جيروزاليم بوست: هذه أسرار المصالح السعودية الصينية المشتركة

By Published On: 26 مارس، 2017

شارك الموضوع:

قالت صحيفة جيروزاليم بوست إن الزيارة الأخيرة التي قام بها الملك سلمان بن عبد العزيز إلى الصين تشير لتغيير الاتجاهات الاستراتيجية في بنية الأمن في الشرق الأوسط وآسيا، حيث تتجلى أهمية اجتماعات العاهل السعودي مع الرئيس الصيني شي جين بينغ ومسؤولين كبار آخرين إلى حد بعيد مع ما قيمته 65 مليار دولار من الصفقات الاقتصادية والتجارية الموقعة بين الرياض وبكين.

 

كما أكدت هذه الزيارة الشراكة الاستراتيجية الوليدة التى تتطور بين الصين والمملكة العربية السعودية حيث تسعى بكين إلى تعزيز الاستقرار على طول الطرق التجارية لطريق الحرير البحرى في القرن الحادى والعشرين الذى يهدده العنف المتصاعد من المتمردين المدعومين من إيران فى اليمن.

 

وأضافت الصحيفة الإسرائيلية في تقرير ترجمته وطن أنه على الرغم من أن اليوم الأول من زيارة العاهل السعودي، 16 مارس 2017، حمل حديثا عن صفقات قيمتها 65 مليار دولار، إلا أنه كان لزيارة الملك سلمان لبكين أشياء كثيرة جديرة بالملاحظة حقا لتعزيز الشراكة الاستراتيجية التي أقيمت بين الصين والمملكة العربية السعودية خلال زيارة شي جين بينغ في يناير 2016 إلى الرياض.

 

ولفتت جيروزاليم بوست إلى أنه قبل ثلاثة أيام من زيارة العاهل السعودي، قالت وزارة الخارجية الصينية: نحن مستعدون لاغتنام زيارة الملك سلمان كفرصة لتعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين والسعودية، وقد رد الملك سلمان بإعلانه فى بكين أن السعودية مستعدة للعمل بجد مع الصين لتعزيز السلام والأمن والازدهار على المستويين العالمى والإقليمى.

 

وذكرت الصحيفة أن المصالح المتزايدة بين السعودية والصين تستهدف إنشاء طريق الحرير البحري وهو ممر تجاري تجاري بين الصين وأوروبا يتألف من سلسلة من منشآت الموانئ التي تمتد إلى الغرب ومن ثم عبر البحر الأحمر وقناة السويس إلى ميناء بيريوس المملوك للصين الآن على ساحل البحر الأبيض المتوسط ​​في اليونان بعد أن استثمرت بكين بشكل كبير في بيريوس لتحويلها إلى واحدة من أحدث موانئ الحاويات في العالم، حيث تمتلك وتدير الآن أحد الموانئ الرئيسية للاتحاد الأوروبي كنقطة انطلاق رئيسية لدخول السلع الصينية الأسواق الأوروبية.

 

وإحدى أكبر التهديدات للمصالح الاقتصادية للصين في الحفاظ على تدفق موثوق به وفعال من حيث التكلفة للتجارة هي إيران. وبوجه عام تحافظ بكين على توازن دقيق بين علاقاتها مع إيران وعلاقاتها مع السعودية، وفي يناير 2016، زار شي جين بينغ كلا من الرياض وطهران، حيث وافق هو ونظيره الإيراني على برنامج مدته 10 سنوات لزيادة التجارة الثنائية الصينية الإيرانية إلى 600 مليار دولار. ومع ذلك، فإن جهود طهران لتوسيع نطاق نفوذها إلى ممر خليج عدن بالبحر الأحمر من خلال حربها بالوكالة ضد السعودية في اليمن والقرن الأفريقي تمثل تعطيلا لمجال الأمن البحري الذي لا يمكن أن تتحمله الصين. كما في يناير 2016، أعلنت بكين دعمها للجهود التي تبذلها اليمن لهزيمة المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران.

 

وبعد أسبوعين من إعلان دعم بكين للحكومة اليمنية، هاجم المتمردون الحوثيون الذين تم تزويدهم بالتكنولوجيا الإيرانية فرقاطة سعودية بقارب هجومي، كما واصلت إيران تصعيد دعمها للمتمردين الحوثيين مع توفير تكنولوجيا أسلحة أكثر تطورا بما في ذلك نقل الطائرات بدون طيار الإيرانية والصواريخ المضادة للسفن. واستجابة للتهديدات البحرية، تقوم الصين ببناء أول قاعدة خارجية لها في جيبوتي، والتي تمتد استراتيجيا على خليج عدن والبحر الأحمر على الشاطئ المقابل لليمن في مضيق باب المندب.

 

وقبل زيارة شي جين بينغ في يناير 2016 إلى المملكة العربية السعودية، قطعت جيبوتي رسميا العلاقات الدبلوماسية مع طهران ثم وقعت اتفاق تعاون أمني مع الرياض. وتقوم المملكة العربية السعودية حاليا بوضع اللمسات الأخيرة على الترتيبات مع جيبوتي لإنشاء قاعدة سعودية بالإضافة إلى القاعدة البحرية الصينية التي ستتمكن من استيعاب 10 آلاف فرد.

 

وتعتبر الاتفاقية الصينية السعودية للتعاون فى تصنيع الطائرات بدون طيار التى وقعت خلال زيارة الملك سلمان لبكين دليلا آخر على أن البلدين يتطلعان إلى تعاونهما الاستراتيجي لاحتواء الأنشطة الإيرانية فى ممر خليج عدن، كما أن قبول الصين للتدخلات السعودية في ممر حيوي واحتضان المملكة العربية السعودية للصين كشريك أمني محتمل يشير إلى تحول في هيكل الأمن في الشرق الأوسط وآسيا.

 

واختتمت جيروزاليم بوست أنه من المرجح أن يؤدي أي تصعيد آخر لحروب إيران بالوكالة في خليج عدن إلى دفع بكين والرياض إلى إقامة شراكة معا كشركاء استراتيجيين للأمن البحري.

شارك هذا الموضوع

Leave A Comment