الدولارات السعودية تجرّ الجيش الباكستاني ومحمد نواز شريف إلى التحالف مع السعودية

رغم أن باكستان تعتبر أهم الدول غير العربية المشاركة في التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب إلا أنها وافقت على قيادة قوات التحالف عقب التهديدات والانذارات التي وجهتها قوات الأمن السعودية نحوها.

عندما فشلت الحوافز المالية السعودية التي تشجع قائد الجيش الباكستاني الجديد على تعيين الجنرال رحيل شريف قائدا لقوات التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب، اجتازت السعودية عددا من الخطوات لإخضاع الجيش الباكستاني للموافقة على هذه القيادة.

في الخطوة الأولى كشفت السعودية عن قضية انتماء قائد الجيش الباكستاني الجديد قمر جاويد باجوا إلى القاديانية للضغط عليه وذلك بواسطة مولانا ساجد مير زعيم جماعة أهل الحديث ومن أنصار المملكة العربية السعودية في باكستان.

ونفذت السعودية في خطوتها الثانية عددا من التفجيرات في عدة مناطق من باكستان بما في ذلك كويتا وبيشاور بواسطة القوي الطائفية الباكستانية التي تنتمي إلى السعودية وذلك للضغط على قمر جاويد باجوا، القائد الجديد للجيش الباكستاني.

ونفذت الخطوة الأخيرة عندما طالبت من الحكومة الباكستانية أن تختار رحيل شريف قائدا للتحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب وأن توفر إمكانية تعاونه مع التحالف الذي تقوده السعودية. وفعلا هذه المبادرة تعتبر بمثابة الإنذار الأخير الذي وجهته السعودية نحو المسؤولين الباكستانيين.

وفي أعقاب هذه الأحداث اجتمع القائد الجديد للجيش الباكستاني مع مسؤولين عسكريين باكستانيين في منتصف شهر مارس 2017 لدراسة هذه القضية في مدينة راولبندي. وفي الاجتماع قال الجنرال قمر باجوا خطابا إلى قادة الجيش الباكستاني: إن التملص من الخضوع أمام مطالب السعودية سيؤدي إلى انعدام الأمن والتفجيرات في بيشاور، وكويته، ولاهور لا سيما عندما تحتاج باكستان إلى استتاب الأمن والاستقرار لضمان استمرار توسيع الاستثمارات. كما قال المحلل العسكري المتقاعد اللواء إعجاز عوان يوم السبت المصادف 25 مارس 2017 في مقابلة مع صحيفة داون (Dawn) الباكستانية: “تمت الموافقة على تعيين الجنرال رحيل شريف قائدا لقوات التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب بعد مفاوضات جرت بين السعودية وباكستان”.

وفي ظل موافقة الجيش الباكستاني على تعيين الجنرال رحيل شريف قائدا لقوات التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب أعرب بعض القادة الطائفيين مثل مولانا أحمد لديانوي عن رغبتهم إلى التخلي عن الكفاح المسلح والطائفية في باكستان  وكذلك تم إحباط الهجمات الإرهابية التي كانت من المتوقع أن تحدث في لاهور من قبل الإرهابي نورين لغازي، وتمّ القبض على إرهابي ينتمي إلى تنظيم داعش في بيشاور، كما قتل بعض عناصر داعش في اشتباكات جرت بينهم وقوات الجيش الباكستاني في إقليم خيبر بختونخوا الباكستاني.

وأنا بعد ستة أشهر من الدراسة الفاحصة والعميقة في التطورات الباكستانية وأسباب خضوع الجيش الباكستاني أمام مطالب السعودية، وصلتُ إلى أن رئيس الوزراء الباكستاني محمد نواز شريف في مشروعه المشترك مع سفارة المملكة العربية السعودية في اسلام آباد أغرم الجيش الباكستاني على الخضوع أمام مطالب السعودية. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو أي مكافحة استلمها محمد نواز شريف من السعودية إزاء هذه الخدمة النوعية؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى