“بلومبيرغ”: السعوديون قلقون.. جهود إيرانية مكثفة لنشر التشيع في نيجيريا
شارك الموضوع:
كشفت وكالة «بلومبيرغ» الأمريكية عن تزايد النشاط الإيراني في نشر التشيع في أفريقيا وخاصة في دولة نيجيريا، بشكل ملحوظ ولافت، لدرجة أن بعض من تشيعوا على استعداد لبذل حياتهم في سبيل إيران، وذلك وسط قلق سعودي من تلك الخطوة.
جاء ذلك في تقرير موسع للوكالة، للكاتبة «دونا أبو ناصر»، تحت عنوان «مثلما يصدر ترامب التهديدات تصنع إيران أصدقاء».
وأشار التقرير إلى أن إيران تقوم بالتوسع في بناء شبكة أصدقاء في القارة الأفريقية، في الوقت الذي يهدد «دونالد ترامب» بضربها، وهو ما يطرح أسئلة حول قدرة الولايات المتحدة على احتواء طهران.
ونقلت الوكالة عن النجار النيجيري «محمد بشير» الذي لم يزر إيران أبدا، لكنه مستعد للقتال حتى الموت دفاعا عنها، حيث قال: «لو أرادت إيران مساعدتنا فنحن مستعدون لذلك حتى بدمائنا».
وأضاف: «يجب على دونالد ترامب معرفة أن إيران لديها أتباع في أنحاء العالم كله مستعدون للدفاع عنها ضد أمريكا».
ولفت التقرير إلى أن طهران تحاول تصدير التشيع للخارج وخاصة إلى أفريقيا منذ عام 1979، حيث وصل نفوذها إلى أكبر دولة أفريقية من ناحية عدد السكان وإنتاج النفط، كما أنها تعاني من النزاع الطائفي، وإن كان معظم سكانها من السنة.
ونقل التقرير عن «بول سالم» من معهد الشرق الأوسط في واشنطن، قوله: «تقوم إيران بحملتها وحربها الدولية، وتعتقد أن الولايات المتحدة تحاول استهدافها».
وأوضح أن الإيرانيين يقومون ببناء شبكات تحت شعارات دينية، التي يمكن أن تستخدم في أي مواجهة، حيث هناك احتمال ظهور نزاع طائفي سني شيعي.
قلق سعودي
التقرير ذاته أشار إلى أن التواجد الإيراني في نيجيريا أثار قلق السعودية، تلك الدولة التي يجمعها توترا في العلاقات مع طهران واختلاف في الرؤى حول الكثير من ملفات المنطقة.
وقالت «أبو ناصر» إن وزارة الدفاع تقوم بمراقبة النشاطات الإيرانية في نيجيريا وغرب أفريقيا، لافتة إلى أن الوثائق السعودية التي سربها موقع «ويكيليكس» عام 2015، كشفت عن مخاوف سعودية من التوسع الإيراني الشيعي في أفريقيا.
ووفق التقرير، فإن اتجاه إيران لغرب أفريقيا يعد تحديا مباشرا للسعودية، منوها إلى أن التنافس بينهما أدى إلى خلق انقسامات داخل المجتمعات المحلية في نيجيريا، حيث تحاول كل دولة دعم مؤسسات ومراكز تدير مدارس، وتقومان بتقديم منح تعليمية وتدريب رجال دين في ظل تراجع أسعار النفط، الذي تعتمد عليه نيجيريا، والحرب ضد بوكو حرام، الجماعة التي تخوض حربا ضد الدولة في شمال البلاد.
ونقل التقرير عن الأكاديمي النيجيري في لندن «إيني ديلي أديدجي»، قوله: يراقب السعوديون محاولات الإيرانيين الدخول إلى نيجيريا بشكل مكثف.
وبحسب التقرير، فإنه لم يكن في نيجيريا أي شيعي عندما حصلت على الاستقلال من البريطانيين عام 1960، وكان معظم المسلمين يمارسون الصوفية دون التزام بأي طريقة، وذلك بحسب «ألكسندر تيرستون» مؤلف كتاب «السلفية في نيجيريا: الإسلام والدعوة والسياسة»، مشيرا إلى أنه عندما قام السعوديون بالاستثمار في الستينيات من القرن الماضي كانت نيجيريا إحدى الدول التي توجهوا إليها، «ولم يكونوا مدفوعين بالتنافس مع إيران».
ووفق التقرير، يبلغ عدد الشيعة الآن في نيجيريا نحو 20 مليون من 190 مليون نسمة هم إجمالي سكان البلاد، لكن السنة يقولون إن هذا الرقم مبالغ فيه، وإن العدد لا يتجاوز حتى ربع هذا الرقم.
وبين التقرير أن التشيع بدأ بنشاط طالب الجامعة «إبراهيم الزكزكي»، الذي أعجب بالثورة الإيرانية، وأراد القيام بثورة مماثلة في بلاده، وعندما لم يحدث هذا الأمر فإنه سافر إلى إيران، وتحول للتشيع في مرحلة ما، وأصبح يرتدي لباس الملالي الإيرانيين، وأنشأ الحركة الإسلامية في نيجيريا، التي تحولت إلى عربة لنشر المذهب الشيعي في التسعينيات من القرن الماضي، ثم أسس منظمة لذلك.
ولفت إلى أن الأمور تطورت، وفق «عربي 21»، عندما قتل الجيش النيجيري 300 من أتباعه، واتهمه وجماعته بمحاولة اغتيال رئيس هيئة الأركان النيجيري، واعتقل الزكزكي وعدد من أتباعه.
وأصبح لدى المنظمة، وفق التقرير، 300 مدرسة ومركز إسلامي وصحيفة ومؤسسة، كما تمتلك شبكة تشبه أنظمة الرعاية الاجتماعية التي أنشأها حزب الله في الضاحية الجنوبية في بيروت.