مع بداية جولة وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس الشرق أوسطية، كشفت وسائل إعلام أمريكية عن خطة للرئيس الأمريكي سيجري تنفيذها في سوريا وتتكون من أربع مراحل تنتهي بإزاحة رئيس النظام السوري بشار الأسد.
وكشف مصدر أمريكي مسؤول، لم يذكر اسمه أن ملامح خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المقبلة في سوريا، ستعتمد نظامًا قريبًا من الفيدرالية، مع إزاحة اﻷسد عن السلطة والقضاء على تنظيم الدولةـ وذلك وفقا لما نقلته وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية.
وقالت الوكالة إن وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس حاليًّا دولًا بالمنطقة منها المملكة العربية السعودية ومصر وقطر لإطلاعها على خطة ترامب واستراتيجيته.
ونقلت الوكالة أن ” ترامب” قد قال للرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مكالمة هاتفية، الثلاثاء، إنه لن يستطيع البقاء صامتًا أكثر تجاه هجمات النظام السوري، مؤكدًا أن الولايات المتحدة ستكون على تعاون وثيق مع تركيا في ملفات سوريا والعراق و”مكافحة الإرهاب”و، مستدلة ايضا بما قاله زير الخارجية البريطاني: إن ترامب أوضح أن زمن السلبية تجاه همجية الأسد قد ولّى للأبد.
تفاصيل خطة ترامب
تتوزع خطة ترامب بحسب الوكالة على 4 مراحل للتسوية في سوريا، أولها القضاء على “تنظيم الدولة”، وثانيها بناء مناطق استقرار مؤقتة، من خلال المساعدة في عقد اتفاقات هدنة بين نظام الأسد والفصائل الثورية.
ويسهم نظام الأسد في إنشاء هذه المناطق، وفي هذه الحالة يمكن لطائرات الولايات المتحدة وحلفائها التحليق فوق هذه المناطق دون المخاطرة بالاصطدام مع سلاح الجو التابع للنظام.
وتضيف الوكالة: في هذه المرحلة، ترغب الولايات المتحدة أن تعود السلطات المحلية إلى العمل، في نظام قريب إلى الفيدرالية، بمعنى أن في المناطق ذات الغالبية السنية يجب أن تدار من قِبل شخصيات سنية، والمناطق الكردية من قِبل شخصيات كردية وهكذا، على أن تدار البلاد في هذه الفترة بواسطة حكومة مؤقتة.
مصير اﻷسد
ويندرج مصير بشار اﻷسد كمرحلة ثالثة في الخطة الأمريكية، وتتضمن “الفترة الانتقالية”، وخلالها يجب على الأسد، وفقاً للخطة الأمريكية، أن يتخلى عن السلطة، وفي حال رفض التنحي طوعًا يجب إما منعه من المشاركة في الانتخابات أو عن طريق تهديده بالملاحقة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب.
وتعتقد واشنطن أن الأسد قد يوافق على ترك السلطة ومغادرة البلاد إلى روسيا أو إيران مع ضمان عدم ملاحقته لاحقًا، ولكن البيت الأبيض لا يستبعد كذلك احتمال الإطاحة بالأسد وقتله من قِبل خصومه، بحسب المصادر.
وكشفت “أسوشيتد برس” أن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون أبلغ الجانب الروسي خلال زيارته لموسكو أن بلاده تفضل خيار رحيل الأسد طوعًا، وهو ما نفاه السكرتير الصحافي للرئيس الروسي ديميتري بيسكوف.
مرحلة ما بعد اﻷسد
تتعلق المرحلة الرابعة بتنظيم الحياة في سوريا، بعد انتهاء الفترة الانتقالية، وتنظيم الوجود العسكري الروسي داخل سوريا، وتعتقد الولايات المتحدة ورغم الخلاف مع روسيا أن التعاون معها مهم جدًّا من أجل وقف الحرب في سوريا؛ وذلك لأن التأثير الروسي هناك ضخم للغاية.
وأشارت الوكالة إلى أن الولايات المتحدة ستحاول إغراء روسيا للمشاركة في تنفيذ الخطة الأمريكية، حيث من المقرر أن تعرض واشنطن على موسكو إبقاء القاعدتين الروسيتين: البحرية في طرطوس والجوية في حميميم في سوريا.
وكان وزير الخارجية اﻷمريكي ريكس تيلرسون قد عبّر عن اعتقاده أن عهد عائلة اﻷسد في سوريا قد شارف على نهايته، بعد الضربة الكيماوية على خان شيخون، وأتى ذلك التصريح مناقضًا لتصريح سابق له قال فيه: إن إزاحة اﻷسد ليست من أولويات واشنطن في سوريا.