نشر موقع “ميدل إيست آي” البريطاني تقريرا عن هزيمة الجنرال التمرد خليفة حفتر وخسارته منطقة “الهلال النفطي” في ليبيا بعدما استولت سرايا الدفاع عن بنغازي على المنطقة وطردت قوات حفتر الجمعة الماضية, مشيراً إلى أنه في حال احتفظت تلك القوات بالمناطق التي اخذتها من حفتر فإن المفاوضات حول مستقبل البلاد ستصبح أكثر تعقيدا.
وأفادت أنه في يوم الجمعة الماضي، أعلنت مجموعة “سرايا الدفاع عن بنغازي”، وهي ذات ميول إسلامية، أنها شنت هجوما للسيطرة على المدن الساحلية بين نوفلية ورأس لانوف في الهلال النفطي في ليبيا.
وليس من الواضح حتى الآن من الذي سيفوز في المعركة من أجل الهلال النفطي، إلا أن الخلاف بين الشرق والغرب يتعمق أكثر.
وعلى النقيض من المحاولات السابقة التي أُجهضت من قبل الغارات الجوية، وفقا لتقرير الموقع، فإن هذه المرة تمكنوا من تحقيق أهدافهم، وبهذا وجه هذه المجموعة للجنرال خليفة حفتر وقوات شرق ليبيا التابعة له ومجلس النواب، البرلمان الليبي المعترف بها دوليا.
ربما كان تركيز طائرا الاستطلاع الإماراتية، صينية الصنع، على العاصمة طرابلس ومنطقة سبها في جنوب ليبيا خلال الفترة الأخيرة، ولهذا أمكن لمقاتلي سرايا الدفاع عن بنغازي التحرك وشن هجوم من دون استهداف جوي، ومن ثمَ السيطرة السبت بشكل شبه كامل على مناطق بن جواد والنوفلية والسدرة ورأس لانوف الساحلية.
وسبق لقوات حفتر أن سيطرت في سبتمبر الماضي على موانئ النفط الأربعة في شمال شرق ليبيا (الزويتينة، والبريقة، وراس لانوف، والسدرة) التي تؤمن معظم صادرات النفط الليبي، وكانت حتى سبتمبر تحت سيطرة قوة حرس المنشآت النفطية الموالية لحكومة الوفاق. وكان نجاح حفتر في السيطرة على هذه الموانئ النفطية ضربة موجعة لحكومة الوفاق الوطني الليبية، المدعومة من الأمم المتحدة.
وأُخذ المدافعون على حين غرة وانسحبوا بسرعة بعد بعض القتال الشديد. هذا في الوقت الذي كثف فيه مجلس شورى للمجاهدين في درنة، شمال شرق برقة، عملياته ضد جيش ليبيا في المنطقة.
وأفاد التقرير أن “سرايا الدفاع عن بنغازي” تحالفت مع ما تبقى من مقاتلي إبراهيم الجضران، القائد السابق في قوات حرس المنشآت النفطية الليبية، والتي منعت أي صادرات النفط من الساحل المركزي لسنوات حتى طُردت من قبل الجيش الوطني الليبي في سبتمبر الماضي..
ونتيجة لذلك، حاول قادة السرايا منذ الخريف الماضي، وبدعم من مفتي ليبيا الشيخ صادق الغرياني، تحفيز كتائب مصراتة القوية للانضمام إلى القتال. وقد نجحت هذه المرة في محاولتها، وهناك إشارة قوية إلى أن عددا من المقاتلين من “لواء المرسى” في مصراتة، صاحب الخبرة، شاركوا في الهجوم، وربما كانوا الطرف الحاسم في خطة الهجوم.
وهناك معلومات تفيد أن تعزيزات لـ”الجيش الوطني الليبي” في طريقها من غرب مدينة الزنتان إلى الهلال النفطي، وإذا تأكد هذا، فقد يصبح تورط مصراتة، بشكل أكبر، أكثر احتمالا.
كما إن تدخل مصر لا يمكن استبعاده، وفقا لتقدير الموقع، ذلك أن المصريين يستخدمون كل الوسائل لمنع الإسلاميين من توليه السلطة في شرق ليبيا.