لا يوجد فيّ شيء انكسر، أنا فقط أتألّم كثيرا لما يحدث في هذا العالم وأحاول أن أعبّر على ألمي وعلى أملي وعلى فرحي وعلى غضبي وعلى سخطي بأغانيّ، أنا وجدت كلمات القصائد أعبّر بها عمّا يدور بداخلي وأحمد الله الذي منحني هذا الصّوت وهذه الموهبة للتلحين لكي أستطيع التعبير.
أكيد أسقطت ورقة التوت عن الجميع بما فيهم الفنانين اللذين طلبو من ابن علي الترشيح لفترة رئاسية خامسة بمن فيهم انت ولطيفة التونسية وصابرالرباعي طز فيفم