نشر موقع مركز الإمارات للدراسات والعلوم (ايماسك) وهو الموقع المعبر عن لسان حال المعارضة الإماراتية والمطالبين بالإصلاح والذين تم اعتقالهم جميعا ما عدا بعض الشخصيات خارج الإمارات نشر هذا التقرير حول موقفها من تأييد الإمارات لما وصفته بالتطرف الغربي واعتبرته خطرا على البلاد.
وهذا نص ما نشرته:
حظر المنتمين إلى سبع دول إسلامية من دخول الولايات المتحدة الأمريكية، كان قرار دونالد ترامب الذي رفضته 135 دولة من بينها ما توصف أنها الدول المتحضرة، وأيدته دولة الإمارات العربية المتحدة.
أعلن ترامب أن مشروعه “جعل أمريكا عظيمة مجددا” بفرض الحظر على دخول المسلمين، وفي فرنسا تتصدر مارين لوبان زعيمة الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة استطلاعات الرأي من خلال نفس تلك التصريحات المبهمة من رثاء لماضٍ يدعو للفخر وإلقاء اللوم على «التهديد الإسلامي» في زوال ذلك الماضي، وفي روسيا، يتودد الرئيس فلاديمير بوتين إلى العظمة التاريخية لبلاده من أجل الهجوم على مجتمعات الـ«LGBT» وترسيخ سلطته، فمشروع التطرف لـ”لوبان” مؤيد إماراتياً كما هو كذلك مشروع روسيا بالنسبة لأبوظبي، تشجيع التطرف ضد العالم الإسلامي والعربي بسريالية معجونة بالكراهية.
في شتى أنحاء العالم، من بريطانيا إلى تركيا إلى الفلبين إلى إيران إلى مصر واليمن، نشهد متغيرات للفكرة نفسها: فيض حماسي من الحنين إلى ماضٍ يدعو للفخر مقترنا بعداء للغرباء. تختلف تصورات هذا الماضي اعتمادا على الأمة لكن في نهاية المطاف، فهي ترقى إلى الشيء نفسه وهو: وطن وهمي مع شعور قوي بالانتماء إليه.
ليس ذلك الحنين بالشيء الجديد، فالذاكرة الخيالية لطالما كانت عمادا للأمم، واجترار الذكريات المبهجة أمر قديم قدم الذاكرة نفسها. وبسؤال من كانوا يعيشون قديما كيف كانوا يقضون يومهم، فهناك مثل مجري يرد على ذلك السؤال «كانت الأمور معتدلة، ليست جيدة كما كانت بالأمس، لكنها أفضل من غد».
ليست الأمور في الإمارات على هذا النحو حيث غُيبت الهوية الوطنية الجامعة لدواعٍ أمنية تتعلق برفاهية جهاز أمن الدولة، أو لفشل الحلول للتركيبة السكانية التي تتفاقم كل يوم، فالسلطة لن تمنع المهاجرين لكنها تستطيع فقط أن تسكت المواطنين وتضعهم في السجون، الشعب الذي لا يتجاوز (9بالمائة) من السكان تفشل السلطة في سماع صوته ومعالجة همومه،
وهؤلاء المواطنون يدفعون ثمناً باهضاً في المحاكم السياسية في الدولة وفي القوانين التعسفية التي تتزايد كل يوم، ولاتمر جلسة محاكمة في محكمة استئناف أبوظبي أو أمن الدولة دون وجود محاكمة لمعتقل رأي إماراتي، أليس ذلك تشجيعاً لتطرف مضاد، كما هو تطرف ترامب في بلاده ضد المهاجرين المسلمين و وصمهم بـ”الإرهاب”،
في الإمارات هناك شذوذ لتطرف مضاد فبدلاً من السماع لمطالب السكان الأصليين يتم سحب الجنسية منهم ومعه تسقط القاعدة الاجتماعية والحقوق الأساسية لكل مواطن وبين ذلك حلقات من التجييش الالكتروني لتنظيمات مستعدة لاستقطاب أبناء لا ينتمون إلى أي دولة وبدون أي جنسية ليكون التنظيم دولتهم التي يناضلون من أجل فرضها رغم الحروب التي تلاحقهم.
ترحيل المسلمين من سبع دول إسلامية كارثياً للولايات المتحدة الأمريكية والدول التي تأيدها، تشير البيانات إن عدد القتلى الأمريكيين منذ أحداث 11/9 بتفجيرات وعمليات من هذه الدولة هو (صفر)! ومع ذلك تم حضرهم وتفاجأنا أبوظبي -كالعادة- بغرائبية مفزعة بتأييد واسع بدلاً من الصمت-كما حدث مع دول الخليج الأخرى- أو إدانته.
دعونا نشير إلى أكثر من ذلك عندما يكون مجموع من يوصفون بـ”الإرهابيين” هو نتيجة عدم شعورهم بالأمان في بلدانهم، واتهام الغرب- أو أي دولة تقوم بنفس المهام- بقتل الناس دون وجود أي تهمة كما حدث في العملية الإماراتية-الأمريكية في محافظة البيضاء اليمنية ضد تنظيم القاعدة، وقتل فيها 4 أطفال وثمانِ نساء، كيف تتحول العمليات (الإرهابية) إلى داخل الدول المنفذة في أراضيهم إلى الانتقام والثأر.
كدليل على ذلك الكلمات التالية التي وجهها محمد صديق خان، المدبر الرئيسي لتفجيرات لندن، للشعب البريطاني في فيديو قام بتسجيله، تثبت ذلك. يقول صديق خان «حكوماتكم المنتخبة ديمقراطيًا ترتكب الفظائع باستمرار ضد المسلمين في جميع أنحاء العالم، ودعمكم لهم يجعلكم مسئولين مسئولية مباشرة، مثلما أنا مسئول عن حماية إخواني وأخواتي المسلمين والثأر لهم. ستظلون أهدافًا لنا حتى نشعر بالأمن وحتى تكفّوا عن القصف وإطلاق الغاز والسجن والتعذيب للمسلمين، لن نوقف هذه المعركة. نحن في حرب وأنا جندي فيها».
يعلق روبرت بيب، أستاذ العلوم السياسية في جامعة شيكاغو والباحث في شؤون الأمن الدولي المتخصص بعمليات الإرهاب الانتحارية، أن ما يدفع منفذي الهجمات من المسلمين ليس الرغبة في دخول الجنة، إنما الدفاع عن المسلمين المحاصرين. “يعلم قادة الجماعات “الإرهابية” أن هذا الدافع هو وسيلتهم لحشد المتطوعين لمهاجمة الغرب-من يستهدفون أمنهم-، ويصرحون بذلك”.
سبق أن هدد تنظيم القاعدة في اليمن، دولة الإمارات بعمليات انتقامية، في بيانين منفصلين الأول في مايو/آيار 2016م[3] و الثاني في نوفمبر/تشرين الثاني2016م،[4] لم تعلق السلطة الإماراتية كالعادة وتعطي تطميناً لمواطنيها المنشغلة بمراقبتهم وتظهر كل مواطن بصفتهم مشروع (إرهابي) سينضم إلى أي تنظيم جديد!، فيما الحقيقة أنه لا إماراتي شارك في عمليات إرهابية طوال العقد السابق.
القمع في الداخل والتطرف في السياسة الخارجية يضع أمن الدولة الإماراتية في خطر محدق، وإن تجاهل المسؤولون والحكام نداءات الاعتدال في السياسة الداخلية و الخارجية، فمن المقلق أن تتحول هذه الهجمات صوّب الدولة مع هذا الكم من التهديدات المتلاحقة لضرب أمنها واستقرارها.