في واقعة مؤلمة وحزينة وتعكس حالة اللامبالاة التي تنتهجها المؤسسات العربية، قالت الفتاة السعودية، نورة الغامدي التي انتهى الحال بها على رصيف كورنيش مدينة الدمام لبيع “الشاورما ” بعدما حصلت على درجة الماجستير في تقنية “النانو” لعلاج مرضى السرطان، الذي تسبب في وفاة والدتها، مؤكدة أنها لا تخجل من العمل.
ومع تداول قصتها بشكل مكثف عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قامت قناة “إم بي سي”، بعرض تقرير عن عمل “الغامدي” في إعداد سندويتشات الشاورما، بعد أن أنفقت من عمرها 8 سنوات تدرس تقنية النانو في الخارج، حيث سخرت الغامدي بالقول إن أي رحلة تبدأ عادة من الهبوط إلى الصعود، إلا رحلتها هي، التي بدأت من الصعود للهبوط، أي من النانو إلى الشاورما.
وتابعت، وهي تقلب الشهادات العلمية التي حصلت عليها من جامعات عريقة في الخارج، أنها لا تخجل أبدا من العمل، سواء كان بيعًا أو غيره، طالما أنه حلال، وأنها تقدمت لمراكز لتقنية النانو في المملكة، إلا أن أحدها مركز للرجال فقط، فيما رفض آخر توظيفها بحجة عدم وجود وظائف شاغرة.
وأوضحت أن بعض الجامعات أخبرتها أن التقديم بالبكالوريوس عن طريق الموقع، أما الدراسات العليا فعن طريقهم مباشرة، وأنها تقدمت بأوراقها للجامعات إلا أن الأمر استغرق شهورًا، وكان الرد إما بالاعتذار أو أنه لا توجد شواغر.
وقامت بوصف عملها في البيع بأنه مدرسة، تتعلم فيها مهارات الإقناع ومهارات الاتصال والتسويق، وهي أشياء تعيشها لتستفيد منها في باقي حياتها، وأنه ما زال لديها أمل في الحصول على فرصة عمل تناسب مؤهلاتها، معبرة عن ثقتها بالله في أن تلك الفرصة قادمة.
واوضح التقرير ان نورة أصبحت وجها مألوفا في كورنيش الدمام، في تجربة مختلفة تماما، لكنها تبعث الأمل في روح تلك السيدة، بعد أن فشلت الغامدي في الحصول على أي فرصة وظيفية رغم جاذبية وندرة التخصص.