في واقعة تعكس حالة التوتر التي تعيشها الأوساط السياسية ومراكز القوى في إيران، وبزوغ حالة تمرد هي الأولى من نوعها ضد المرشد، شنَّ الرئيس الإيراني السابق، أحمدي نجاد هجوما عنيفا على علي خامنئي، على إثر منعه من الترشح للانتخابات مرة أخرى، ناعتا إياه بعدم الفهم ويحاول فرض رأيه على 80 مليون إيراني.
وقال نجاد، خلال إلقائه كلمة في أحد مساجد الأحواز المحتلة، وهو محاط بعدد من الأحوازيين العرب إن “الإيرانيين ثاروا على الملك ليتخلصوا من مثل هؤلاء الأشخاص، لكن جاءنا شخص آخر يقول، إن الشعب لا يفهم، ولا أحد يفهم غيري”، متابعاً: “وأنا أقول له، أنت لا تفهم، وعليك التراجع عن عنجهيتك”.
وأضاف متسائلا: “من أعطاك هذا الاختيار؟ ألست تعتبر الشعب من انتخبك؟ وإذا انتخبك الشعب فهذا يعني أنه يستطيع أن يقول الكلمة النهائية، ما هذا الاستكبار؟ وما هذا السلطان الذي تتصرف به تجاه إرادة الشعب؟”.
وعلى الرغم من أن نجاد لم يذكر اسم المرشد صراحة، وكان يتصرف كأنه يتكلم عن الرئيس الحالي، حسن روحاني، فإن الفيلم، الذي نشره على الإنترنت، تضمن صياح أحد أتباع نجاد قائلاً: “إنه يتكلم عن خامنئي”، وأيده البعض الآخر عبر التكبير، ولم يبدِ نجاد أي ردة فعل على هذا الأمر، مما يؤكد أن المرشد هو المقصود، وذلك وفقا لما نقلته جريدة “الجريدة” الكويتية .
ويرى محللون أن موقف نجاد هذا يعكس تخوف أتباعه من حذف مرشحيهم في الانتخابات المقبلة لرئاسة الجمهورية ومجالس البلدية، حيث أنه على الرغم من أنهم أعلنوا دعمهم لترشيح حميد رضا بقائي، النائب التنفيذي السابق لنجاد للرئاسة، فإنهم كانوا يأملون تغيير موقف خامنئي تجاه ترشح نجاد والسماح له بالترشح، إذ إن بقائي ليس لديه كاريزما نجاد بين عامة الشعب. ولكن يبدو أن المرشد لم يغير موقفه من ترشحه، في حين لم يوقف نجاد حملاته الانتخابية حتى الآن.
يشار إلى أن أحمدي نجاد كان قد هدد في كلمة له الأسبوع الماضي، بنشر وثائق ضد عدد كبير من كبار المسؤولين في البلاد، إذا أقصى مجلس صيانة الدستور بقائي من الترشح.