لم تكن مصر في معزل عن الدول التي وجه تنظيم داعش ضرباته ضدها- حسب ما ذكر موقع المونيتور الأمريكي- ولذلك قرر المصريون مواجهة أفكار داعش بفيلم كوميدي ساخر يسمى “القرموطي تحت خط النار”، الذي يحكي عن وقوع مجموعة من الشباب المصري ضحية تنظيم داعش، ويحاول البطل إنقاذ هؤلاء الشباب من التنظيم من خلال مواقف وأحداث كوميدية.
وأضاف الموقع الأمريكي في تقرير ترجمته وطن أن الفيلم محاولة لتوثيق ما يمر به الوطن العربي في الفترة الحالية، ومحاولة لكي يفهم الجيل الجديد ماذا يعني المخطط، وما معنى الإسلام الصحيح والحقيقي، وأن الدين لدى من يتحدثون باسمه ما هو إلا مصلحة، وهم مجموعة من المرتزقة.
وكشف بطل الفيلم أحمد آدم خلال حوار تلفزيوني في برنامج العاشرة مساء أنه تلقى تهديدات من تنظيم الدولة الإسلامية في الشام والعراق، وهو ما دفعه إلى الاستعانة بحارس شخصي لتأمينه بسبب التهديدات التي تلقاها من مؤيدي داعش، وأكد آدم أن الفيلم يحمل العديد من الرسائل المغلفة بالمواقف والمفارقات الكوميدية لتصل بسهولة إلى كل الفئات الاجتماعية والمراحل العمرية، وأن رسالة الفيلم طمأنة المصريين من هذا التنظيم، رغم أن الشعب المصري لا يخشى هذه الجماعات، إذ واجهت مدينة بورسعيد بمفردها ثلاث دول عظمى أثناء العدوان الثلاثي على مصر وانتصرت عليها.
من جهته، قال مؤلف الفيلم محمد النبوي في تصريحات صحفية: العمل يناقش قضية العالم بأكمله مهتم بها، وهي غسيل عقول الشباب لصالح منظّمات إرهابية فنحن ندق ناقوس الخطر، لأن في الفترة الأخيرة وقع عدد كبير من الشباب فريسة لهؤلاء، ومن سوف يشاهد العمل سيرى كيف قمنا بطرح القضية في قالب كوميدي.
ومن جانبه، قال الناقد الفني طارق الشناوي: إن الفيلم قدم صورة كاريكاتورية ساخرة عن تنظيم داعش، فالهدف الرئيسي من العمل فضح الإرهاب الذي يتدثّر بالدين، وأغلب الأحداث الرئيسية للعمل في ليبيا، إذ تتعدد الجهات في ليبيا التي تُعلن الدفاع عن الدين وإقامة دولة إسلامية.
وأضاف: الدولة لابد أن تنتج أفلاما تتحدث عن تنظيم داعش وتطرفه، ولكن في شكل فني أكثر عمقا للتعامل مع الأفكار المتطرفة المنتشرة بين الشباب، فالسينما أكثر وسيلة للوصول إلى العقول، لكن الأهم أن يكون العمل الفني جيدا يتعامل بشكل أكثر جدية مع الأفكار التكفيرية التي تطلقها التنظيمات المتطرفة مثل داعش، والتي تنتهج أساليب أكثر وحشية من تنظيم القاعدة.
الناقدة الفنية ماجدة موريس أكدت أن الفيلم يتحدث عن تنظيم داعش بأسلوب ساخر يجذب الجمهور أكثر من الأسلوب الواقعي، خصوصا عندما نتحدث عن قضية حادة مثل الأفكار المتطرفة لتنظيم وحشي مثل داعش، فأحيانا يبتعد الجمهور عن الأعمال الجادة التي تتحدث عن التنظيم بسبب صعوبة الواقع فيهربون منها إلى الأعمال الفنية الكوميدية الساخرة.
وأضافت: ممارسات تنظيم داعش الوحشية تشغل فكر المصريين بسبب الأحداث التي مرت بها مصر، وآخرها حادث تفجير الكنيسة البطرسية التي أعلن داعش مسؤوليته عنه، فالإرهاب أكبر أزمة تواجهها مصر، وطالبت وزارة الثقافة وقطاع الإنتاج في الدولة بالاهتمام بإنتاج أعمال فنية تواجه الأفكار المتطرفة والإرهاب بكل أنواعه سواء أكان إرهابا فكريا أو اجتماعيا.