“ذا هيل”: السيسي مثل شاه إيران تماما.. يمتطي نمرا شرسا وعلى ترامب مساعدته على ترويضه
شارك الموضوع:
أكد موقع “ذا هيل” الأمريكي أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حصل خلال زيارته الأخيرة لواشنطن، على العناق الكبير الذي احتاج إليه بعد تعامل إدارة أوباما معه كرئيس دولة منبوذ بعد استيلائه على السلطة في انقلاب ضد الرئيس محمد مرسي الذي ينتمي إلى الإخوان المسلمين، لكن اليوم يُحتضن السيسي بحرارة في واشنطن وقال الرئيس ترامب عنه أنه رجل رائع.
وأضاف الموقع الأمريكي في تقرير ترجمته وطن أنه يجب أن ينظر إلى مصر من منظور الديكتاتوريات والمعايير المزدوجة، فعندما يكون الاختيار بين النظام الاستبدادي غير الأيديولوجي والنظام الأيديولوجي الشمولي يتم اختيار الأول، وغالبا ما يكون هذا أفضل لمصالح أمريكا، ومع مرور الوقت من المرجح أن تحسن حقوق الإنسان وتسمح بإصلاحات ديمقراطية.
هذه هي مصر السيسي باختصار، وتأكدت صورتها بشكل رهيب بعد الهجوم الإرهابي ضد الأقلية المسيحية القبطية في البلاد الذي أسفر مؤخرا عن مقتل ما لا يقل عن 45 شخصا, وهذا الهجوم حادثة مميتة ضمن هجوم مستمر على المجتمع القبطي بدأ تحت قيادة مرسي، وزاد بعد الإطاحة به.
وعلى الرغم من أن الأقباط أهداف شعبية للعنف، إلا أن الإخوان وأقاربهم الأيديولوجيين يهددون ليس فقط الأقباط، بل كل المصريين الذين يرفضون الإسلاموية المتطرفة.. وفي الواقع فإن وجود السيسي جزء كبير منه بسبب الخوف من جماعة الإخوان المسلمين، ومع ذلك يلجأ السيسي إلى الكثير من التكتيكات الحاكمة مثل مخاطر سلفه التي تغذي نفس النوع من الاستياء المناهض للدولة الذي مكن الإخوان من تولي المسؤولية في المقام الأول.
ومهما كانت حكمة إعلانه حالة الطوارئ في أعقاب الهجوم الأخير، فإنها تعيد إلى الذهن حالة الطوارئ المستمرة التي ظلت قائمة لأكثر من ثلاثة عقود من قبل الرئيس السابق حسني مبارك. ولكن ردود الفعل كانت مختلطة، فكتبت جماعات حقوق الإنسان اليسارية تعلن عن رفضها لها، في حين أن الأقباط الذين يؤيدون عموما السيسي قالوا إن حالة الطوارئ غير كافية لحمايتهم.
وبينما السيسي لا يستطيع تحمل نفور الأقباط، فإنه يخاطر بإبعاد المؤيدين الآخرين وتزايد أعداد خصومه إذا دافع عن الأقباط بقوة، خاصة وأنه يشكل الأقباط ما يقرب من 10 في المئة من عدد سكان مصر، وفي حين أن السيسي قدم دعما رمزيا لم يسبق له مثيل للأقباط، لكن تكتيكات السيسي الثقيلة قد تضر أيضا باقتصاد مصر المضطرب بالفعل، ويعرف السيسي ذلك، وقال لوفد من الكونغرس الأمريكي من الحزبين الجمهوري والديمقراطي إن الهدف من الهجوم هو الإضرار بالاقتصاد المصري وإلحاق الضرر بالعلاقات بين المسلمين والمسيحيين.
ومع ذلك، هناك سبب للأمل، حيث يعمل الأقباط من أجل المصالحة، وحظوا بإعجاب شخصيات إعلامية مصرية كثيرة لغفرانهم ما حدث وعدم إغفالهم العلاقات تجاه جيرانهم المسلمين. وبالإضافة إلى ذلك، وبعد الإصلاحات النقدية والسياسة الضريبية، من المتوقع أن ينمو الاقتصاد المصري بنسبة 4٪.
ومثل شاه إيران، يجد السيسي نفسه يركب نمر وغير قادر على النزول من دون أن يؤكل، وعليها أن يقتل النمر أو يموت، لذا يجب على أمريكا مساعدته في هزيمة الإسلام الراديكالي، لا سيما وأن السيسي يحمي الأقليات الدينية والمعتدلين الذين يصرون على مقاومة الجهاديين، ويؤيد العلاقات الودية مع إسرائيل، ويدعم بشكل عام مصالح أمريكا في المنطقة، ويجب على إدارة ترامب أن تغتنم هذه الفرصة لزيادة المساعدات العسكرية والاقتصادية لمصر.
وبالإضافة إلى ذلك، يجب أن تُعلن جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية وأن تنظر أمريكا في لعب دور عسكري مباشر في تدمير داعش بشبه جزيرة سيناء. وتشير تصريحات السيسي السابقة إلى أنه يريد بناء مصر عادلة وديمقراطية، وهذا يبدأ بهزيمة التطرف، والشراكة معه تعطي لأمريكا قدرا أكبر من النفوذ، كما أنه أدى احتضان ترامب للسيسي إلى إطلاق سراح العديد من الأمريكيين المسجونين بشكل غير عادل، ولكن يجب ألا ننسى أبدا أن أقوى المعارضين السياسيين للسيسي ليسوا من الليبراليين، بل هم أيديولوجيين راديكاليين مستعدين لارتكاب فظائع لا توصف في محاولة لإعادة تشكيل مصر.