السعودية تخطط وراء الكواليس لنقل عناصر داعش من الموصل إلى أفغانستان
في الآونة الأخيرة، ازداد نشاط الإرهابيين الذين ينتمون إلى تنظيم داعش الإرهابي في الأراضي الأفغانية وقد يستخدم داعش أفغانستان لتوسيع نفوذه في جمهوريات آسيا الوسطى ورابطة الدول المستقلة وشمال الصين.
وهذا هو أمر يؤدى إلى إثارة القلق بين الشعب في أفغانستان ويزيد من مخاوف نشوء حرب جديدة في أفغانستان التي تعاني من الفوضى. ومن جهة أخرى، إن تواجد عناصر تنظيم داعش في شمال أفغانستان يمس مصالح روسيا التي تضم على القضايا الأمنية. هذه المصالح يمكن تحديدها برغبة روسيا بمنع وصول الارهاب إلى الحدود الروسية. أي أن خطر الحرب وتمركز عناصر داعش، والحروب الأهلية في المنطقة والهجمات الإرهابية يمكن أن تكون مصدر قلق لروسيا، لأن حدود الجمهوريات السوفيتية السابقة ليست محمية بشكل جيد، وانتشار الأفكار المتطرفة وخاصة في آسيا الوسطى والقوقاز يجعل روسيا عرضة للخطر.
ولكن بما أن تنظيم داعش الإرهابي على أعتاب الانهيار في الموصل وسوريا، فيحاول بعض الدول مثل السعودية وتركيا نقل عناصر تنظيم داعش إلى شمال أفغانستان خوفا من تسربها إلى بلادهم.
هذا وقد نشر موقع اوكو بلنت الروسي (oko planet) تقريرا يفيد على أن بعد زيارة قام بها قبل شهر المستشار بالديوان الملكي الدكتور عبدالله بن عبد العزیز بن محمد الربيعة لإقليم كردستان والتقائه بمسعود البارزاني انعقد اجتماع مشترك حضره كل من القنصل العام السعودي في اربيل عبد المنعم عبد الرحمن محمود بالإضافة إلى مستشار مجلس الأمن الكردستاني مسرور البارزاني، ووكيل وزارة الدفاع الباكستانية اللواء المتقاعد ضمير الحسن شاه، ونائب رئيس الاستخبارات العامة السعودية اللواء الركن أحمد حسن عسيري.
وكانت مهمة هذا الاجتماع، الذي عقد مساء الثلاثاء المصادف 2017/5/2 في مبنى مجلس الأمن الوطني الكردستاني، مناقشة خطة نقل عناصر داعش من الموصل إلى شمال أفغانستان بالتعاون مع أجهزة الأمن الباكستانية والكردستانية والسعودية. وبناءً على ما تم الاتفاق عليه في هذا الاجتماع سيتم نقل 1800 عنصر داعشي من الموصل إلى شمال أفغانستان إما عبر مطار أربيل الدولي إلى باكستان أو بشكل غير شرعي وتهريبهم عبر الحدود الإيرانية. وفي إطار ذلك، منحت السعودية 80 مليون دولار لحكومة كردستان إزاء نقل هذا العدد من الدواعش إلى شمال أفغانستان.
ومن الجدير بالذكر أن الخبراء السياسيون والأمنيون يتفقون على أن السعودية عقدت اجتماعات مماثلة أخرى مع كبار مسؤولي الإقليم خلال شهرين منصرمين لنقل عناصر داعش إلى أفغانستان، وليبيا، والدول الإفريقية الأخرى.
مما سبق يمكننا الاستنتاج أن التواجد الملحوظ لأعداد الأعضاء التابعة لتنظيم داعش الإرهابي في شمال أفغانستان یشکل تهدیدا حقيقيا لآسیا الوسطی وروسیا. حيث إن التنظيم قد تقوم بنشر نشاطاتها في أوروبا وروسيا وجنوب شرق آسيا وأنها قد تستخدم أفغانستان لاختراق بلدان رابطة الدول المستقلة وشمال الصين.