مساعٍ تشريعية بالعراق “الممزق” لمنع دخول النساء “السافرات” كربلاء بدون حجاب
شارك الموضوع:
كشفت ابتسام الهلالي النائبة عن محافظة كربلاء عضو ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه نوري المالكي في 12 فبراير الحالي عن نية مجلس المحافظة بتشريع قانون يمنع دخول النساء السافرات إلى محافظة كربلاء، موضحا أن هذه هي المرة الأولى التي تسعى فيها شخصيات حكومية وبرلمانية إلى تشريع قانون يمنع دخول السافرات لمدينة دينية، لكن قبل ذلك انتشرت في العديد من المناطق الدينية في العراق مثل كربلاء والنجف والكاظمية، لوحات تدعو لإرتداء الحجاب وعدم التفريط به. حسب ما ذكر موقع “المونيتور” الأمريكي.
وأضاف الموقع الأمريكي في تقرير ترجمته وطن أن قُدسية محافظة كربلاء تأتي من كونها تضم مرقدي الإمامين الحُسين والعباس وهما من أئمة الشيعة، ويسكنها أتباع المذهب الشيعي، حيث تشهد سنويا زيارات مليونية، حيث قال مصدر برلماني طلب عدم الكشف عن اسمه لـ”المونيتور”: إن عدد من الكتل التابعة لأحزاب إسلامية تحاول الآن جمع توقيعات لتشريع قانون يمنع دخول السافرات إلى المناطق الدينية دون إرتداء الحجاب، ورغم أنها جوبهت برفض واسع من النواب، إلا أنها ما زالت تسعى لذلك.
ولفت المونيتور إلى أنه قد لا تجد مثل هذه المساعي مساحة قبول داخل المجتمع العراقي الذي تحكمه وفق الدستور دولة مدنية لا إسلامية، لكن مع ذلك تبقى هناك مساعٍ جادة من أحزاب وجماعات إسلامية لفرض الشريعة الإسلامية على مختلف نواحي الحياة المدنية، مما يؤكد احتمال نشوب صراع في المستقبل القريب بين الإسلاميين المتطرفين والمدنيين الباحثين عن دولة غير دينية.
وتعتقد النائبة عن كتلة التغيير سروة عبد الواحد أن هناك من يسعى لفرض أجندات سياسية وتصفية حسابات عبر محاولة إصدار قرارات أو تشريع قوانين تمنع دخول السافرات للمدن الدينية، موضحة أن مسعى تشريع القانون جاء بعد يوم من بيان أصدره رئيس الحكومة المحلية في محافظة كربلاء نصيف الخطابي والذي أشار فيه إلى وجود شخصيات نسوية تزور المحافظة دون إرتداء الحجاب، وفي ذات الوقت توعد بإتخاذ إجراءات حازمة من أجل تطبيق التشريع الخاص بالمحافظة.
وذكر المونيتور أن دعوات تشريع القانون والبيان الذي أصدره رئيس الحكومة المحلية لمحافظة كربلاء، كان ردا على زيارة قامت بها النائبة عن إئتلاف الوطنية ميسون الدملوجي إلى محافظة كربلاء في 5 فبراير ولم ترتدِ حينها الحجاب، لكن النائبة ميسون الدملوجي ردت على بيان رئيس الحكومة المحلية لمحافظة كربلاء بطريقة ساخرة وقالت: كان من الأجدر بمجلس محافظة كربلاء، الاهتمام بنظافة شوارع المحافظة بدلا من إثارة الكلام عن حجابي وأصول زيارتي الأخيرة للمحافظة.
وأشار الموقع الأمريكي إلى أن هناك مخاوف من تحويل العراق إلى دولة متشددة دينيا ومذهبيا، وتستند تلك المخاوف إلى ما أثير في وقت سابق عن تشريع قانون يمنع تصنيع وبيع الخمور في العراق، حيث أن كل هذا يُسميه البعض عراق ما بعد داعش الذي سيكون بحسب اعتقادهم تحت سطوة الأحزاب الإسلامية الشيعية، لا سيما وأن إعلان مجلس محافظة كربلاء عن وضع قرار فرض الحجاب في جدول أعماله أحدث انقساما بين الوسطين الشعبي والسياسي في محافظة كربلاء، فبين تأييد الطبقة السياسية وأعضاء الحكومة المحلية له، اعترض مواطنون وناشطون من محافظة كربلاء في حوارات تلفزيونية على القرار، وأعربوا عن استيائهم منه واعتبروه جزءا من عملية استمرار الفكر المتطرف في المحافظة.
وفي سياق المطالبات بتشريع قانون يحظر دخول النساء السافرات للمحافظات، قالت النائبة سميرة الموسوي عن إئتلاف دولة القانون إنه: بين فترة وأخرى تعج الأوساط المحلية بموضوع دخول نساء غير محجبات إلى المحافظة، وهو أمر يخضع لجوانب كثيرة أهمها عنصري الرأي والإحترام، وهذا يقتضي تشريع محلي يأمر بمنع دخول أي سافرة، أو وجوب إرتدائها الحجاب قبل دخولها إلى المدينة، بينما الكتلة البرلمانية التي تنتمي إليها ميسون الدمجلوجي التي أثارت زيارتها ضجة حول الحجاب، دافعت عنها ووصفت موقف رئيس الحكومة المحلية في محافظة كربلاء بـالإفلاس السياسي، حيث يُريد أن يحصل على مكاسب سياسية وتناغم طائفي بعيدا عن الأخلاقيات المهنية، بحسب رئيس الكتلة الوطنية في مجلس النواب كاظم الشمري.
وأوضح المونيتور أنه على الرغم من أن زيارة النائبة ميسون الدملوجي لمركز محافظة كربلاء لم تقترب من المراقد الدينية، إلا أن موقف الحكومة المحلية في المحافظة يبدو كان مبيتا منذ وقت سابق، خاصة في وقت يدور فيه الحديث عن وجود نية لإيجاد تشريعات أخرى مثل يوم العفاف العالمي الذي تسعى بعض الأحزاب لإقراره، وهو يتضمن إرتداء الحجاب الإسلامي وقد يُفرض على الجميع.
واختتم الموقع الأمريكي تقريره بأن بلد مثل العراق مُتعدد الإنتماءات الدينية والمذهبية والقومية، لا يتقبل نسيجه الاجتماعي فرض عقيدة دينية محددة على جميع سُكانه، حتى وإن انحسرت في حدود جغرافية مُعينة.