نشرت وكالة “اسوشيتدبرس” الأمريكية تقريرا عن الشيخ عمر عبد الرحمن الذي توفي أمس في السجون الأمريكية عن عمر يناهز 78 عاما, والذي أدين بالتخطيط لهجمات إرهابية في مدينة نيويورك قبل عقد من هجمات 11 سبتمبر.
وقالت الوكالة في تقرير نشر اﻷحد: عبد الرحمن- الذي أصيب بالعمى منذ الطفولة- توفي السبت في ولاية كارولينا الشمالية, ناقلة عن أبنة الشيخ الضرير في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”.. ” نشعر بالحزن بسبب وفاة أبي”.
ويعتبر البعض أن عبد الرحمن الزعيم الروحي للمسلحين، وأصبح رمزًا للمتطرفين خلال العقود التي أمضاها في سجون الولايات المتحدة.
وبحسب الوكالة، عبد الرحمن زعيم إحدى الجماعات المتشددة الأكثر رعبًا في مصر “الجماعة الإسلامية”، والتي شنت في أوجها حملة عنف بهدف الإطاحة بالرئيس حسني مبارك.
وفر عبد الرحمن من مصر إلى الولايات المتحدة عام 1990 وبدأ الوعظ في مسجد بنيو جيرسي.
وفي وقت لاحق عام 1993، اتهم عبد الرحمن وأدين فيما بعد باعتباره زعيم المجموعة التي تآمرت لتفجير الأمم المتحدة، ومعالم نيويورك الأخرى، بما في ذلك جسر جورج واشنطن وأنفاق لينكولن.
تلك الهجمات لم تنفذ، ولكن قال قاضي المحكمة الجزئية الأمريكية حينها “مايكل موكاسي” الذي أصبح لاحقًا النائب العام، إذا لم تحبط المؤامرة كان يمكن أن يكون هناك دمار أكثر من الخيال، كما أدين عبد الرحمن أيضًا بالتخطيط لاغتيال مبارك.
عبد الرحمن كان شخصية مؤثرة في جيل من المتطرفين الإسلاميين الذين خرجوا من مصر في العقود الأخيرة. بحسب الوكالة.
وبعد وفاة الرئيس المصري جمال عبد الناصر عام 1970، نصح عبدالرحمن أتباعه بعدم الدعاء لزعيم القومية العربية العلمانية، لأنه “كافر”. حسب رأيه.
بعد اغتيال الرئيس أنور السادات عام 1981، سجن عبد الرحمن واتهم بالمشاركة في اغتياله، إلا أنه تمت تبرئته في وقت لاحق.
واكتسبت جهود الإفراج عن عبدالرحمن قوة جديدة عندما انتخب محمد مرسي رئيسًا لمصر، وتعهد بالإفراج عن الشيخ الأعمى عام 2012، وقبل ذلك بعام قام أنصار عبد الرحمن بسلسلة من الاحتجاجات ضمنها اعتصام أمام السفارة الأمريكية في القاهرة للمطالبة بإطلاق سراحه.
وبحسب الوكالة، حتى اﻵن لا توجد معلومات بشأن خطط دفن الشيخ الضرير، وهل سيدفن في أمريكا أم في مصر، خاصة أن أي محاولة لإعادة الجثمان إلى مصر، وإقامة جنازة من المرجح أن تجتذب آلاف المشيعين، معظمهم من التيار الإسلامي، مما أثار مخاوف من وقوع اشتباكات مع الشرطة.
وحظرت مصر التظاهر في الشوارع منذ نوفمبر 2013.
وقال مسؤولون أمنيون -رفضوا اﻹفصاح عن أسمائهم- للوكالة: إن هناك اتصالات جارية بالفعل مع قادة الجماعة الإسلامية لضمان أن تكون مراسم الجنازة والدفن في القاهرة ولكن بشكل سلمي، إلا أن اﻷمر لم يحسم حتى اﻵن.
وعبد الرحمن لديه زوجتان و 13 طفلاً.
واحد من أبنائه، أحمد، قتل في غارة طائرة بدون طيار أمريكية عام 2011 في أفغانستان، حيث كان يقاتل القوات الأمريكية، وحلف شمال الأطلسي.