أثار موظف في بلدية المفرق شمال شرق الأردن الجدل واسعا في الشارع الاردني عندما أقدم, الاثنين, على حرق نفسه تعبيرا عن احتجاجه على رفض طلب قدمه أكثر من مرة لنقله من وظيفته إلى أخرى، آملاً في حصوله على زيادة محدودة على دخله، وإتاحة الفرصة أمامه لعمل إضافي يساعده في تحسين ظروف عيشه.
وسكب الثلاثيني، الذي تصف المصادر الصحية حالته بالحرجة، مادة سريعة الاشتعال على جسده، وأضرم النار بنفسه داخل مقر عمله، في رسالة احتجاجية قوية.
الحادثة تأتي في وقت يتململ فيه الشارع الأردني مع اتجاه للعودة إلى الاحتجاجات الشعبية تحت وقع إجراءات اقتصادية خانقة أقرتها الحكومة، وأدت إلى ارتفاع أسعار عديد من السلع والخدمات، ما انعكس مباشرة على الطبقتين الفقيرة والمتوسطة، رغم التطمينات الرسمية بأن تأثير تلك الإجراءات لن يمسّ الفقراء ومحدودي الدخل.
وتقول مصادر محلية إن الموظف “رب أسرة يعيش فقراً مدقعاً”، وإنه تقدم بأكثر من طلب لنقله من وظيفة مراسل إلى وظيفة حارس، طمعاً في زيادة محدودة على دخله، والاستفادة من طبيعة دوام وظيفة الحارس للعمل في وظيفة ثانية تساعده على تأمين ما يكفي لإعالة أسرته. وتتابع المصادر “في كل مرة كان يرفض طلبه، ليقدم على ما أقدم عليه”. حسب ما ذكر موقع “العربي الجديد”.
وتأتي الحادثة بعد يوم من مسيرات في عدد من المدن الأردنية للمطالبة بإسقاط حكومة رئيس الوزراء الأردني هاني الملقي، على خلفية القرارات الاقتصادية التي اتخذتها الحكومة.
وبدأت الحكومة، مطلع الشهر الجاري، تنفيذ حزمة من الإجراءات الاقتصادية لتحصيل 450 مليون دينار، زيادة في إيرادات الخزينة وردت في موازنة الدولة لعام 2017.
وشهدت مدن السلط (غرب عمّان) والطفيلة الجنوبية، وبلدة ذيبان (جنوب عمّان) مسيرات واعتصامات تطالب بإسقاط الحكومة وتشكيل حكومة إنقاذ وطني، والتراجع عن القرارات الاقتصادية التي أدت إلى ارتفاع الأسعار.
وأعلنت مدن أردنية عزمها الخروج يوم الجمعة المقبل، في مسيرات احتجاجية للمطالبة بإسقاط الحكومة، كما أعلنت جماعة الإخوان المسلمين، وائتلاف الأحزاب القومية واليسارية تنظيم مسيرات يوم الجمعة، رفضاً للسياسات الاقتصادية.
وتكررت حوادث الانتحار حرقا في الأردن خلال السنوات الأخيرة، وكان آخرها قبل أسبوع واحد، عندما أقدم شاب في التاسعة عشرة من عمره على إحراق نفسه في الرمثا شمال البلاد، ليصاب بحروق من الدرجتين الأولى والثانية، وكشفت التحقيقات الأولية أن السبب عدم حصوله على عمل وصعوبة الأوضاع المعيشية.
وفي 8 يناير/كانون الثاني الماضي، أقدم شخص في الثلاثينات من العمر، على حرق نفسه بمنطقة الرصيفة في محافظة الزرقاء، بعد أن سكب على جسمه مادة مشتعلة وأشعل النار بنفسه، وأكد ذوو الشخص أنه يعاني من اضطرابات نفسية.
وصدمت واقعة حرق مواطن لنفسه وعائلته داخل سيارة في أكتوبر/تشرين الأول 2015، المجتمع الأردني، بعد أن توفي الرجل وزوجته وطفلاهما متفحمين، وأصيب طفلان آخران بحروق بالغة، حيث أقدم الأب على إضرام النار بسيارته وهم بداخلها في منطقة البيضاء شرقي العاصمة عمان.
ويظهر فيديو مؤلم جدا حادثة إحراق شاب أردني نفسه منذ نحو عام تقريبا في منطقة المقابلين لإظهار مدى يأسه من الأوضاع الاقتصادية المتردية في البلاد.
ورصدت وسائل إعلام أردنية 9 حوادث انتحار، بينها حرق النفس، منذ مطلع شهر فبراير/شباط الحالي، بينها للاجئين، وكان مصدر رسمي أردني، أكد أن عام 2016، شهد أعلى عدد حوادث انتحار في تاريخ البلاد، حيث ذهب ضحيتها 117 أردنيًّا، بينهم 26 سيدة.