قال مصدر رفيع المستوى في وزارة الشؤون الخارجية الإسرائيلية إن الولايات المتحدة تحاول خلال الأيام الأخيرة التقريب بين المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين، مؤكدا أن احتمالات طرح مبادرة دبلوماسية من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجري الآن تزامنا مع زيارة الرئيس الأمريكي المرتقبة إلى إسرائيل.
وأضاف موقع المونيتور في تقرير ترجمته وطن أن هذه الاتصالات أولية حتى الآن، موضحا أن مصادر أمريكية أكدت لنظرائهم الإسرائيليين أنهم لم يتوصلوا بعد لأي قرار، وأن الفريق المسؤول عن هذه الاستراتيجية أمناء الدولة والدفاع ومجلس الأمن القومي والاستشاريين جاريد كوشنر وجيسون غرينبلات.
ولفت الموقع الأمريكي إلى أنه بحسب مصدر إسرائيلي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته اعترف كبار المسؤولين الحكوميين الأمريكيين علنا أنه في أي حال سوف يؤخذ بعين الاعتبار الاحتياجات الأمنية لإسرائيل، مضيفا أن مسؤولا في وزارة الخارجية الإسرائيلية انزعج من طلب سماع موقف إسرائيل بشأن إمكانية تبنى أجزاء من مبادرة السلام العربية 2002 .
واعتبر المونيتور تبني ترامب لأجزاء من المبادرة العربية يأتي نتيجة التأثر بتصريحات بعض الحكام العرب، بمن فيهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي أعلن قبل كل شيء، تقريبا نفس الكلمات، وأن مبادرة السلام العربية هي الأساس الوحيد الذي يمكنه تحقيق التقدم الإقليمي في القضية الفلسطينية.
وأكد خبير مخضرم في شؤون الشرق الأوسط أن فريق واشنطن المعني بالشرق الأوسط نصح ترامب بالاهتمام بثلاث قضايا إقليمية هي القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية، والتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بسوريا بما يتضمن رحيل بشار الأسد، وتحقيق اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
ووفقا لموقع المونيتور، فإن الحكومة الأمريكية ترغب في التعاون مع تحالف من الدول العربية المعتدلة يضم مصر والأردن والمملكة العربية السعودية حول القضايا الثلاث السابقة لتحقيق السلام وإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وقال محامي رئيس الوزراء الإسرائيلي يتسحاق مولخو إن هناك مزيد من العراقيل أمام تحقيق التقدم في هذه الملفات أبرزها القدرة السياسية على تحقيق تقدم حقيقي بشأن المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، فضلا عن الضعف السياسي للرئيس محمود عباس، مؤكدا أنه على الرغم من ذلك ينوي ترامب المضي قدما في هذه المسألة مع قادة الدول العربية.
وقال مصدر مسؤول في منظمة التحرير الفلسطينية مقرب من الرئيس عباس إن المحادثات بين عباس وترامب في الأسابيع القليلة المقبلة، سوف تتضمن تفسيرا للمبادرة العربية للسلام، وسوف يتم خلال اللقاء تسليط الضوء على ثلاثة جوانب رئيسية، حيث أنه بالنسبة لعباس لابد من وضع حد للدولة الفلسطينية طبقا لحدود عام 1967، وإجراء تبادل للأراضي، ويجب أن تكون القدس الشرقية عاصمة لفلسطين، فضلا عن إيجاد حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين. كما أن عباس مستعد للعمل من أجل تعزيز تطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية.
وقال مستشار بارز في فريق ترامب بواشنطن إن الحكومة الأمريكية في المستقبل القريب ستعمل على تبني أجزاء من مبادرة السلام العربية كأساس لعملية السلام في المنطقة، والفكرة في ذلك تحقيق هدفين متوازيين، هما التفاوض الثنائي المباشر بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والبدء الفوري في عملية تطبيع العلاقات بين الفلسطينيين ومصر والأردن والسعودية والمغرب، الأمر الذي سيؤدي إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل تدريجيا، دون انتظار لتنفيذ الاتفاق على الوضع النهائي.
وعلى الجانب الإسرائيلي، أكدت وزارة الخارجية أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو سيخبر الرئيس الأمريكي ترامب بالرد النهائي على الخطة المطروحة حول مبادرة السلام العربية خلال الزيارة الأمريكية المرتقبة لإسرائيل.