كالمثل الذي يقول “باب النجار مخلع”.. محام أميركي يدافع عن المهاجرين ولا يملك إقامة شرعية
شارك الموضوع:
حين تزور صفحة المحامي الشاب سيزار فارغاس بموقع فيسبوك ستجد الكثير من صور المهاجرين والشرطة الأميركية، مع نبذه عن أنشطة هذا المحامي في الدفاع عن المهاجرين غير الشرعيين بالولايات المتحدة.
لكن فارغاس الحاصل على شهادة جامعية في الحقوق من جامعة نيويورك هو نفسه مهاجر لا يحمل أية أوراق رسمية ثبوتية.
كان فارغاس في الخامسة من عمره حين وصل إلى نيويورك متسللا بشكل غير شرعي عبر الحدود المكسيكية، وهو الآن محام بارز يبلغ من العمر 33 عاما وينصب تركيزه على الدفاع عن المهاجرين غير الشرعيين.
يقول لمراسل وكالة الصحافة الفرنسية بالقرب من تمثال الحرية الذي يرمز في التاريخ الأميركي إلى استقبال المهاجرين “أعلم أنني سأقسم اليمين يوما ما وأصبح مواطنا أميركيا لكنني لست بحاجة إلى قطعة من الورق لتثبت أنني مواطن”.
بعد تخرجه من الجامعة كان على سيزار أن يخوض معركة قانونية طويلة امتدت لسنوات ليتمكن من ممارسة مهنة المحاماة.
وأصبح فارغاس أول محام في نيويورك يدافع عن المهاجرين غير الشرعيين، وهو نفسه لا يملك أورقا ثبوتية رسمية.
عاش فارغاس السنوات الأولى من عمره مع أشقائه السبعة فقيرا في ضاحية بويبلا في وسط المكسيك، ويتذكر أن بيتهم كان يخلو من الطعام.
ذاكرة فارغاس مليئة بالذكريات المؤلمة، فمنذ طفولته صدم بمدى الجشع الذي مارسه محامون مع المهاجرين غير الشرعيين الذين احتالوا عليه وعلى كثير من المهاجرين.
هذا الأمر دفعه لدراسة القانون من أجل الدفاع عن نفسه بنفسة وحماية المهاجرين غير الشرعيين الذين يحتاجون لدعم قانوني.
وبالإضافة إلى مهنته كمحام قدم فارغاس استشارات لبيرني ساندرز الذي رشح نفسه للانتخابات الرئاسية عن الحزب الديموقراطي لكنه لم ينجح.
يقدم فارغاس يد العون والمساعدة للمهاجرين عبر منظمة “ائتلاف الفعل من أجل الحلم” (DRM Dream Action Coalition) التي شارك في تأسيسها.
يقول إن “عملي في الأساس هو التثبت من أن اللاجئين يعرفون حقوقهم، وأن الخوف لن يتملكهم” مضيفا أن الهدف من هذا هو أن “نكون موحدين” خلال السنوات الأربع المقبلة.
وحصل فارغاس على إجازة العمل بمهنة المحاماة بموجب قانون داكا DACA الذي أقره الرئيس السابق باراك أوباما، لكنه يبدو قلقا الآن حيث يقول “لا نعرف ماذا سيجري في عهد ترامب في حال ألغي قانون داكا، لكننا سنواصل النضال للبقاء في هذا البلد الذي أصبح بلدنا”.