قالت صحيفة” الجارديان” البريطانية إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تمكن في أقل من شهر من نشر الفوضى وعدم اليقين، لذا فإنه ليس من المستغرب أن المواطنين والقادة في مجال الأعمال التجارية، والمجتمع المدني، والحكومة يكافحون من أجل الاستجابة بشكل مناسب وفعال مع هذه التطورات.
وأضافت الصحيفة البريطانية وفق ما ترجمة “وطن”, أنه من الواضح الآن أن ما يقوله ترامب على تويتر يجب أن يؤخذ على محمل الجد، حيث أنه بعد الانتخابات في نوفمبر الماضي كان الكثيرون يأملون أن يتخلى عن التطرف الذي عُرف عنه خلال حملته الانتخابية، لكن الواقع الراهن يؤكد أنه لم يتغير شيء، حيث أن ترامب لم يترك مجالا للشك في أنه سيفعل ما وعد به، خاصة بعد فرض حظر على هجرة المسلمين، والمضي قدما في بناء جدار على الحدود مع المكسيك، وإعادة التفاوض بشأن اتفاق التجارة الحرة، وإلغاء الإصلاحات المالية الخاصة بعام 2010 ، وأشياء أخرى كثيرة.
واعتبرت الجارديان أن ترامب يرى العالم بمثابة لعبة محصلتها صفر، لكن في الواقع العولمة إذا ما أديرت بشكل جيد فهي قوة يمكن لأمريكا تحقيق العديد من المكاسب من خلالها، لا سيما مع أصدقائها وحلفائها سواء كانت أستراليا أو الاتحاد الأوروبي أو المكسيك، ولكن نهج ترامب يهدد بخسارة أمريكا لكل شيء.
واستطردت الصحيفة ” كان هذا النهج واضحا من خطاب تنصيبه، خاصة مع تكرار عبارة “أمريكا أولا”، مع إيحاءات الفاشية التاريخية، كما أنه أكد التزامه بتنفيذ أبشع مخططاته، وقد عملت الإدارات السابقة دائما بجد ومسؤولية لدفع مصالح الولايات المتحدة، ولكن السياسات التي تنتهجها عادة ما تصاغ وفقا لفهم مستنير للمصلحة الوطنية، فالأمريكيون يعتقدون أنهم استفادوا من كونهم أصحاب الاقتصاد الأكثر ازدهارا وشبكة التحالفات بين البلدان الملتزمة بالديمقراطية وحقوق الإنسان، وسيادة القانون.
الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية بعد أن كان متوقعا أن ترامب سوف يدوس بسرعة على الحقوق الفردية، أظهر أنه على استعداد من أي وقت مضى للدفاع عن المبادئ الدستورية الأساسية مثل المحاكمة العادلة والحماية المتساوية، والحياد الرسمي فيما يتعلق بالدين، وخلال الشهر الماضي دعم الأمريكيون اتحاد الحريات المدنية بملايين الدولارات من التبرعات.
وبالمثل في جميع أنحاء البلاد، أعرب موظفي الشركات والعملاء عن قلقهم، لا سيما من كبار المديرين التنفيذيين وأعضاء مجلس الإدارة الذين يدعمون ترامب، لكن في الواقع القادة والمستثمرين بالشركات الأمريكية أصبحوا عوامل مساعدة لترامب، ولكن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو عدم وجود الشجاعة، حيث كان من الواضح أن العديد من أولئك الذين يشعرون بالقلق حول ترامب كانوا يخشون رفع أصواتهم خوفا على سعر أسهم شركاتهم، خاصة وأن الخوف هو السمة المميزة للأنظمة الاستبدادية.
وتعتبر أهمية سيادة القانون مفهوما مجردا بالنسبة للعديد من الأمريكيين، حيث أنه في ظل سيادة القانون إذا كانت الحكومة تريد منع الشركات من الاستعانة بمصادر خارجية، يتوجب عليها أن تسن التشريعات وتعتمد لوائح لخلق حوافز مناسبة ونبذ السلوكيات غير المرغوب فيها.
وسائل الإعلام الرائدة في الولايات المتحدة- حسب ما ذكرت الجارديان- مثل نيويورك تايمز وواشنطن بوست، ترفض حتى الآن التطبيع، حيث أنه ليس من الطبيعي بالنسبة للولايات المتحدة أن يكون الرئيس الذي يرفض الاستقلال القضائي؛ ويستبدل كبار المسؤولين في الجيش والمخابرات أن يكون متعصبا مع وسائل الإعلام.
واختتمت الجارديان تقريرها بأنه في ظل هذه التحديات الراهنة خلال عصر الرئيس الأمريكي الجديد يجب أن يكون الجميع يقظ وأن يعتمد المقاومة عند كل منعطف.