صعّدت السلطات الأمنية في الجزائر حملات الملاحقة لأتباع “الطائفة الأحمدية”، ضمن إجراءات صارمة اتخذتها الحكومة استشعاراً منها للخطر الذي يشكله تزايد عددهم، مع الاكتشاف المتوالي لشبكات تابعة لهذه الطائفة بمحافظات عدة في .
وحسب تقارير أمنية نقلتها وسائل إعلام محلية، فإن السلطات الجزائرية أوقفت مؤخراً العشرات من أنصار التيار الأحمدي في محافظات العاصمة وقسنطينة (شرق) وغيليزان (غرب) والبليدة (وسط).
وحسب تقارير إعلامية مختلفة، فقد شهدت الأعوام الخمس الماضية، اعتقال الأمن الجزائري لعديد من خلايا نشر الطائفة الأحمدية في البلاد، حيث تعد الجزائر أرضا خصبة لانتشار أفكار الطائفة، حيث يبلغ أتباعها أكثر من 1000 شخص في الجزائر.
وشملت التحقيقات التي تجريها مصالح الدرك الوطني والشرطة الجزائرية، أن تم رصد وجود الحمدية في 28 ولاية، وقد جاوز عدد الأتباع الذين تم توقيفهم مؤخرا في عمليات متتالية لمصالح الأمن الجزائري، وفي مناطق مختلفة من الوطن الـ 80 شخصا.
وذكرت صحيفة «الفجر» الجزائرية: إن طائفة الأحمدية تلقى الدعم من طرف جهات خارجية، في مقدمتها إسرائيل، التي تمدها بالمال، وتسهل عليها عملية التسلل، وتوسيع نفوذها، وتعتمد أيضا على الوفود الأجنبية، خاصة الإنجليزية، أثناء تواجدها بالجزائر، من خلال دس أتباع الطائفة بينهم.
وكانت الجزائر قد أعلنت، في 13 يناير الجاري، اعتقال شبكة تجسس، تتكون من 10 أفراد، تعمل لصالح إسرائيل، في ولاية غرداية، جنوب البلاد، وهي الولاية التي شهدت أعمال عنف مذهبية بين الإباضية «الأمازيغ» والمالكية «العرب».
وأضافت: إنها تنتشر في منطقة القبائل «الأمازيغ»، وكذلك الأماكن الشعبية والأحياء الفقيرة في المدن، لافتة إلى أن: أبرز مناطقهم في ولاية تيزي وزو شرق الجزائر.
معتقدات الأحمدية:
والطائفة الأحمدية، التي تسمى أيضاً “القاديانية” يصفها أتباعها بأنها “جماعة إسلامية تجديدية عالمية”، تأسست عام 1889 في قاديان بإقليم بنجاب بالهند، من جانب ميرزا غلام أحمد القادياني، الذي يقدم نفسه على أنه المهدي المنتظر الموعود الذي تحدث رسول الإسلام محمد عن ظهوره في آخر الزمان.
يعتقد القاديانية بتناسخ الأرواح، حيث تزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث ثلاث مرات، إحداها عندما حلت الحقيقة المحمدية في المتبع الكامل يعني نفسه، كما يعتقدون أن الله يصوم ويصلي وينام ويخطئ «تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا»، ويعتقدون أن النبوة لم تختم بمحمد صلى الله عليه وسلم، بل هي مستمرة، وأن الله يرسل الرسول، حسب الضرورة.
ويقول أحمد القادياني أمير الجماعة الأحمدية: إنه لا قرآن إلا الذي قدمه هو، أو كما يسمي نفسه: المسيح الموعود (الغلام)، ولا حديث إلا ما يكون في ضوء تعليماته، ولا نبي إلا تحت سيادة «غلام أحمد»، ضمن كتابه المنزل، واسمه الكتاب المبين، وهو غير القرآن الكريم.
ويعتقد معتنقو «الإسلام الأحمدي» أنهم أصحاب دين جديد مستقل، وشريعة مستقلة، وأنهم رفاق الغلام كالصحابة، ويطلقون على أنفسهم «رجال البعثة الثانية»، كما يعتقدون أن الحج الأكبر هو الحج إلى قاديان، وزيارة قبر القادياني، ونصوا على أن الأماكن المقدسة ثلاثة: مكة والمدينة وقاديان. فقد جاء في صحيفتهم: «إن الحج إلى مكة بغير الحج إلى قاديان حج جاف خشيب؛ لأن الحج إلى مكة لا يؤدي رسالته ولا يفي بغرضه»
وينتشر أتباع الطائفة الأحمدية في 206 بلد، معظمهم في جنوب شرق آسيا وغرب أفريقيا، بواسطة مراكز الدعوة.
وقد حرصوا أيضا على ترجمة القرآن بكامله لأكثر من سبعين لغة عالمية، وترجموا كذلك آيات مختارة من القرآن ومن الحديث النبوي، لنحو 130 لغة.