“منذ أن أصبح معروفا أن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب اختار المملكة العربية السعودية لتكون أول هدف له للسفر خارج البلاد، أظهرت المملكة المحافظة حماسا كبيرا تجاه الزيارة، ولمدة يومين تفاخر السعوديون بقرار ترامب لبدء زيارة إلى المملكة العربية السعودية، معتبرين أن هذا الأمر يعكس قوة المملكة العربية السعودية في المنطقة والعالم-كما قالت صحيفة يديعوت احرونوت الإسرائيلية.
ترامب يشرف المملكة بعد إهانة أوباما
منذ تولى ترامب الحكم، لا تخفي المملكة العربية السعودية حماستها بعد خيبة الأمل من إدارة أوباما، وقد قال ذلك علنا في الآونة الأخيرة أقوى رجل في المملكة، ابن الملك وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان عندما انتقد علنا سلوك أوباما فيما يتعلق بسوريا. ومن الجدير بالذكر أنه خلال الزيارة الأخيرة لأوباما إلى المملكة، ظهر في العام الماضي إذلال الرئيس أوباما عندما لم يكلف الملك نفسه عناء الوصول إلى المطار واستقبل الرئيس الأمريكي وأرسل أمير منطقة الرياض الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز.
ولكن خلال زيارة ترامب، الأمور تختلف فمن المفترض أن يتم عقد قمة إسلامية وأخرى خليجية مع الرئيس الأمريكي بحضور 56 من قادة الدول العربية والإسلامية في محاولة لبث رسالة سلام وتسامح وتشكيل جبهة موحدة ضد التطرف والإرهاب. ومن المتوقع أن يجتمع ترامب مع العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، في محاولة لتعزيز العلاقات التي شهدت تراجعا خلال ولاية أوباما، كما سيحضر ترامب اجتماع مجلس التعاون الخليجي لبحث التهديدات التي يتعرض لها وسبل الأمن والاستقرار في المنطقة وبناء علاقات تجارية أوثق بين دول الخليج والولايات المتحدة.
وكانت تراجعت إدارة أوباما عن دعم المملكة العربية السعودية عندما فتحت سلسلة من الغارات الجوية في اليمن مارس 2015، وتوقفت عن المشاركة معها على سبيل الاحتياط عندما ظهرت العديد من التقارير حول المدنيين الذين أصيبوا في الهجوم، لكن اليوم ترامب لا يلتفت إلى هذه الانتقادات المتعلقة بالحرب في اليمن.
ترامب يحمل خطابا حول الإسلام
وذكر أمس مستشار الأمن القومي ماكماستر أن ترامب سيلقي خطابا يؤكد فيه على ضرورة مكافحة الفكر المتطرف وسيعرب عن أمله في رؤية سلمية للإسلام، موضحا أن خطاب الرئيس حول موضوع الإسلام يهدف إلى تعزيز الوحدة في العالم الإسلامي ضد أعداء الإنسانية وإظهار التزام الولايات المتحدة بدعم الشركاء المسلمين. ووفقا لماكماستر فإن رحلة ترامب إلى المملكة العربية السعودية وإسرائيل والفاتيكان تستمر تسعة أيام تهدف إلى تعزيز الوحدة بين المسلمين واليهود والمسيحيين.
ترامب يغض الطرف عن جرائم السعودية
ومن المقرر أن تشهد زيارة ترامب إلى المملكة لقاءات مثيرة للاهتمام وقمة لزعماء العالم العربي والإسلامي، حتى أن الرئيس السوداني عمر البشير تلقى دعوة بالرغم من أنه مطلوب في لاهاي بتهمة ارتكاب جرائم حرب، ولكنه سيكون ضيف شرف في الخليج، لا سيما وأن ساعدت السعودية أيضا في إقناع إدارة أوباما لإزالة بعض العقوبات على السودان بسبب دعمه للإرهاب، لكن وجود البشير جنبا إلى جنب مع ترامب في هذا الحدث أمر غير مسبوق.
ومن المتوقع أن يصل بعد قبول دعوة من الملك الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وسيلتقي عباس مع ترامب الاسبوع المقبل في بيت لحم. ومن المتوقع حتى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن يصل للرياض، وهناك حقيقة أخرى مثيرة للاهتمام هي تلبية رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الدعوة.
ويتمنى السعوديون أن يمر هذين اليومين دون أي صعوبات معينة، وخصوصا مفاجآت داعش، وأيضا لتعزيز العلاقات السياسية مع الولايات المتحدة وتعزيز وتوسيع التعاون الاقتصادي سيعقد السبت في الرياض الاجتماع السنوي لمديري شركة المنتدى السعودي الأمريكي وسيتم التوقيع على اتفاقيات في مجالات أنظمة الأسلحة والكهرباء والنفط والغاز والصناعات الكيميائية. وستمنح المملكة العربية السعودية ترخيصا لشركات أمريكية تعمل في أراضيها ومن المتوقع أن يوقع اتفاقيات مع شركات أمريكية وشركة أرامكو السعودية.
وبعد زيارته للمملكة العربية السعودية سيتوجه ترامب إلى إسرائيل، حيث سيلتقي مع الرئيس رؤوفين ريفلين، وسيضع اكليلا من الزهور في ياد فاشيم وسيلتقي مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.