أكد رئيس وزراء ماليزيا الأسبق مهاتير محمد أن هناك مجموعة من القواسم المشتركة بين سلطنة عمان وماليزيا، علاوةً على التباينات بينهما، في كلمة له اليوم تناولت “نمو فرص الشركات التجارية والاستثمارية في ظل الركود الاقتصادي” في ملتقى الدقم الاقتصادي، الذي أقيم في العاصمة مسقط.
وشدد “محمد” على أن “سلطنة عمان يجب أن تبقى آمنة وهادئة لأن تغيير الحكومات قد يؤدي إلى خطورة واحتمالات غير متوقعة وليست مثالية”.
وتابع في كلمته: “رغم التباينات مع عُمان إلا أن هناك جوانب مشتركة يمكن الاستفادة منها في تجربتنا الماليزية”، موضحا أن السلطنة “سكانها قليل وتنتج كمية ضخمة من البترول، هذه ثروة اقتصادية كبيرة، بينما ماليزيا تنتج كمية أقل من البترول مع عدد ضخم من السكان يصل لـ30 مليون نسمة لذا اتجهنا للتنويع الاقتصادي”.
وأضاف: “ماليزيا ليست دولة جاذبة سياحية، أما في عُمان لديكم الكثير من القصور والقلاع”، وتابع: “ماليزيا دولة عالية الرطوبة وليست دولة حارة مثل عُمان، لذا عليكم استثمار الحرارة بدل أن تكون مشكلة”.
وبين مهاتير محمد أن “عُمان لا تملك أراضي زراعية واسعة مثل ماليزيا ولكن تملك مناطق صخرية وشواطيء جميلة جدا وتفوقنا كثيرا”، وتابع: “نحن نربي الروبيان على الشواطيء الرملية الموحلة لذلك نحاول استثمار كل شيء في ماليزيا”.
وعن التجربة الماليزية، قال: “قمنا بإرسال طلبتنا وعمالنا إلى دول الغرب من أجل الاستفادة وأخذ الخبرات، ونحن نؤمن أن لكل دولة تجربتها الخاصة ، وأول ما عانينا منه هو انتشار البطالة وكيفية إيجاد الوظائف”.
وأوضح: “الزراعة كانت فرصة كبيرة لدينا من أجل إيجاد نمو اقتصادي، لذلك من بعد الاستقلال قمنا بفتح الأراضي والغابات لزرعها، في البداية استثمرنا الغابات من أجل توفير المطاط الطبيعي للطلب العالي عليه لذا قمنا بحل جزء من مشكلة البطالة”.
وأكد: “مع قلة خبرتنا في الصناعات التحويلية إلا أننا قررنا أن لا نكون وطنيين زيادة عن اللزوم وفتحنا المجال للشركات الأجنبية، وجاءت الشركات الأجنبية بتقنياتها وكذلك برؤوس الأموال والتي ساعدت في تطوير مهارات المواطنين”.
وبشأن الاستفادة من التجارب العالمية، قال: “نحن استفدنا من تجربة البرازيل في المطاط ونقلنا التجربة وطورناها على عكس البرازيل التي لم تطور تجربتها، ووضعنا بدل أشجار المطاط أشجار النخيل من أجل زيت النخيل لتراجع تجارة المطاط ، لذلك العالم والطلب الاقتصادي يتغير”.
وشدد على أن ماليزيا توجهت نحو “الاستثمار الأجنبي في المجال الصناعي، ولأجل تطوير المهارات ركزنا على التعليم وأنفقنا 25 % من الموازنه لأجله، وقررنا جعل التعليم صناعة ومصدر دخل للدولة وبنينا العديد من المدارس والجامعات ولدينا أكثر من 100 ألف طالب أجنبي”، مشيرا أن “استقرار ماليزيا ساهم في تحقيق النمو الاقتصادي وتجاوز الإمبريالية الغربية”.