يمارس أكثر من مليار شخص حول العالم التدخين، بحسب بيانات منظمة الصحة العالمية التي تشير إلى أن أعمار المدخنين تبدأ من 15 عاما فما فوق.
وتقول المنظمة إن التدخين يقتل حوالي 6 ملايين شخص سنويا، يعيش حوالي 80 في المئة منهم في بلدان نامية.
ولهذا السبب يبحث العلماء والأطباء عن أفضل الطرق وأسهلها لترك التدخين قبل فوات الأوان.
وغالبا ما توصل هؤلاء إلى خيارين لا ثالث لهما، الأول يدعو للإقلاع عن التدخين فجأة ومن دون خطوات تمهيدية، والثاني يدعو إلى التقليل من التدخين بشكل تدريجي حتى تركه نهائيا.
أيهما الأفضل؟
تقول الطبيبة نيكولا ليندسن هاولي من جامعة أكسفورد، والتي أشرفت على دراسة حول هذا الموضوع ونشرت في مجلة Annals of Internal Medicine إن هناك الكثير من الناس يعتقدون بأن الطريقة المثلى للإقلاع عن التدخين هي التقليص التدريجي لهذه العادة قبل الإقلاع عنها نهائيا. ولكن نتائج الدراسة أثبتت العكس تماما، وتوصلت إلى أن الإقلاع عن التدخين بطريقة مفاجئة هو الأفضل. وفق صحيفة “التايم”.
وقد بحثت هاولي مع زملائها حالة حوالي 700 مدخن في بريطانيا كانوا قد خططوا للإقلاع عن التدخين، وكانوا يدخنون على الأقل 15 سيجارة يوميا.
ووضع الجميع موعدا للإقلاع عن التدخين خلال أسبوعين، وطلب من نصفهم أن يستمروا في التدخين بشكل طبيعي حتى اليوم المحدد للإقلاع، ومن ثم يتوقفوا بشكل مفاجئ. بينما طلب من النصف الآخر التقليل من التدخين بشكل تدريجي حتى اليوم المحدد لتركهم التدخين نهائيا.
وحظي الفريقان بالمشورة السلوكية، ولاصقات النيكوتين ومنتجات علاج استبدال النيكوتين مثل العلكة ورذاذ الفم.
والطريقة التي قاس بها الباحثون النجاح تمت عبر مراقبة الامتناع عن التدخين لدى الفريقين لمدة أربعة أسابيع بعد تاريخ الإقلاع، ومن ثم مراقبتهم بعد ستة أشهر.
وكانت النتيجة هي أن الذين تركوا التدخين بشكل مفاجئ حققوا نتائج أفضل بنسبة 25 في المئة من الفريق الذي ترك التدخين بشكل تدريجي.
وبينت الدراسة أن 49 في المئة من الفريق الأول نجحوا في المهمة، مقابل 39 في المئة من الفريق الذي اتبع الطريقة التدريجية في الإقلاع عن التدخين.
وبعد مرور ستة أشهر، استمر 22 في المئة من الفريق الأول في الإقلاع عن التدخين، مقابل 15 في المئة من الفريق الثاني.
وما يثير الاهتمام في النتائج أن العدد الأكبر من المشاركين في الدراسة قالوا إنهم يرغبون في الإقلاع عن التدخين بطريقة تدريجية.