“فورين أفيرز”: دعم القاهرة لنظام الأسد لم يعد فيه شك.. وإليكم هذه الدلائل
شارك الموضوع:
نشرت مجلة “فورين أفيرز” الأمريكية تقريرا عن العلاقة السورية المصرية, مشيرة إلى أنه في الأول من فبراير الجاري غادرت طائرة نقل عسكرية من قاعدة جوية روسية في اللاذقية، وهبطت في مطار قرب الحدود المصرية مع ليبيا، ثم عادت مرة أخرى إلى سوريا، حيث لعدة أشهر كانت هناك تقارير غير مؤكدة تشير إلى أن القاهرة قد أرسلت قوات لمساعدة النظام السوري في الحرب الأهلية في البلاد، مما يؤكد أن القاهرة بالتنسيق مع تحالف “دمشق موسكو” تدعم النظام السوري بقيادة بشار الأسد.
وأضافت المجلة الأمريكية في تقرير ترجمته وطن أنه في نوفمبر الماضي، اعترف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بدعم جيوش الأنظمة، حينما قال: على سبيل المثال في ليبيا، نحن ندعم الجيوش الوطنية”، وقال للتلفزيون الحكومي البرتغالي إن الأولوية بالنسبة للقاهرة هي دعم الجيوش الوطنية في سوريا والعراق، وعندما سأله المضيف: هل تقصد النظام السوري؟، فأجاب السيسي نعم.
وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي تعترف فيها مصر وهي حليف الولايات المتحدة منذ فترة طويلة، علنا بأنها تقف مع الحكومة السورية، ومتحالفة مع نظام الأسد وخصوم الولايات المتحدة إيران وروسيا، كما أن السيسي الآن واحد من القادة العرب الذين أعلنوا بوضوح دعم دمشق.
واستطردت المجلة أنه بالطبع، كانت تلميحات التعاطف من السيسي لنظيره السوري مرئية لسنوات، حيث في يوليو 2013، بعد أسابيع فقط من الإطاحة بحكومة الإخوان، اتفقت مصر وسوريا على إحياء العلاقات الدبلوماسية، وفي أكتوبر عام 2016، قبل وقت قصير من مقابلة السيسي مع الصحافة البرتغالية، صوتت مصر في مجلس الأمن لصالح قرار روسي ورفضت آخر فرنسي يتعلق بحظر الطيران في حلب، وفي الشهر نفسه ذكرت وسائل الإعلام الرسمية السورية أن دمشق استضافت اجتماعات ثنائية مع مسؤولين مصريين رفيعي المستوى، بما في ذلك رئيس المخابرات.
ولكن ميل القاهرة للأسد أثار غضب حليفتها الأهم والداعم المالي الرئيسي لها وهي المملكة العربية السعودية، التي منذ الإطاحة بمرسي ضخت أكثر من 25 مليار دولار في الاقتصاد المتداعي في مصر، وهو ما يدعو للتساؤل لماذا إذن القاهرة تتملق الأسد رغم الخطر والإضرار بمكانتها الخاصة الإقليمية؟
أولا تصور التهديد بالنسبة للقاهرة يختلف عن حلفائها العرب، فعلى الرغم من أن المملكة العربية السعودية تعتبر راعي الأسد الرئيسي إيران هي التهديد الأبرز لأمنها ومصالحها، مصر ترى داعش والإخوان تهديدات أخطر من إيران !
كما أن القاهرة ودمشق يتفقان ببراعة على كراهية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي هو في حد ذاته متجذر في دعم الإسلام السياسي، وأخيرا هناك روابط مصر الوثيقة مع الأسد تأتي من أجل تحسين العلاقات مع روسيا. !
واختتمت المجلة بأن الشرق الأوسط عام 2017 يختلف بشكل كبير عما كان عليه قبل ست سنوات، حيث أن الإطاحة بحسني مبارك جاءت بحكم الإخوان ومن ثم الجيش مرة أخرى، فضلا عن أن الصراع مع حماس لم ينته بعد، ومن المتوقع أن يكون العام القادم زاخما بالمفاجآت وليس أقلها في منطقة الشرق الأوسط.