الإمارات تتقرب من الأكراد والعشائر في الشمال السوري وقريبا جداً ستوزع “البيض” على أكثر من سلة
شارك الموضوع:
تحدثت مصادر إعلامية موالية لنظام الأسد عن وفود لاعب جديد إلى خريطة الصراع في سوريا، وتحديدا في الشمال الشرقي.
وأشارت في هذا السياق إلى تحركات مثيرة للإمارات وراء الكواليس. وكتبت صحيفة “الأخبار” اللبنانية تقول: “البوصلة الإماراتية تشير إلى الشمال، وانطلاقاً من دوافع لا تقتصر على الشأن السوري فحسب، بل تتعداه إلى أحوال المنطقة بملفاتها المتداخلة والمعقدة، ومن بينها العداء المستحكم بين الإمارات وجماعة الإخوان المسلمين، مع الأخذ في الحسبان ما يمثله ذلك من انعكاس طبيعي على العلاقات الإماراتية ــ التركية”.
ورجح تقرير الصحيفة أن يكون هذا التحرك المشبوه المستجد أحد “الملفات الني بحثها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في جولته الخليجية التي استثنت الإمارات. ورغم أن تحركات الإدارة الأميركية الجديدة تُشكل عاملاً أساسياً في توجيه البوصلة التركية من جديد (بعدما ضُبطت تلك البوصلة بتنسيق كامل مع موسكو منذ فشل المحاولة الانقلابية الشهيرة)، وفقا للتقرير، إلا أن العامل الإماراتي لا يمكن إهماله في هذا السياق.
و”يعزز ذلك أن الإماراتيين بدأوا بالفعل مد جسور نحو “الإدارة الذاتية” وذراعها العسكرية “قوات سوريا الديمقراطية” العدو الأول لأردوغان”.
وتنقل الصحيفة عن مصادرها بأن التحرك الإماراتي المتسارع اختار المزاوجة بين مسارين أساسيين: أولهما، الثقل العشائري، ويقترح “خطوط تمويل” على عدد من الزعماء العشائريين من الرقة إلى دير الزور. ثانيهما، الأكراد.
وتشير معلومات الصحيفة إلى أن “محادثاتٍ جدية” جرت بين شخصيات إماراتية وأخرى كردية (بعضها سياسي، وبعضها الآخر عسكري). وركزت المحادثات على “المصلحة المشتركة التي تفرض مجابهة التمدد التركي في الشمال”.
ويقول التقرير إن التمدد التركي المتسارع في الشمال السوري شكل عاملا أساسيا في استشعار “ملامح تجاوب كردي” مع المبادرة الإماراتية. وتفيد معلومات الصحيفة أن “الأكراد، رغم الثقة الكبيرة التي يُظهرها قسم كبير من قادتهم بالأميركيين، باتوا يستشعرون مخاطر وجودية حقيقية، تُحتم الحاجة إلى شراكات عشائرية لا تقتصر على الأطراف الممولة سعودياً”. ويتخوف الأكراد “من تغيرات جذرية في الشمال تضعهم في مواجهة حرب “كردية ــ عربية” في مراحل تالية.
وتلعب هذه المخاوف (علاوة على ما يشكله المال من إغراء مهم)، وفقا للصحيفة، دوراً محورياً في التعاطي الكردي مع الطرح الإماراتي. ورغم أن المساعي الإماراتية نحو استغلال العلاقات العشائرية ليست جديدةً، غير أن وتيرتها أخذت بالتسارع خلال الشهرين الأخيرين.
وتقول الصحيفة إن الإماراتيين يحتفظون بنفوذ لا يستهان به على “تيار الغد” الذي يتزعمه الرئيس الأسبق لـ”الائتلاف المعارض” أحمد الجربا.
وقد ارتفعت أسهم هذا الأخير بعد تكرار طرح اسمه مشاركاً أساسياً في معركة الرقة الموعودة. غير أنَ التحرك الإماراتي المتسارع، وفقا لتقديرات التقرير، قد يثمر قريباً الإعلان عن تشكيلات عسكرية عشائرية جديدة، توزع “البيض” على أكثر من سلة.
ثم إن التحرك الإماراتي الأخير سبقه جهد سعودي خلال الشهور الأخيرة على تعزيز صلات قديمة (لم تنقطع) بينهم وبين واحد من التشكيلات العربية داخل “قسد”، وهو “جيش الثوار”، الذي يقوده عبد الملك بُرد (أبو علي) وهو أحد المساعدين السابقين لجمال معروف قائد “جبهة ثوار سوريا” البائدة، وفقا لتقرير الصحيفة.
ومن المرجح، وفقا لادعاء الصحيفة، أن تسعى أنقرة إلى إقناع “حلفاء الضرورة” السعوديين بتسخير هذا العامل لدفع “جيش الثوار” إلى الانفصال عن “قسد” بدلاً من أن تفيد الأخيرة من أي دعم سعودي. وبعبارة أوضح، تبحث أنقرة عن تسخير المال السعودي لخدمتها مجدداً بدلاً من أن يخدم هذا المال عدواً وجودياً هو “قسد”، وبالتالي تحويل “جيش الثوار” إلى أداة من أدوات السيطرة في “المناطق الآمنة” الموعودة بدلاً من كونها رأس حربة ميدانياً ضد “درع الفرات”، وهو في هذا واقع بين إغراءين سعودي وإماراتي، وربما عليه أن يختار أحدهما.