كيف تحول تلغرام إلى لاعب رئيسي في الانتخابات الرئاسية الإيرانية

قد نشرت المصادر الإعلامية والخبراء السياسيون أخبارا مختلفة تخص الاجتماعات الأمنية التي تهدف إلى مناقشة إمكانية استغلال التلغرام وطاقاته في الانتخابات الرئاسية الإيرانية.

وفي هذا الصدد قد نشر الباحث الإسرائيلي شمي شالو “Chemi Shalev” مقالا في صحيفة هاآرتس ضمنه معلومات لافتة عن مساعي الأجهزة الاستخباراتية العالمية بما فيها سي آي ايه و الموساد لاستغلال ما يوفر تلغرام من الإمكانيات في الانتخابات الرئاسية القادمة في إيران كما قد أكد شالو أنه قد بذل بضعة شهور لجمع المعلومات اللازمة بهذا الشأن.

وبناء على هذا التقرير قد قدر الرئيس التنفيذي لشركة تلغرام “بافل دوروف” عدد مستخدمي تلغرام في إيران بين 25 مليون مستخدم ناشط يوميا و40 مليون مستخدم يجولون في ساحته شهريا كما أن هولاء المستخدمين قد لعبوا دورا لا يستهان به في فوز الإصلاحيين في اقتراع جرى بشأن الفوز على المقاعد البرلمانية في العام الماضي والذي حسم فيه الإصلاحيون نتيجة الاقتراع لصالحهم في كثير من المدن الإيرانية بما فيها العاصمة طهران.

ويرى كاتب المقال أن الخلافات بشأن السماح بتلغرام كنظام التراسل الفوري في المجتمع الإيراني أو حظره كان على قدم وساق منذ تواجد هذه الظاهرة في المجتمع الإيراني حيث أن السلطة القضائية والمتشددون أكدوا على ضرورة حظره وذلك في موقف يتعارض رأي حكومة روحاني والتي تعتبر نفسها مدافعة تذود عن النشاط الحر في شبكات التواصل الاجتماعي ما أدي إلى سجال قانوني ومشادة كلامية بين هذين التيارين المتعارضين وفي آخر مستجدات هذا الخلاف نجح المحافظون في الحيلولة دون استمرار إمكانية الاتصال الصوتي الذي دشنه تلغرام قبل قليل. هذا التوغل الواسع للتلغرام في المجتمع الإيراني شجع الأجهزة الإستخباراتية باستغلال هذه الطاقة الغالية وإدراجها ضمن جدول أعمالها المخابراتية.

وفي السياق نشرت غارديان في فورية 2016 مقالا ينوه بمكانة تلغرام الممتازة في المجتمع الإيراني الذي لا يزال يفقتر إلى تغييرات جذرية فيه. كما أن تايمز اوف إسرائيل نشرت خبرا في فوريه 2017 قد كشفت فيها عن اجتماعات جمعت كلا من الجيش الإسرائيلي ومالكي شركة ديجيتال فورترس باعتبارهم مالكي تلغرام وذلك لمناقشة السبل المتاحة للتأثير على الانتخابات الإيرانية القادمة إلا أن الصحيفة اضطرت لاحقا من حذف هذا الخبر. هذا وكلما اقتربنا من الانتخابات الرئاسية في إيران كلما تنشر المصادر الإعلامية المزيد من الأخبار بشأن الاجتماعات الأمنية المنعقدة في تركيا وماليزيا.

وحسب شمي شالو قد تمكن الموساد من توسيع نشاطه في تركيا كدولة جارة لإيران والتي تستضيف شرائح مختلفة من المواطنين الإيرانيين بمافيهم العناصر المعارضة للنظام كما أن جهاز الاستخبارات التركي (إم آي تي) قد وفرت الأرضية الصالحة للموساد حتى يتمكن الأخير من عقد اجتماعاته مع المواطنين الإيرانيين وجني المعلومات التي قد تكون مفيدة في معركة تخوضها إسرائيل لمواجهة النظام الإيراني.

ووفقا للتقرير قد فاز الموساد بعقد لقاءات مع عدد من مديري حسابات التلغرام حيث قد وعدهم بمكافأة مالية ضخمة حال التزام هذه الحسابات بتعليمات يصدره الموساد بشأن كيفية السلوك الإعلامي في الانتخابات الرئاسية القادمة.

هذا وماليزيا باعتبارها دولة تستقبل جمعا غفيرا من الإيرانيين قد شهدت اجتماعا سريا بين ضابط من الموساد وعنصر أمني أمريكي وبعض القائمين على وسائل الإعلام بما فيهم بابك إجلالي وروح الله زم كمديري حساب سياسي يتابعه في تلغرام جمهور ضخم من المواطنين الإيرانيين حيث تمت في الاجتماع مناقشة الآليات المتاحة لتوظيف طاقات تلغرام في الانتخابات الرئاسية القادمة.

وحسب الكاتب لا بد أن نتحلى بالصبر حتى نكشف هل يمكن لتلغرام أن يظهر كلاعب رئيسي في الانتخابات الإيرانية؟ هذا سؤال يتطلب الرد عليه مضي أيام ستتحفنا بأخبار جديدة.

مما سبق يمكننا الاستنتاج أن الانتخابات الرئاسية الإيرانية ستكون من التطورات المفصلية التي ستشهدها الشرق الأوسط في الأسابيع القادمة فمن ثم تتابعها ببالغ الحساسية الدول العظمى والسلطات العربية والإسرائيلية عن كثب حتى يتسنى لها التأثير في الناخبين الإيرانيين. هذا وكون الإنتخابات الإيرانية كظاهرة غير خاضعة للتوقعات المسبوقة تشجع جميع الدول المعنية بالاهتمام بحصد النتائج المرغوبة فيها وتحليل هذا الباحث الإسرائيلي لا بد أن ينظر إليه في إطار هذا السياق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى